لا يوجد مكان فى الأرض ذُكر فى القرآن الكريم مثلما ذُكرت مصر، ولم يوص رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بأهل بلد مثلما أوصى بأهل مصر خيرا، أسعد كل مصرى غيور بحملة تطهير سيناء وخطة تعميرها بعد اقتلاع جذور الخونة منها.
ومن يتأمل نصوص الدين ووقائع التاريخ سيجد أنه لم يحظ مكان بالتقديس والبركة بعد مكة والمدينة والقدس مثلما حظيت سيناء التى يريد الإرهابيون تحويلها إلى بؤرة للخراب باسم الدين وهو من ذلك براء، وعلى الرغم من أن مصر ذكرت فى القرآن الكريم مرات عديدة سواء تصريحا أو تلميحا إلا أنه لا يوجد مكان فى مصر حظى بتكريم إلهى مثل سيناء التى تعد بلا فخر “أرض الأديان”، فقد حظيت فى القرآن الكريم بإحتفاء خاص، لأنها معبر أنبياء الله عز وجل ابتداء من أبى الأنبياء إبراهيم عليه السلام، وانتهاء بنبى الله عيسى عليه السلام، وهى أكثر الأماكن فى أرض الكنانة التى بها آثار دينية للأديان السماوية الثلاثة.
على الرغم من أن إستلامها تم فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، إلا أنه يحق لنا أن نسأل: ماذا جنت مصر خلال هذه السنوات الطويلة منذ تحريرها حتى الآن؟
تمثل شبه جزيرة سيناء البوابة الشمالية الشرقية لمصر ولهذا فهى صمام الأمن القومى المصرى ومنها دخل الغزاة والفاتحون عبر التاريخ، فماذا فعلنا لتعمير هذه المساحة التى تمثل 6% من مساحة مصر الإجمالية، ويسكنها 554,000 نسمة؟
إن التفريط فى سيناء وإلقاء التُهم جزافا وظلما على “السيناوية” خلق شرخا نفسيا لابد من سرعة معالجته قبل أن تتحول سيناء إلى مقر للإرهابيين والعملاء الذين لا يريدون لمصر والإسلام خيرا، وما أطماع الصهاينة عنها ببعيد حيث يحلمون بإستعادتها مرة أخرى تحت مزاعم توراتية وأحلام توسعية وضمها إلى أرض الميعاد أو إسرائيل الكبرى.
رغم أنف المخرّبين هناك من الخير الذى يمكن أن يعود علينا إذا تمّت تنمية سيناء وإستغلال خيراتها التى يمكن أن تجعلها بحق “سلة الغذاء لمصر” فما بال الدولة تتقاعس ولا تضخ دماء التنمية الحقيقية والسريعة ويسارع إليها رجال الأعمال الذين سيجدون ضالتهم بعد أن يتم فرض الأمن الذى تعد التنمية الشاملة أحد الأدوات الناجحة فى فرض الأمن وليس التعامل العسكرى فقط الذى يجب أن تكون مهمته التطهير ثم يترك المجال للعمل التنموى وتملك سيناء وحدها نحو 30% من سواحل مصر.