تعتبر معركة إعادة الوعى من أهم المعارك بعد الأزمات والحروب التى تواجهها الدول والأمم المختلفة.. وهناك العديد من التجارب التى استطاعت من خلالها بعض الدول إعادة الحياة والروح إليها بعد التدمير الشامل بفضل عملية الوعى، ونهضت من جديد.
ولا يخفى علينا أن المجتمع المصرى يتعرض للعديد من الفتن والمؤامرات التى تحاك ضده والتى تستهدف فى المقام الأول ضرب منظومة القيم فى مقتل، وأن الدولة المصرية تواجه معركة تزييف الوعى والذى نتج عنه وجود أزمة وعى وعدم إدراك لمختلف القضايا الوطنية.
لذا فإنه لا تخلو مناسبة من المناسبات إلا ويركز فيها السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى ــ على ضرورة تنمية الوعى الحقيقى بإعتباره أحد أبرز تلك الحروب، مؤكداً على أهمية الوعى لدى المصريين وأنه لا أحد يستطيع الاعتداء على مصر ما دام شعبها واعياً وجيشها قوياً وأن وعى المصريين وقوة الجيش قادران على حماية مصر من أى معتد.
هذه الدعوة تأتى فى وقتها ليقوم كل منا بدوره حتى لا يقع كثير من العوام فريسة سهلة للمرجفين الذين يوظفون ساحات الفضاء لنشر الشائعات وبث روح الفرقة والتشكيك الدائم فى كل الانجازات.
إن الرؤية الواسعة للواقع المصرى الآن تجعل من هذا المطلب الرئاسى ضرورة قصوى بالتركيز على خلق حالة من الوعى والإدراك بالشأن العام بإعتباره ضرورة حتمية بحيث يتكاتف الجميع وبشكل مكثف للوصول إلى العامة بالنصح والارشاد وتبيين ما يجوز وما لا يجوز، والرد على المرجفين المروجين للأباطيل والأحاديث المكذوبة وخلق حالة من عدم الاستقرار الفكرى وإلباس الباطل ثوب الحق.
ولتحقيق ذلك يجب أن تتكاتف جميع المؤسسات المعنية والدعوية منها على وجه الخصوص للسعى قدماً لصياغة مفاهيم ورؤى متحضرة لدى العوام عن الفهم الدينى الصحيح للأوضاع الراهنة وواجب الجميع حيالها، وبيان حجم التحديات التى تواجهنا والتى تستوجب منا تعاوناً بين الجميع وتبصير الناس حتى نصنع لهم مناعة فكرية وحتى لا يكونوا صيداً سهلاً للتيارات المنحرفة.
تبقى نقطة هامة لمن يتصدى للحديث عن تنمية الوعى عالماً كان أم مفتياً أم سياسياً أم إعلامياً أن يكون واسع الأفق ثقافياً ومعرفياً، لأن قضية الوعى تعد أمناً قوميًا وضرورة لا غنى عنها لدولة عظيمة وشعب عظيم يجرى إعادة بناؤه من جديد.
وختاماً :
قال تعالى : ” فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِى الْأَرْضِ”.