الشعب هو دائماً وأبداً حَجَرُ الزاوية والعُنصر الأساس، و”رُمَّانة الميزان” في أيِّ معادلة أو حِسْبَة، ولابد أن يكون- أي الشعب- على رأس أولويات أيّ قيادة أو حكومة في أيّ دولة، وهذا ما يؤكّده ويُكرِّر على إبرازه الرئيس عبدالفتاح السيسي، منذ أن تولّى أمانة ومسئولية قيادة البلاد، مُبْرِزًا الدَوْرَ الأكبر والأهمّ للشعب في الخروج من أزماته، والتغلّب على تحدياته، كما أنه هو سبيل تحقيق التقدّم والازدهار المنشود، والانطلاق نحو المستقبل، وبناء الجمهورية الجديدة.
وقد جَدَّد الرئيس السيسي ذلك خلال الزيارة التَفَقُّدِيِّة التى قام بها- السبت الماضى- إلى مقرّ أكاديمية الشُرطة، وكان فى استقباله اللواء محمود توفيق- وزير الداخلية- واللواء هاني أبو المكارم- مدير أكاديمية الشرطة- وعددٌ من قيادات الأكاديمية ووزارة الداخلية. وتابع خلالها اختبارات كَشْفِ الهيئة للطلبة والطالبات المُتقدّمين للالتحاق بكلية الشُرطة، وذلك من خلال منظومة تسجيل نتائج الاختبارات الإلكترونية، واطَّلَع على كافة البيانات الخاصة بكلِّ طالب، والدرجات التي تحصَّل عليها أثناء تأدية مراحل الاختبارات المختلفة وصولاً إلى كَشْفِ الهيئة، والتي تعكس الشفافية التامّة في نتائج الاختبارات.
وهذا ما أشار إليه السفير محمد الشناوي- المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية- من أنّ السيد الرئيس أجرى حواراً مع أبنائه من طلبة الأكاديمية، تناول الأوضاع الداخلية والإقليمية والدولية، حيث استمع إلى آرائهم، وشدّد على الدَوْرِ المحوري المُلْقَى على عاتق القوّات المسلّحة والشُرطة المدنية، موضّحاً أن الأوضاع الإقليمية تستوجب تكاتف جميع أبناء الوطن لمواصلة النهوض به وحمايته من أيّ تهديدات، وضمان الحفاظ على مُكتسباته وجَنْىِ ثمار التنمية من خلال توفير الأمن والاستقرار.
كما أشاد الرئيس بما لَمِسَه من حرص المتقدّمين الجُدُدِ على نَيْلِ شَرَفِ الانضمام إلى هيئة الشُرطة لخدمة الوطن، مؤكّداً على تقديره العميق للدَّوْرِ الجوهري لجهاز الشُرطة في حماية البلاد، مُثمِّنًا التضحيات الكبيرة التي قدّمها أبناء جهاز الشُرطة وعائلاتهم على مدار الأعوام الماضية في مواجهة الإرهاب، مما يُظْهِرُ المَعْدَن الأصيل للمواطن المصري في مواجهة التحديات.
وانطلاقا من إيماننا بقول الحبيب المصطفى- صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم- عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- أنه سمع رسول الله يقول: (إذا فتح الله عليكم مصر فاتّخذوا فيها جُنْدًا كثيفًا، فذلك الجُنْدُ خيرُ أجنادِ الأرض) فقال له أبو بكر: ولم ذلك يا رسول الله؟ قال: (لأنّهم في رِبْاٍط إلى يومِ القيامة)، فَحُقَّ لنا أن تَقَرَّ عيونُنا، وتطمئنَ قلوبُنا، وترتاح نفوسُنا وأفئدتُنا، على مِصْرِنا الحبيبة، لأنها فى رعاية الله وحفظه، وبما حَبَاها من خلود وبقاء إلى أن يَرِثَ الله الأرض ومَنْ وما عليها، لارتباطها بكتاب الله الكريم، الخالد إلى يوم الدين.
لكن هذا لا يعني الاتّكال والإهمال فى القيام بدورِنا المفروض علينا، لأن سُنَنَ الله في كونه لا تتبدّل ولا تتغيّر، فلا مُحاباة ولا مُجاملة فى قوانين خالِق الكون، وواجبنا تعميق وتقوية أواصِر وِحْدَتنا، ومضاعفة إنتاجنا، بالاعتماد على عقولنا وسواعدنا، لـ”تحيا مصر” بعقول وسواعد أبنائها المُخلصين الأوفياء الذين لا يدّخرون جهداً في تقديم كلّ ما يملكون من مالٍ وأنفسٍ، للذَّوْدِ عن أرضِ الكِنانة.