تتفق أو تختلف مع الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إلا أنك حين تقترب منه لا تملك إلا أن تحبه وتحترمه، وذلك حين تطلع على برنامجه اليومى، وتلمس بنقسك مدى جده واجتهاده فى القيام بمهام منصبه، لا أقول قدر طاقته ولكن فوق طاقته، بما يرهقه هو شخصيا، وبالتبعية يرهق كل معاونيه وخاصة القيادات العليا، وفوق كل ذلك ستجد حبا جارفا لهذا الوطن وكراهية شديدة لكل خائن، ومقاومة أشد للفساد الضارب بجذوره فى شتى القطاعات، ليس تجنيا إنما حقيقة واقعة نلمسها بأنفسنا، وكما فى وزارة الأوقاف فإنك تجده أيضا فى كل المؤسسات بنسب متفاوتة تقل هنا أو تكثر هناك، وإنما الفساد هو القاسم المشترك فى كل مناحى الحياة، واسألوا فى ذلك الرقابة الإدارية وغيرها من الأجهزة الرقابية الأخرى.
وللإنصاف، فإن وزير الأوقاف ليس وحده الذى يحارب الفساد ويعمل على خنقه وسد أبوابه والقضاء عليه، وإنما يقينى أن هذا هو توجه الدولة، وإرادة عليا يتبناها القائد والزعيم الرئيس عبد الفتاح السيسى، ويستوى فى ذلك عنده الكبير والصغير والوزير والغفير، ولا شفاعة فى إعفاء فاسد من العقوبة، وإنما الفيصل هو القضاء المصرى العادل الشامخ.. سند المصريين وملاذهم بعد الله سبحانه وتعالى.
ولا يتوقف الدكتور مختار جمعة، عن عقد اجتماعات موسعة مع مديري الإدارات ورؤساء الأقسام بالمديريات والإدارات، وخاصة الحاصلين على درجة الدكتوراه على مستوى الجمهورية، ويحرص الوزير على حضور بعض قيادات الوزارة هذه الاجتماعات، في إطار التواصل المستمر مع أبناء الوزارة، والحرص على التفاعل مع القضايا المجتمعية المهمة، والإفادة من المتميزين أصحاب الكفاءات العلمية، ومن أهم مميزات وزير الأوقاف الحالى أنه يحسن اختيار معاونيه.
فى هذه الاجتماعات يوجه الوزير قيادات الإدارات إلى ضرورة بذل أقصى جهد في المشروعات التنويرية وخاصة المدارس العلمية والقرآنية، والدفع بالواعظات للمشاركة في المدارس العلمية والقرآنية، وصولا إلى بناء الشخصية الوطنية التي تستطيع أن تفرق بين الفكر المستنير وغيره.
ويؤكد وزير الأوقاف دائما فى هذه اللقاءات أن بناء الوعي الوطني لدى النشء والشباب، وبناء الشخصية الوطنية الواعية بقضايا أمتنا هي مهمة كل الدعاة والداعيات، وهو دائم الحث على بذل مزيد من الجهد والعطاء للنهوض بالدعوة، وتجديد الخطاب الدينى، ونشر الفكر الوسطي المستنير، مبينا أن هذا ما يقتضيه الواجب الديني والوطني.
لعل هذا الجهد الملموس هو ما دفع فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف للإشادة بجهود وزارة الأوقاف تحت قيادة الأستاذ الدكتور محمد مختار جمعة، والتأكيد على قيام الوزارة بنشر صحيح الدين، مشيرا إلى التعاون المثمر مع الأزهر الشريف، وتمسك قيادات وزارة الأوقاف والأئمة والدعاة بالمنهج الوسطي للأزهر الشريف.
جاء ذلك حين استقبل الإمام الأكبر وزير الأوقاف، الذى توجه إلى مشيخة الأزهر يرافقه وفد من شباب الدعاة وبعض قيادات الوزارة، لتقديم التهنئة لفضيلة الإمام الأكبر قبيل حلول عيد الفطر المبارك لتقديم التهنئة، واستعرض الوزير خلال اللقاء ملخصا لجهود الوزارة في النهوض بالخطاب الدعوي في مصر، ورفع مستوى الأئمة والخطباء، واستعادة دور المساجد في رفع الوعي المجتمعى، وغرس قيم المواطنة والتعايش المشترك، مبينًا أن هذه الجهود تتم بالتعاون مع الأزهر الشريف بمختلف قطاعاته.
وتعد هذه الإشادة من الإمام الأكبر دليلا قاطعا على نجاح سياسات وزارة الأوقاف في كل المهام التي تقوم بها، وفى يقينى أن كلمة السر فى هذا النجاح وفى كل نجاح هو الإخلاص، ونحسب وزير الأوقاف من المخلصين ولا نزكيه على الله.