في الوقت الذي تتباهى دول العالم بالحريات وحقوق الإنسان ونبذ الكراهية والتطرف والإرهاب، ودائما ما يوجه اللوم للعالم العربي والإسلامي بالانفتاح ونبذ العنف وقبول الآخر تماما، تعيش الأقليات الإسلامية أسوأ وضع يمكن تخيّله في العصر الحديث والتاريخ المعاصر إذ يجعلنا نرجع بأذهاننا إلى عصور ما قبل التاريخ حيث تسود الهمجية والقتل الوحشي.
في وسط صمت رهيب من العالم تنفذ سلطات بورما الحرق والتنكيل والطرد للمدنيين الأبرياء، أبناء إقليم أراكان المحتل، وكذلك في الصين التي تحتل تركستان الشرقية (إقليم شينجيانغ) وتحاول محو هوية الإقليم وترتكب جرائم التطهير العرقي على أعين ومسامع العالم الخارجي، والوضع ليس بعيدا عن ذلك في دولة أفريقيا الوسطى حيث التطهير العرقي وهدم المساجد والتنكيل بالمدنيين.
مع اعترافات الأمم المتحدة يزداد الأمر تعقيدا فلا حُجَّة للعالم في مناصرة هؤلاء الضعفاء الذين يريدون أن يعيشوا في أوطانهم ويحملوا جنسيات بلادهم.
ولكنهم ليسوا بإسرائيل حتى تدافع عنهم أمريكا، وليسوا في “بال” العرب المنشغلين بمشاكلهم الداخلية والذين هم أضعف من أن يقفوا في وجه دول مثل الصين على حسب اعتقادهم.
فليس لهؤلاء المستضعفين سوى الله، هو أعلم بهم، وهو القادر على نصرتهم في وسط عالم يكيل بمكيالين.