مكة المكرمة (يونا) –
أكد وزير الخارجية السعودي إبراهيم العساف أن القضية الفلسطينية هي قضية المملكة العربية السعودية الأولى، لافتاً إلى أن العالم الإسلامي يمر بتحديات وتغيرات بالغة الدقة والخطورة، منها التدخل في الشؤون الداخلية للدول الإسلامية، وازدياد أعداد النازحين واللاجئين، وانتشار آفة الإرهاب والتطرف، والطائفية، الأمر الذي يتطلب منا وقفة جادة لدراسة أبعادها وتداعياتها من كافة الجوانب، واتباع أفضل السبل الممكنة لمعالجتها.
وقال العساف في كلمته مساء الأربعاء خلال اجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة الإسلامية التي تستضيفها بلاده في مكة المكرمة: “تمر الذكرى الخمسون لتأسيس منظمة التعاون الإسلامي ولا يزال النزاع مع إسرائيل أبرز التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية، وأود أن أؤكد على أن القضية الفلسطينية هي قضية المملكة العربية السعودية الأولى، وبالذات حصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه المشروعة، وفي إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، المؤيدة من مؤتمرات القمم العربية والإسلامية المتعاقبة”.
وشدد العساف على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته السياسية والأخلاقية في تحقيق القرارات الدولية بشأن القضية الفلسطينية.
وقال العساف: “إن السعودية تولي أهمية كبيرة للاستقرار في اليمن، وتأسف لاستمرار الانقلاب على السلطة الشرعية من قبل الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، والذي يعد مثالا واضحاً على استمرارها في التدخل في الشؤون الداخلية للدول وهو الأمر الذي يجب أن ترفضه منظمة التعاون الإسلامي لتعارضه مع ميثاقها ومع المواثيق الدولية”.
وجدد وزير الخارجية السعودي التأكيد على تأييد بلاده لمساعي مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، للوصول إلى حل سياسي وفق قرارات مجلس الأمن 2216 والمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني، ونتائج اجتماعات استوكهولم.
وأوضح العساف أن السعودية تقف مع السودان، وتدعم المجلس العسكري الانتقالي والإجراءات التي اتخذها والتي تصب في مصلحة الشعب السوداني، وما يرتئيه الشعب السوداني حيال مستقبله، ونؤيد الخطوات التي أعلن عنها المجلس العسكري في الحفاظ على الأرواح والممتلكات، ونأمل أن يحقق ذلك الأمن والاستقرار والتنمية الاقتصادية للبلاد.
وفي الشأن السوري، أكد أن السعودية تقف مع كل جهد مخلص يسعى لإيجاد حل سياسي يحافظ على وحدة سوريا ومؤسساتها، وينهي وجود الجماعات الإرهابية الطائفية فيها، استنادا إلى مخرجات جنيف، وبيانات مجموعة الدعم الدولية لسوريا، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وقال العساف إن المملكة تؤكد على الالتزام بسيادة ووحدة ليبيا وسلامة أراضيها، ورفض التدخل الخارجي، وندعو جميع الأطراف إلى العمل على الوحدة وقطع الطريق على الجماعات الإرهابية ومحاربتها.
وجدد العساف إدانة بلاده الشديدة لما يتعرض له مسلمو الروهينغا من مجازر وتطهير عرقي وترحيل قسري.
وقال إن المملكة تؤكد دعمها لعودة اللاجئين الروهينغا إلى بلادهم، وتوفير الظروف اللازمة لضمان العودة الآمنة الطوعية للاجئين، وصياغة خارطة طريق محددة وزمنية لتنفيذها، كما تؤكد على أهمية دعم اللجنة الوزارية المنشأة بموجب قرار مجلس وزراء الخارجية في دورته السادسة والأربعين المخصصة للمساءلة عن انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكب ضد الروهينغا، وكذلك متابعة نتائج بعثة تقصي الحقائق التي كلفها مجلس حقوق الإنسان بالتحقيق في الوقائع والظروف المتصلة بالانتهاكات الأخيرة لضمان المساءلة التامة لمرتكبي هذه الأفعال، وتحقيق العدالة للضحايا.
وشدد وزير الخارجية السعودي على التزام بلاده بمكافحة الإرهاب ومحاربة تمويله بكافة أشكاله، ومواجهة الفكر المتطرف، داعياً إلى بذل المزيد من الجهود لمكافحة الأعمال التخريبية للجماعات المتطرفة والإرهابية، والتي كان آخرها بداية هذا الشهر الكريم بعمليات استهدفت سفنا تجارية قرب المياه الإقليمية لدولة الإمارات، واستهدفت كذلك محطتي ضخ الأنابيب للنفط في السعودية عبر طائرات بدون طيار، مبيناً أن مثل هذه الأعمال الجبانة تشكل تهديدا للاقتصاد العالمي وخطراً على الأمن الإقليمي والدولي ويجب التصدي لها بكل قوة وحزم.
وحث العساف منظمة التعاون الإسلامي التي تعتبر ثاني أكبر منظمة دولية بعد الأمم المتحدة، وتمثل ثلث سكان العالم، على القيام بدور أساسي في إرساء الأمن والسلم في العالم، والتعاون مع كافة الفعاليات الإقليمية والدولية، لافتا إلى أن كل ذلك لن يتأتى إلا بنوايا صادقة وعمل دؤوب وتعاون وثيق بين الدول الأعضاء.