أكد الكاتب الصحفى والاعلامى ملهم العيسوى، أن القرآن أعظم رسالة تنويرية، ودعا إلى إعمال التفكير في خلق الله تعالى في كثير من الآيات القرآنية.
•• وأضاف «ملهم» خلال ندوة ، بعنوان: «القرآن رسالة تنويرية»، أنه يتحدث المفكرون والفلاسفة عن التنوير وأنه ضرورة حضارية، وهذا حق، وينادون بأهمية إعمال العقل فى التفكير، وأهمية الحرية لضمان التفكير دون قيود تكبل العقل، كما يركزون على ضرورة العلم، وكل هذا صحيح ومهم.
القرآن والتنوير:
•• وعن دعوات الفلاسفة والمفكرين، طرح العالم الجليل الدكتور محمد محمد دَاوُدَ الأستاذ بجامعة قناة السويس، المشرف العام على موسوعة بيان الاسلام للرد على الشبهات.. أسئلة ليجيب عنها تؤكد أن القرآن الكريم رسالة تنويرية، وهي أولًا: «ما موقف القرآن من قضية التنوير، وإعمال العقل، والحرية؟ وما موقف القرآن من العلم؟، موضحًا أن المتدبر بعمق وروية وتؤدة يرى بوضوح أن القرآن الكريم أعظمُ رسالة تنويرية فى تاريخ البشرية، حيث إننا نجد أنفسنا أمام آيات النور والتنوير فى القرآن الكريم، قال تعالى: «اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ» (النور: 35)، مفسرًا: نَوَّر الله السماوات والأرض بالنور الحسى، بالشمس والقمر والنجوم، قال تعالى: «جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا» [يونس: 5]، «وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا» (نوح: 16)، مبينًا: ونورهما بالنور المعنوى، أرسل الرسل وأنزل الكتاب وجعل للإنسان عقلًا.
•• واستدل أيضًا بقول الله تعالى: «اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ» (البقرة: 257)، فهدى القرآن الكريم نور منقذ للإنسان، وقول الله تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا» (النساء: 174)، فهدى القرآن يقوم على الحجة والإقناع، وهو نور كاشف مبين، يؤكد ذلك قول الله تعالى: «قَدْجَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ» (المائدة: 15).
•• وتابع: وقوله تعالى: «يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ» (المائدة: 16)، وقوله تعالى: «أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ» «الأنعام: 122».
القرآن والعقل:
•• وقال، إن القرآن الكريم أعظمُ دعوة لإيقاظ العقل، والقرآن الكريم أعظم دعوة إلى التفكير، لقد اشتمل القرآن الكريم على 1260 ألف ومائتين وستين سؤالًا للعقل البشرى، معنى هذا أن القرآن خطاب للعقل، ومعنى هذا أن القرآن اعتمد الدليل العقلى، بل إن القرآن الكريم معجزة متفردة، ليست كمعجزات الأنبياء السابقين، لقد كانت معجزات الأنبياء قبل النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- معجزات حسية، والقرآن الكريم ليس كذلك، ليس معجزة حسية، ليس عصا موسى، ولا ناقة صالح، ولا نار إبراهيم، إنه معجزة أخرى متفردة غير حسية، إنه معجزة عقلية تخاطب العقل.
•• وبيّن: «أن القرآن الكريم يحث العقل على التفكير، ووردت كلمات الفكر والتفكير فى آيات القرآن الكريم، ومشتقات مادة « ف ك ر» ثماني عشرة مرة، على هذا النحو: «فَكَّرَ»: مرة واحدة فى: (المدثر/18)، «تَتَفَكَّروا»: مرة واحدة فى: «سبأ/46» «تًتَفَكَّرُون»: ثلاث مرات فى: (البقرة/ 266،219)، وفى (الأنعام/50)، «يَتَفَكَّرُوا»: مرتين، فى (الأعراف/184، والروم/8)، «يَتَفَكَّرُون»: إحدى عشرة مرة، فى: (آل عمران/191، الأعراف/191، الأعراف/176، يونس /24، الرعد/3، النحل/69،44،11 الروم/21، الزمر/42، الجاثية/13، الحشر/21)، وكلها بمعنى التدبُّر والتُّأمل وإعمال العقل.
•• وشدد على أن التفكير فريضة إسلامية كما عبر العقاد رحمه الله تعالى، لذلك منع الله تعالى الإكراه على الإيمان، قال تعالى: «لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ» (البقرة /256)، «إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ» [النازعات: 45] «يَا أَيُّهَاالنَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا [الأحزاب: 45] «لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ» (الغاشية: 22).
•• ولفت إلى أنه اجتمعت كلمة العلماء سلفًا وخلفًا على أنه ليس في الإسلام سلطة دينية لأحد على أحد إلا سلطة الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وزعم بعضهم أن الدين يتعارض مع العقل، وهذا غير حقيقى وإن وجد ذلك فى تاريخ البشرية عند غير المسلمين، لا يبرر إلصاق هذه التهمة وإقحامها بالإسلام.
•• وواصل: كذلك الزعم بأن الدين فكرة مطلقة والعقل والفلسفة غير مطلق؛ قراءة ناقصة لأن السعى للحقيقة المطلقة لها سبل شتى فيها التعددية وإعمال العقل، ولو ظل الفكر فى فضاء مطلق دون نهاية لظل فى التيه لا يصل إلى الحقيقة المنشودة.
•• ولفت إلى أن من حقائق القرآن الخالدة أيضًا أن الواحدية والأحدية تكون للذات الإلهية دون سواها، وأن التنوع والتعدد والاختلاف سنة إلهية كونية فى كل ما سوى الذات الإلهية، قال تعالى: «وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ» (الروم: 22).
•• وأكمل: ووضح القرآن أن التنوع والتمايز يكون حافزًا للتسابق والمنافسة فى طريق الخير، قال تعالى: «لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ» [المائدة: 48]، كما أمرنا القرآن أن نتبع الأحسن والأفضل، قال تعالى: «الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ» (الزمر: 18).
•• ونوه بأن القرآن هكذا أعظم رسالة لإيقاظ العقل، لقد منع القرآن التقليد الأعمى، الذى لا يقره عقل «أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَايَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَايَهْتَدُونَ» (البقرة: 170)، والحرية مكفولة فى الإسلام للتفكير بضوابط القيم والعلم والأخلاق، لأن السب والشتم ليس حرية وليس فكرًا ولا يصلح لأن يكون دليلا ولا حجة، فالإسلام يُقر الحرية المنضبطة.
•• وأفاد: ليس بعد أن سأل الخالق فى أعظم قضية فى الوجود، قضية الإيمان بالخالق، «أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ» [النمل: 61]، وكرر السؤال، ليس بعد ذلك لأحد زعم ولا حجة، وتسقط كل الادعاءات وعلى هؤلاء أن يراجعوا أنفسهم فيما زعموا وادعوا، ولمَّا كان القرآن دعوة لإيقاظ العقل، فقد أمر العقل بالنظر والاعتبار «قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ» (يونس: 101)، «قَدْخَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ» (آل عمران: 137).
•• وألمح إلى أنه فى سياقات الآيات التي تأمر بالنظر إلى المستقبل ما يدعو إلى التخطيط والتدبير، قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ» (الحشر: 18).
•• ونوه بأنه هكذا أمر الله تعالى العقل بالتدبر لآيات الله فى الكون كما أمر العقل بتدبر آيات القرآن «أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْكَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا» (النساء: 82)، «قُلْسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ» (العنكبوت: 20)، «كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ» (البقرة: 266)، «أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ» (الروم: 8)، «الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ» (آل عمران: 191)، «إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ» (الرعد: 19)، «أَفَلَا يَعْقِلُونَ» (يس: 68)، فلقد جاء القرآن هاديا للعقل.
القرآن والعلم:
•• وذكر أنه كما القرآن الكريم رسالة تنويرية لإيقاظ العقل فهو كذلك رسالة تنويرية تدعو إلى العلم، فأول آية نزلت: «اقرأ … ولم يحدد ماذا يُقرأ؟» حتى تكون القراءة شاملة تستوعب كل جديد من العلوم والمعارف عبر الزمان بعد الزمان.
•• وأشار إلى أن القرآن نَصَّ على أن العلم سبب الرفعة والتمكين، فالتمكين لا يكون للجهلاء، قال تعالى: «يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ» (المجادلة:11)، بل أمر الله فى القرآن أن يكون للمسلمين مثل وكالة ناسا، قال تعالى: «قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ» [العنكبوت: 20]، فالعلم يبحث فى الكيفية.
•• ونبه على أنه اعتمد القرآن الكريم الدليل العلمى، وذلك في قوله تعالى: «سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ» (فصلت: 53).
رسالة:
•• وأبان: هكذا نحن أمام دعوة عظيمة للتفكير ولإيقاظ العقل، وأنه يسعنا الاختلاف الإيجابى الذى يصل بنا إلى الحق، إلى الصواب، إلى الأفضل دون أن يأتى أحدنا إلى ساحة التفكير بأرضية مبيتة أو بأحكام مسبقة دون إساءة ظن، دون تسفيه لرأى، دون انفعال أو تهور وإنما هى الحجة وهو الدليل «قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ» (البقرة: 111)، وهكذا يظهر لنا أن ركائز التنوير فى القرآن «العقل – العلم – الحرية – الأخلاق».
الدين منبع الأخلاق:
•• وشدد على أن الدين أمر بالعدل الذى يعم جميع الناس، والأمانة التى تحفظ للناس حقوقهم الأدبية والمعنوية، وأن الاختلاف ليس مدعاة للصدام والعداء وإنما للتعارف والتعاون واستباق الخيرات.
•• وتساءَل: هذا هو القرآن فأين منه المفكرون؟ هذا هو القرآن فأين منه المثقفون؟ هذا هو القرآن فأين منه المصلحون؟ هذا هو القرآن فأين منه المسلمون؟ هذا هو القرآن فأين منه كلنا؟ القرآن يرقى بالإنسانية السمحة، فالمتدبر لآيات القرآن الكريم يجد أنها تدعيم للمشترك الإنساني، ويظهر ذلك جليًّا في المعاني القرآنية الآتية: إحياء المشترك الإنسانى العام من خلال النداء القرآنى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ»، «يَابَنِى آدَمَ» [الأعراف: 26]، إحياء المنافسة واستباق الخيرات بديلًاعن الصراع، قال تعالى: «وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» (البقرة: 148).
•• وأردف: أن من الأمور التي أمر بها الدين هو إحياء التعارف والتواصل بين الثقافات المتنوعة بديلًا عن الصدام، قال تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ» [الحجرات: 13]، إحياء قبول الآخر وجعله جزءًا من نسيج الأمة، لهما لنا وعليهما علينا، قال تعالى: «آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ» [البقرة: 285]، قال تعالى: «لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ» [الممتحنة: 8].
•• وتابع: أن من الأمور التي أمر بها الدين أيضًا هو إحياء التعاون الإيجابى ونبذ التعاون السلبى، قال تعالى: «وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ» (المائدة: 2)، وإحياء التنافس بين التنوع الدينى والثقافى بدلًامن الصدام والعدوان، قال تعالى: «لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ» [المائدة: 48].
•• وألمح إلى أنه فى سياقات الآيات التي تأمر بالنظر إلى المستقبل ما يدعو إلى التخطيط والتدبير، قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ» (الحشر: 18).
•• ونوه بأنه هكذا أمر الله تعالى العقل بالتدبر لآيات الله فى الكون كما أمر العقل بتدبر آيات القرآن «أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْكَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا» (النساء: 82)، «قُلْسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ» (العنكبوت: 20)، «كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ» (البقرة: 266)، «أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ» (الروم: 8)، «الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ» (آل عمران: 191)، «إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ» (الرعد: 19).