لا يختلف اثنان علي أن تربية الشباب ورعايتهم وتعليمهم وتوجيههم التوجيه الصحيح تشكّل فى مجملها واجبا وطنيا واستثمارا قوميا من الدرجة الأولي، فهُم عُدَّة الوطن وذخيرته للمستقبل.
وإذا كانت الأجيال المتتابعة قد تحمَّلت أعباء العمل الوطني، فـإن الأجيال الحالية مطالَبة بالحفاظ علي المُكتسبات واستكمال البناء وعلاج الأخطاء، وهـذا لـن يتحقق إلا بمزيد من البرامج التعليمية والتربية البدنية والعقلية والروحية.
وإذا كانت الأُسرة هي النواة الأساسية ونقطة الانطلاق في تربية الفرد، وتنمية وعيه وتلقينه قيم المجتمع ومبادئه، وكانت المدرسة هى الموقع الأساسى لتعليمه وتزويده بالمهارات المختلفة وإكمال دور الأُسرة، فإن أجهزة الإعلام ووسائل الاتصال الحديثة، والثقافة والشـباب والرياضة تقوم بدور لا يقل أهمية في بناء الفرد وتنمية الوعي لديه، وتوجيهه الوجهة الصحيحة، وتصويب اتجاهاته، وتصحيح أخطائه، ولابد من تكاتف كل هذه الأجهزة وغيرها وتكامل جهودها وتنسيق سياساتها، فلا يمكن أن تتحقق النتائج المرجوة إلا بالتكاتف والتعاون معا، وهذا ما شاهدناه أمس، من إطلاق حملة بناء الوعى، بالتعاون بين الأوقاف والشباب والإتصالات والأعلي للإعلام، فشبابنا في حاجة ماسّة إلي غرس هذه الروح وتنمية الوعى في كافة المجالات.
وقد عاشت “عقيدتى” سنين طوال من بداية صدورها، تجربة فريدة في مجال نشر الوعي، بالتنسيق مع وزارات الأوقاف والشباب وإذاعة القرآن الكريم، عن طريق الندوات والقوافل الشبابية والمسابقات الشهرية، وأشارت كل التقارير إلي نجاح التجربة نجاحا منقطع النظير، وإلى تزايد التجاوب بين الشباب وبين هذه القوافل بفضل التعامل المباشر بين الشباب والعلماء المسئولين.
هذه التجربة أكد استمرارها د. مختار جمعة- وزير الأوقاف- ود. أشرف صبحي- وزير الشباب الرياضة- في لقاءات متكررة معهما، إلا أن الإجراءات الاحترازية بسبب وباء كورونا عطَّلت نشاط هذه القوافل التوعوية واللقاءات المباشرة واقتصرت الآن فقط علي اللقاءات عبر أون لاين.
كان من أهم نتائج الندوات التأكيد علي أهمية تنمية روح الانتماء، والوعي لدي الشباب، واستثمار طاقاته بالاستغلال الأمثل للبرامج والمشروعات، وكذلك الاهتمام بالتربية الروحية والاجتماعية والصحية للنشء، وترسيخ القيم الدينية والأسرية والبيئية، وذلك بالتركيز علي دعم هذه القيم.
ونحن في “عقيدتي” استشعرنا منذ البداية هذه المسئولية، ومن هنا كان اهتمامنا الفائق بالمساهمة في كل أنشطة التوجيه والتثقيف الديني للشباب، وثمَّة حقيقة نسجّلها بكل صدق وشفافية وهي أننا وجدنا تعاونا كبيرا في هذا المجال من وزيري الأوقاف والشباب وأجهزتهما المعاونة، وقد رحّب الوزيران بكل فكرة وكل اقتراح تقدّمنا به، سواء في مجال القوافل الدينية أو المسابقات.
والشكر كل الشكر لأصحاب الفضلية العلماء ودعاة الأوقاف وأساتذة الأزهر الذين لم يبخلوا بوقتهم وعلمهم من أجل نشر الوعي الديني الصحيح.
وختاما: قال تعالى:
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ”
صدق الله العظيم، سورة التحريم آية (6)