لا يمر أسبوع إلا ويتعرض الأقصى الأسير الجريح لاقتحامات من المستوطنين اليهود الذين يستغلون أي مناسبة دينية عندهم-وما أكثرها-لتنفيذ مخططاتهم العدوانية وآخرها صباح الأحد الماضي، حيث اقتحم 230 مستوطنا المسجد الأقصى المبارك، بمناسبة ما يسمى “عيد نزول التوراة- شفوعوت”.
أكدت المصادر الفلسطينية أن مجموعات متتالية من المستوطنين جددت اقتحاماتها للأقصى المبارك، عبر باب المغاربة الذي تسيطر سلطات الاحتلال على مفاتيحه منذ احتلالها مدينة القدس، وتتم عبره الاقتحامات للمسجد الأقصى يوميا “باستثناء يومي الجمعة والسبت” من كل أسبوع.
تتم هذه الاقتحامات في حماية الشرطة والقوات الخاصة الإسرائيلية التي تنتشر في ساحات المسجد الأقصى، لتسهيل اقتحامات وجولات المستوطنين في ساحات، وتزايد عدد المقتحمين في ظل دعوة “جماعات الهيكل المزعوم” لتنفيذ اقتحامات جماعية للأقصى وتأدية صلوات جماعية على أبواب المسجد الأقصى من الجهة الخارجية، خاصة عند باب القطانين، وسط انتشار مكثف لقوات الاحتلال وتضييق على حركة التجار والمقدسيين.
تزايد الاقتحامات ليس بمعزل عن القرار الترامبي الغاشم بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها ودعوة دول العالم لعمل مماثل، ولهذا كان عام 2018 الأصعب في تاريخ مدينة القدس التي لم تتوقف مظاهر التهويد والاستيطان فيها لحظة واحدة منذ أكثر من ستين عاماً، حيث استطاع الصهاينة استغلال الإجراءات والقرارات الأمريكية المتعلقة بالمدينة.
وحذر المركز الفلسطيني للإعلام من الأخطار المتزايدة علي هوية المدينة والتضييق المتزايد على المقدسيين وملاحقة وجودهم في القدس كأنهم غرباء بعد أن أطلق إعلان ترامب، والدعم الأمريكي اللا محدود لـ”إسرائيل”، يد الصهاينة في القدس، لتعيث فيها فسادًا فوق الفساد، وتمضي بمشاريع التهويد بطريقة مجنونة ومتسارعة حيث تم خلال 2018 في شرقي القدس فقط هدم أكثر من 145 مبنى فلسطينيًّا، وتشريد سكانه، وأعلنت جمعية “عير عاميم” الحقوقية الإسرائيلية، أن حكومة الاحتلال، صادقت على مخططات لبناء 5820 وحدة استيطانية جديدة.
إنه “نزيف” لا يتوقف ونحن في غفلة ولا نتوقف عن الجدل حول قضايا تافهة، ويكفي أن نذكر ما ذكره مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني، أن نحو 28 ألف مستوطن اقتحموا الأقصى خلال العام الماضي فقط، ومن المحزن تزامن شراسة المؤامرة مع صمت وتخاذل عربي إسلامي وكأنهم يقولون عن عجز وليس إيمان “للمسجد رب يحميه”.
كلمات باقية
يقول الله تعالي: “إِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم”.