المستشار جبالي: ننعم بالأمن والأمان.. في عالم يموج بالصراعات
كتب- مصطفى ياسين:
ألقى المستشار د. حنفي جبالي- رئيس مجلس النواب- كلمة في بداية الجلسة العامة للمجلس، بمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة وذكرى ثورة الخامس والعشرين من يناير، قال فيها: الزميلات والزملاء، نواب شعب مصر؛ بالأمس كان الخامس والعشرين من يناير؛ حيث حلَّت الذكرى الثالثة والسبعون لعيد الشرطة المصرية، يوم أن تزيَّنت مدينة الإسماعيلية بكل ألوان الفداء، وعَلَت في سمائها أصوات نداء الواجب والوطنية، وهبَّت عليها رياح التضحية والبذل والعطاء؛ ورَوَت ترابَها دماءُ الشهداء، فنبتت في كل أرجائها زهور العزّة والكرامة.
لقد وقف رجال الشرطة الأبطال، في ذات اليوم عام 1952، بشجاعة نادرة، بل شجاعة لا مثيل لها، مُتْحَدِّين قوّة الاحتلال الغاشم، ورافضين الاستسلام، فقدّموا أرواحهم دفاعاً عن عزّة وطنهم، وسطَّروا في تاريخ الوطنية ذكرى خالدة لانتصار الإرادة المصرية.
أكد “جبالي” أن رجال الشُرطة المصرية، بما يمتلكونه من صبر وعزيمة وإصرار، يمثِّلون شخصية وطنية متفرِّدة، صاغتها تجارب التاريخ، وصقلتها الإرادة المصرية؛ فعلى مدار السنوات الماضية، واجهت مصر تحديات داخلية جِساماً؛ أرادت النَيْل من استقرارها وأمن وأمان مواطنيها؛ لكن رجال الشرطة المصرية المُخْلِصين، بالتعاون مع أبطال القوَّات المسلَّحة، تصدُّوا وواجهوا بعزيمة الرجال تلك التحديات، ومهَّدوا طُرُق الأمن والأمان في كل ربوع مصرنا الحبيبة، فقدَّموا تضحيات يعلمها الجميع، فمنهم من استُشهد، ومنهم من أصيب إصابة بالغة، ورغم ذلك لم تزِدْهم هذه التضحيات إلا ثباتاً وإيماناً برسالتهم في صَون الوطن وحماية مواطنيه. فتحية إجلال وإكبار لشهداء الشُرطة الأبرار، الذين بذلوا أرواحهم في سبيل الوطن، وللمصابين الذين تحمَّلوا الألم بثبات، وتحية تقدير وعرفان لأفراد أُسَرِهم جميعاً.
الأمن والأمان
أضاف “جبالي”: نواب شعب مصر؛ نحمد الله جميعاً أننا ننعم على أرض وطننا بالأمن والأمان، وهو شعور تفتقده شعوب كثيرة في ظلِّ عالَم يموج بالصراعات؛ ويعود الفضل في هذا إلى توجيهات القيادة الحكيمة ودعمها؛ حيث انتهجت وزارة الداخلية سياسة التطوير والتحديث التي تهدف إلى الارتقاء بمستوى الأداء، ومواكبة روح العصر من استخدام التقنيات والنُظم الحديثة التي تساعد على توفير الجَهد والوقت وتحسين مستوى الخدمات المقدَّمة للتيسير على المواطنين، وتعظيم الدور المجتمعي للشُرطة، والتأكيد على مراعاة البُعد الإنساني عند التعامل مع المواطنين أثناء تنفيذ الخطط والإجراءات الأمنية، والتصدِّي الحاسم لكل ما يمسُّ أمن وسلامة الوطن والمواطنين وفقاً للأطر القانونية.
وفي هذه المناسبة الوطنية، يسعدني أن أتقدَّم باسمي وباسمكم جميعاً؛ بأسمَى عبارات التهنئة للسيد اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، ولجميع رجال الشُرطة، شاكرين لهم جهودهم المخلصة وتفانيهم في أداء واجبهم الوطني.
الزميلات والزملاء، نواب شعب مصر؛ أربعة عشر عاماً، مرَّت على انطلاق ثورة الخامس والعشرين من يناير، تلك الصرخة الشعبية التي خرجت من وجدان المصريين، حين اجتمعوا على قلب رجل واحد، مطالِبين بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، فكانت نداءً صادقاً للتغيير والإصلاح، ومشكاة تُضيء الطريق نحو مستقبل أفضل.
وفي مقدمة صفوف الثورة، وقف الشباب المصري، تلك القوى النابضة بالحياة والأمل، يحملون على عاتقهم شُعلة التغيير. كانوا رمزا للشجاعة والتحدّي، وهم ينشدون وطناً يليق بأحلامهم، ويؤمنون بأن المستقبل يكتب بأيديهم، فتحيَّة لشباب مصر الواعد، شركاء الحاضر وصناع المستقبل.
تابع “جبالي”: نواب شعب مصر؛ ونحن نستعيد ذكرى تلك اللحظات المجيدة من عُمْر الوطن، يسعدنا أن نتقدَّم بأطيب التهاني للشعب المصري العظيم، هذا الشعب الذي يثبت يوماً بعد يوم أنه قادر على مواجهة الصعاب وصُنع المُعجزات؛ ويسعدني ويشرِّفني بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عنكم – الزملاء الأعزاء أعضاء المجلس الموقَّر – بهذه المناسبة، أن أتقدَّم بخالص التهنئة وأصدق الأمنيات إلى فخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية؛ داعين المولى عزَّ وجلَّ أن يحفظه ويوفِّقه لما فيه الخير لمصرنا العزيزة.
حفظ الله مصر وشعبها الأَبِّي، لتظلّ دائماً واحة للأمن والسلام، ومنارة للتقدّم والازدهار.