شاهدت مؤخرا حلقة للدكتور مبروك عطية مع الكاتبة فاطمة ناعوت، وتعجبت من التركيز على الفتاوى الهزلية والهامشية من عينة ترقيع غشاء البكارة، وكأن الشعب المصرى أنتهت همومه ومشكلاته التى تبحث عن حلول دينية وأصبح يبحث عن الرفاهية من عينة ترقيع الزوج غشاء البكارة لزوجته الاستعادة ذكريات الأنوثة المبكرة.
رغم أهمية الفتوى فى الإسلام باعتبارها العمود الفقرى لمعرفة الحلال والحرام وكافة الأحكام الشرعية انطلاقا من قول الله تعالى “فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ” ولكن للأسف تعمدت بعض وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعى إشغال الناس بقضايا هامشية العلم فيها لا يفيد والجهل بها لا ينفع.
أنصح السادة العلماء بعدم الإنجرار وراء الأسئلة غير المعقولة التى تجعلنا أضحوكة الأمم مثل فتاوى إرضاع الكبير ومعاشرة الزوجة الميتة قبل موتها ومعاشرة البهائم وغيرها الكثير الفتاوى الهزلية التى نضيع فيها أوقاتنا فيما لا طائل منه سوى إضاعة الوقت فيما لا يفيد، ولعل هذا ما استفز الشاعر الشهير المتنبى حيث قال :
من يقرأ القرآن سيجد أن الله ذم بنى إسرائيل لكثرة جدلهم فيما لا يفيد ولعل هذا ما جعل الله يأمرنا ألا نجادل أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن وانزل فى ذلك قرآنا يتلى إلى يوم القيامة فقال سبحانه “وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِى هِيَ أَحْسَنُ” وبالتالى يجب أن يكون الحوار والسؤال بين المسلمين وبعضهم يتصف بالبعد عن الجدل الذى لا يأتى بخير.
يا سادة: العمر ساعات معدودة فلا نضيعها فيما لا يفيد من القول والفعل، وقد لخص أمير الشعراء أحمد شوقى القضية فى بيتين يكتبان بماء الذهب فقال:
دَقَّاتُ قلبِ المرءِ قائلة له ..إنَّ الحياة دقائقٌ وثواني
فارفع لنفسك بعدَ موتكَ ذكرها.. فالذكرُ للإنسان عُمرٌ ثاني
للأسف الشديد الكثير منا لا يدرك قيمة الوقت والكلمة والعمل ،ولهذا فهو يتصرف عكس ما شرعه الإسلام فى هذه الثلاثية ومن يتأمل سلوكيات المسلمين سيجدها عكس ما أمرنا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم والدلائل على ذلك أكثر من أن تعد وتحصى.
>>>
كلماتباقية:
يقول اللهتعالى: “وَلَقَدْجِئْتُمُونَافُرَادَىكَمَا خَلَقْنَاكُمْأَوَّلَمَرَّةٍوَتَرَكْتُمْمَا خَوَّلْنَاكُمْوَرَاءَظُهُورِكُمْوَمَانَرَىمَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُالَّذِينَزَعَمْتُمْأَنَّهُمْفِيكُمْ شُرَكَاءُلَقَدْتَقَطَّعَبَيْنَكُمْوَضَلَّعَنْكُمْمَا كُنْتُمْتَزْعُمُونَ “.