١١ عنصرًا مُلْزِمًا- أدبياً- لضمان “حياة صحية آمنة”
تقرير: مصطفى ياسين
اتفق خبراء ومعنيون بحماية الأطفال والنساء من أثر التعرض للرصاص، على وضع وثيقة مبادئ، كـ”خطة عمل” في المرحلة المقبلة على كافة المستويات والأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والإعلامية.
جاء ذلك خلال الحلقة الاستشارية الثانية التي نفذتها وحدة التنمية المحلية، برئاسة ماجدة رمزي، بالهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، برعاية د. أندريه زكي رئيس الهيئة والطائفة الإنجيلية.
كانت وحدة التنمية المحلية بالهيئة الإنجيلية، باشراف نيرمين أمير ورانيا، قد بدأت مشروعها في ثلاث مناطق أكثر تعرضا للإصابة بأمراض الرصاص الناتج عن المصانع وورش الدوكو، وهي: عكرشة بالقليوبية، وفيها ١١٠ مصانع ومنشاة صناعية. منطقة الفخارين بمصر القديمة. إمبابة لوجود ورش دوكو.
أدار اللقاء د. أشرف عبدالمنعم، مسئول سياسات حماية الأطفال، بحضور عدد كبير من المختصين والمهتمين بوزارات: التضامن، العمل، التنمية المحلية، الصحة، جامعات القاهرة وعين شمس، منهم: د. عبدالمسيح سمعان، د. خالد عبدالله، د. يوحنا الخراط، وعدد كبير من الصحفيين.
أداة أساسية
أوضح المشاركون أن وثائق المبادئ تعد أداة أساسية لتوجيه الجهود الرامية إلى الحد من أثر عنصر الرصاص على الأطفال والنساء، حيث توفر إطارًا مرجعيًا موحدًا للمؤسسات والجهات المعنية لضمان تبني أفضل الممارسات في التخفيف من التعرض للرصاص.
وحذروا من أن التلوث بالرصاص يُعتبر مشكلة صحية وبيئية خطيرة، خاصة في البيئات التي تنتشر فيها مصادر التلوث مثل مصانع البطاريات، وصناعة الفخار، وورش صهر المعادن، والدهانات المحتوية على الرصاص.
يؤثر التعرض لهذا العنصر الثقيل بشكل مباشر على النمو العقلي والجسدي للأطفال، كما يشكل خطرًا كبيرًا على صحة النساء الحوامل، مما قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة للأجنة.
وثائق مساعدة
أشاروا إلى أن هذه الوثائق تساعد في وضع مبادئ توجيهية واضحة تعتمد على الأدلة العلمية وأفضل التجارب الدولية، مما يسهم في تعزيز السياسات الوقائية، وتحسين نظم الرصد والمراقبة، وتوفير استراتيجيات فعالة للتوعية والتدخل. وبذلك، تمثل وثائق المبادئ أداةً لا غنى عنها للباحثين، وصانعي السياسات، والعاملين في مجال الصحة والبيئة، حيث تتيح لهم منهجية متكاملة لمعالجة المشكلة وتقليل تأثيراتها السلبية على الفئات الأكثر ضعفًا في المجتمع.
الاستراتيجية العامة
أجمعوا على ثلاثة عناصر: الرؤية والرسالة والقيم: فالرؤية: بيئة خالية من تأثيرات الرصاص على الأطفال والنساء، مع ضمان صحة ورفاهية الأفراد والمجتمعات أما الرسالة: فإرساء سياسات وتشريعات تهدف إلى تقليل وتعزيز الوعي حول مصادر الرصاص وتأثيراته السلبية. أما القيم: فهي الصحة العامة، العدالة الاجتماعية، والأمان البيئي.
ثانيا: النطاق: يشمل الوثيقة، مصادر الرصاص الرئيسية مثل (المسابك وأماكن تصنيع الفخار ومصانع تصنيع البطاريات وشركات تصنيع الدهانات) وأثرها على الصحة العامة.
ثالثا: الفئة المستهدفة: الأطفال، النساء (خاصة الحوامل)، والعاملون في الصناعات التي تستخدم الرصاص.
رابعا: الجهات المعنية: الجهات الحكومية ذات الصلة مثل وزارة الصحة ومعهد التغذية والإعلام والجامعات المصرية والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص مثل أصحاب الورش والمؤسسات المهنية والمجتمعات المحلية.
وكانت الأهداف الاستراتيجية لجميع المشاركين: تقليل نسب الرصاص في البيئة المحيطة بالأطفال والنساء بمقدار 50% خلال خمس سنوات. زيادة الوعي حول تأثيرات الرصاص في المجتمعات بنسبة 70% بحلول عام 2030. التأكد من أن كل هدف استراتيجي يعزز الرؤية والرسالة.
المبادئ التوجيهية
وأكدوا أن المبادئ التوجيهية: الشفافية: ضرورة أن تكون جميع الإجراءات واضحة ومفهومة من جميع الأطراف.
التعاون متعدد القطاعات: التعاون بين الحكومات، المنظمات غير الحكومية، والمؤسسات الخاصة لمكافحة تأثيرات الرصاص. التدريب والتوعية: تعزيز الوعي العام من خلال برامج تعليمية للمجتمعات والمصانع.
ركائز أساسية
أشاروا إلى أن الركائز الأساسية تتمثل في: الأولى: التوعية والتعليم، بتوعية المجتمع: بحملات توعوية حول مخاطر الرصاص على صحة الأطفال والنساء.
نشر مواد تعليمية بلغة بسيطة عن مصادر الرصاص وكيفية تجنبها.
تدريب العاملين: في المسابك ومصانع الفخار والبطاريات والدهانات على إجراءات السلامة. توعية العمال بأهمية استخدام معدات الوقاية الشخصية.
تعليم الأطفال: إدراج موضوعات عن مخاطر الرصاص في المناهج المدرسية.
الركيزة الثانية: التشريعات واللوائح: وضع معايير صارمة: تحديد الحد الأقصى المسموح به للرصاص في المنتجات (مثل الدهانات، الفخار، البطاريات). فرض قيود على استخدام الرصاص في الصناعات. مراقبة التزام المصانع: إنشاء هيئات رقابية لفحص المنتجات والعمليات الصناعية. فرض عقوبات على المخالفين. حماية العمال: إلزام المصانع بتوفير بيئة عمل آمنة وتوفير معدات الوقاية.
الركيزة الثالثة: البحث العلمي والمراقبة، دراسات علمية: إجراء دراسات لتقييم مستوى التعرض للرصاص بين الأطفال والنساء. تحليل مصادر التلوث بالرصاص في البيئة المحيطة. مراقبة الصحة العامة: بإنشاء نظام لفحص مستويات الرصاص في الدم لدى الفئات المعرضة (الأطفال، النساء الحوامل). جمع بيانات دورية عن حالات التسمم بالرصاص.
النفايات الآمنة
الركيزة الرابعة: الإدارة الآمنة للنفايات، بالتخلص الآمن من النفايات: وضع إجراءات صارمة للتخلص من النفايات المحتوية على الرصاص (مثل البطاريات القديمة).
تشجيع إعادة تدوير البطاريات بطريقة آمنة. تنظيف المواقع الملوثة: من خلال تحديد المواقع الملوثة بالرصاص (مثل المناطق المحيطة بالمسابك) وتنظيفها.
محلى ودولى
الركيزة الخامسة: التعاون الدولي والمحلي، بالاستفادة من الخبرات الدولية: التعاون مع منظمات مثل منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة لوضع معايير عالمية.
تعزيز الشراكات المحلية: بالتعاون مع الجامعات، المراكز البحثية، والمنظمات غير الحكومية لتنفيذ البرامج.
الدعم والتمويل
الركيزة السادسة: الدعم المالي واللوجستي، وتوفير التمويل: تخصيص ميزانيات لحملات التوعية، الدراسات العلمية، وبرامج المراقبة. دعم الصناعات الصديقة للبيئة: تقديم حوافز مالية للشركات التي تتبنى تقنيات خالية من الرصاص.
الركيزة السابعة: البدائل الآمنة، بالبحث والتطوير: تشجيع البحث العلمي لتطوير مواد بديلة آمنة للرصاص في الصناعات. تشجيع الصناعات على التحول: تقديم حوافز مالية أو ضريبية للشركات التي تتبنى مواد بديلة آمنة.
التوعية بالبدائل الآمنة: نشر قائمة بالمواد البديلة الآمنة المتاحة في السوق. تشجيع أصحاب العمل على توفير وسائل الآمن الصناعي للعاملين.
الكشف والعلاج
الركيزة الثامنة: الكشف المبكر والتدخلات العلاجية والتعافي، برامج الكشف المبكر: إجراء فحوصات دورية لمستويات الرصاص في الدم لدى الأطفال والنساء الحوامل. التدخلات العلاجية: توفير العلاج الطبي للحالات التي يتم اكتشافها. برامج التعافي والدعم النفسي: تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال والنساء الذين يعانون من آثار التسمم بالرصاص.
التوعية المجتمعية
الركيزة التاسعة: دور المجتمع المدني، التوعية المجتمعية: تنظيم حملات توعوية في المناطق الأكثر عرضة للتلوث بالرصاص. المراقبة المجتمعية: تشجيع المجتمع على الإبلاغ عن الممارسات الصناعية الضارة. والضغط من أجل تغيير السياسات: تنظيم حملات ضغط على صناع القرار لاعتماد تشريعات أكثر صرامة. تمكين المجتمعات المحلية: تدريب قادة المجتمع المحلي على كيفية التعامل مع قضايا التلوث بالرصاص.
أنشطة المجتمع المدني: أطفال بلا رصاص: حملة توعوية تركز على حماية الأطفال من التلوث بالرصاص.
بيئة آمنة: مبادرة لتنظيف المواقع الملوثة بالرصاص بمشاركة المتطوعين. مراقبو الرصاص: شبكة مجتمعية لمراقبة المصانع والإبلاغ عن الممارسات الضارة.
آليات التنفيذ
ثامنا: الآليات التنفيذية: خطة عمل تفصيلية: تشمل الخطوات العملية لتحقيق الأهداف الاستراتيجية.
تحديد المسؤوليات: من هو المسؤول عن كل إجراء (المنظمات الحكومية، المجتمعية، الخاصة)
الجدول الزمني: وضع جدول زمني واضح لتحقيق الأهداف المحددة.
المتابعة والتقييم
تاسعا: آليات المتابعة والتقييم: المؤشرات. عدد الحملات التي تم تنفيذها سنوياً. عدد الأطفال، النساء، والعاملين الذين تم توعيتهم. نسبة الأشخاص الذين يمكنهم تحديد مصادر الرصاص ومخاطره. نسبة المصانع والشركات التي تلتزم بالمعايير الجديدة. عدد الزيارات التفتيشية التي تمت في المصانع والمنشآت الصناعية. عدد الأطفال والنساء الذين تم فحص مستويات الرصاص في دمهم سنوياً. النسبة المئوية للأطفال والنساء الذين لديهم مستويات رصاص أعلى من الحد المسموح به. عدد المواقع التي تم تحديدها وتنظيفها من التلوث بالرصاص.
كمية النفايات المحتوية على الرصاص التي تم التخلص منها أو إعادة تدويرها بشكل آمن. عدد المرافق الجديدة التي تم إنشاؤها لإدارة النفايات المحتوية على الرصاص.
نسبة الشركات التي تتبع إجراءات آمنة للتخلص من النفايات. عدد الفعاليات التي تم تنظيمها لتبادل الخبرات والمعرفة. عدد الكوادر الطبية المدربة على التعامل مع التسمم بالرصاص. عدد الأطفال الذين تم دمجهم في برامج التعافي والدعم النفسي.
أهمية المتابعة
وأكد المشاركون أهمية المتابعة بإنشاء نظام إلكتروني للمتابعة: نظام لتسجيل البيانات ومتابعة المؤشرات بشكل دوري. اجتماعات دورية للجنة التنسيقية: عقد اجتماعات كل 3 أو 6 أشهر لمراجعة التقدم. تقارير نصف سنوية وسنوية: إعداد تقارير مفصلة عن التقدم المحرز وتحديد التحديات.
عاشرا: مراجعة وتعديل الوثيقة: مراجعة دورية: تحديد مواعيد لمراجعة وتقييم التقدم في تحقيق الأهداف.
إجراءات التعديل: وضع آليات لتعديل الوثيقة وفقًا للنتائج المحققة.
التنسيق والتواصل
واتفقوا في العنصر الحادي عشر على: التواصل والتبني، بنشر الوثيقة: من خلال التأكيد على نشر الوثيقة بشكل واسع بين جميع المعنيين. التوعية بأهمية الوثيقة: تنظيم حملات توعية لشرح المبادئ والأهداف. الحث على التبني: تشجيع الجميع على العمل وفقًا للمبادئ من خلال برامج تحفيزية.