مصر بوابة القارة السمراء الشمالية.. والأمن القومى يقوى الرباط الأخوى والتبادل الاقتصادى
مشروعات تنموية للثروات الطبيعية.. خدمة للطاقة البشرية
تبادل الخبرات الفنية والمهنية.. لتعظيم التنمية المستدامة
مصطفى ياسين
تشهد العلاقات المصرية الإفريقية فى الفترة الأخيرة، تعاونا فى كافة المجالات وعلى أعلى المستويات، باعتبار أن أفريقيا هى العمق الاستراتيجى والأمن القومى لمصر، فضلا عن أن مصر هى بوابة أفريقيا الشمالية، وتضرب بجذورها التاريخية وهويتها الجغرافية وأخوّتها الإنسانية مع أشقائها من شعوب القارة السمراء.
وإن لم يكن هذا جديدا إلا أنه زاد وتعمَّق مؤخرا- خاصة مع دول حوض النيل- لتعظيم الاستفادة المتبادلة فيما بينها من نعم وخيرات وثروات كثيرة، على رأسها الماء الذى يُمثِّل عصب الحياة وأصل الحضارات التى أُقيمت على ضفافه.
وقد شهدت هذه العلاقات الوطيدة- فى المجال المائى فقط على سبيل المثال- طفرات متلاحقة، فى فترة وجيزة خلال السنوات القليلة الماضية، حيث يمثل التعاون الثنائي مع دول حوض النيل أحد المحاور الرئيسية فى السياسة المصرية الخارجية، ويعتبر جزءاً أساسياً في الاستراتيجية المصرية للتحرك مع دول حوض النيل، وتتولاه عدة جهات على رأسها القيادة السياسية برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى يولى هذا الملف اهتماما كبيرا منذ توليه المسئولية، ثم وزارة الخارجية ممثَّلة فى السيد سامح شكرى- وزير الخارجية- ود. محمد عبدالعاطى- وزير الموارد المائية والرى- فضلا عن مختلف الجهات الرسمية والشعبية.
إمكانات وخبرات
\
ويعتبر توافر الإمكانيات البشرية، والخبرات الفنية والمؤسسية أحد أهم عوامل نجاح أنشطة التعاون المصري الثنائي.
ومن ثمّ عملت وزارة الموارد المائية والري على تنمية علاقاتها الثنائية مع مختلف دول القارة خاصة دول حوض النيل، وتوظيف وزارة الموارد المائية والري لخبراتها وإمكانياتها في دعم هذا التوجَّه ولخدمة الدول الأفريقية الشقيقة في كافة المجالات المتعلقة بالموارد المائية.
وقامت وزارة الموارد المائية والري بالعديد من النجاحات في ملف مشروعات التعاون الثنائي مع الدول الأفريقية ودول حوض النيل بصفة عامة من خلال تنفيذ مشروعات تنموية تعود بالنفع المباشر على مواطني حوض النيل ومنها:
الأهداف الإستراتيجية للتعاون الثنائي في مجال الموارد المائية
اضطلاع مصر بمسئولياتها تجاه دول القارة الإفريقية ودول حوض النيل بشكل خاص، ودعم وترسيخ العلاقة التاريخية بين مصر ودول القارة.
الاستفادة من أوجه التعاون والدعم التنموي والفني المقدم خاصة لدول حوض النيل في تحقيق أمن مصر القومي خاصة في دول حوض النيل.
مواصلة الجهود الفنية على التوازى مع الجهود السياسية اللازمة من أجل تنفيذ مشروعات زيادة إيراد النهر خاصة في دول حوض النيل وأهمها جمهورية جنوب السودان (معظم مشروعات استقطاب الفواقد تقع داخل جنوب السودان) عن طريق المشاركة السياسية في تنمية جنوب السودان من أجل كسب أرضية سياسية لدى سكان الجنوب لتسهيل تنفيذ مشروعات أعالي النيل في المستقبل .
تكثيف التواجد المصري في القارة الأفريقية من خلال المشروعات التي تقوم بتنفيذها في دول القارة (شركات- مستثمرين- قطاع خاص) وإحداث توعية بدور مصر في التعاون.
تعزيز التعـاون التنموي والفني عن طريق تنسيق كافة أوجه التعاون والدعم الفني الذي تقدمه الجهات المصرية إلى دول حوض النيل، وتكوين كيانات اقتصادية إقليمية (التجارة البينية وتبادل المصالح) وأيضا خلق ودعم الروابط الاقتصادية بين مصر ودول حوض النيل بما يخدم المصالح المائية لمصر.
التعاون الفنى
ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل هناك أيضا أوجه للتعاون الفني الثنائي في مجال الموارد المائية والتي تم التعاون بها مع دول حوض النيل مثل مقاومة كافة أنواع الحشائش المائية العائمة والغاطسة في المجاري المائية.
تأهيل المجاري المائية الرئيسية لتحسين الملاحة النهرية.
حفر وتجهير آبار المياه الجوفية لتوفير مياه الشرب النقية للقرى والمدن والمناطق النائية.
إنشاء سدود لحصاد مياه الأمطار وخزانات الأودية لتعظيم الاستفادة من الموارد المائية.
مشروعات الدرء والحماية من مخاطر الفيضان.
تأهيل محطات قياس المناسيب والتصرفات على المجاري المائية وروافدها لتوفير كافة البيانات والمعلومات الهيدرولوجية للمشروعات التنموية.
إنشاء موانئ الصيد والتجارة البينية على ضفاف الأنهار.
تدريب وبناء قدرات الكوادر الفنية والمهنية في مجال إدارة الموارد المائية.
الدعم الفني في كافة مجالات الموارد المائية وتقنيات الري.
إيفاد خبراء مصريين في مجال الموارد المائية وتقنيات الري.
المساعدة في إعداد خطط مائية وطنية وتخطيط الموارد المائية المتكاملة.
التنسيق مع الوزارات المختصة لتوفير بعثات للطلاب للحصول على درجات الدبلوم/ الماجستير/ الدكتوراه من الجامعات المصرية في المجالات ذات الصلة بالموارد المائية والري.
المشروعات الثنائية
هناك مشروعات التعاون الفني مع كل دول حوض النيل، بشكل ثنائى، مثل التعاون مع جمهورية جنوب السودان. بناء على مذكرة التفاهم بين وزارتي الموارد المائية والري في مصر وجنوب السودان والتي تم توقيعها في 8 أغسطس 2006، يجرى حالياً تنفيذ حزمة من مشروعات التنمية بجنوب السودان في مجال الموارد المائية بمنحة مصرية وقد تم تعزيز مذكرة التفاهم من خلال بروتوكول التعاون الفني بين وزارتي الموارد المائية والري بالبلدين والذي تم توقيعه في 28 مارس 2011 بجوبا، ثم اتفاقية التعاون الفني والتنموي التى تم توقيعها بالقاهرة فى 22 نوفمبر 2014.
وتولى وزارة الموارد المائية والري اهتمامًا كبيراً بمشروعات التعاون الفني مع جمهورية جنوب السودان حيث حققت العديد من الإنجازات وهي :
1-مشروع إنشاء محطات مياه شرب جوفية
المرحلة الأولى: تم الانتهاء حفر وتجهيز 6 أبار جوفية في مدينة جوبا وأعمال تنفيذ خطوط التغذية الخاصة بالخزان وخطوط التوزيع وتسليمهم نهائياً الى السلطات المحلية بمدينة جوبا في أبريل 2016.
المرحلة الثانية: تم الانتهاء من إنشاء (7) محطات مياه شرب جوفية مزودة بالطاقة الشمسية في المؤسسات الحكومية والأحياء الشعبية في نطاق مدينة جوبا بالكامل وتسليمهما للجانب الجنوب سوداني في احتفالية شعبية، والانتهاء من المشروع بالكامل في 15 يونيو 2021
المرحلة الثالثة- إنشاء (7) محطات مياه شرب جوفية مزودة بالطاقة الشمسية لتوفير مياه الشرب النقية في المناطق الريفية والتي تبعد 20-30 كم من مدينة جوبا: جارى البدء في تنفيذ المشروع.
2-مشروع إنشاء وتأهيل محطات قياس المناسيب والتصرفات: تم الانتهاء من تأهيل محطات قياس المناسيب والتصرفات عام 2010 بمواقع (ملكال على النيل الأبيض – جوبا على بحر الجبل – واو على نهر الجور).
الانتهاء من تأهيل محطة قياس المناسيب والتصرفات بمدينة منجلا على بحر الجبل في يوليو 2016 واستلامها نهائياً في أغسطس 2017. وتم البدء في التشغيل المشترك الكامل من الجانبين المصري والجنوب سوداني لمحطة منجلا لقياس المناسيب والتصرفات والمتوقفة منذ الثمانينيات من القرن الماضي.
الانتهاء من تأهيل محطة قياس المناسيب والتصرفات بمدينة نيمولي بالقرب من الحدود مع أوغندا على بحر الجبل في فبراير 2019 واستلامها نهائياً في فبراير 2020 وتم البدء في التشغيل المشترك الكامل من الجانبين المصري والجنوب سوداني لمحطة نيمولي لقياس المناسيب والتصرفات والمتوقفة منذ الثمانينات من القرن الماضي.
جارى البدء في تنفيذ محطة قياس المناسيب والتصرفات بمدينة بور عاصمة ولاية جونجلى.
3-إنشاء المراسى النهرية لخدمة الملاحة النهرية.
مشروعات واو
الانتهاء من تنفيذ المرسى النهري بمدينة واو (عاصمة ولاية غرب بحر الغزال) على نهر الجور لتسهيل حركة الملاحة النهرية بولايات إقليم بحر الغزال وتم افتتاح المرسى بحضور السادة وزراء المياه بالدولتين وكبار القيادات المحلية في نوفمبر 2010، وتسليمة للحكومة الولائية بولاية غرب بحر الغزال في فبراير 2015.
الانتهاء من تنفيذ عمليه المرسى النهري بمدينة كواجوك (ولاية واراب) على نهر الجور في أبريل 2019 وذلك لتسهيل حركه الملاحة النهرية ببحر الغزالواستلامة نهائياً من قبل السلطات المحلية بمدينة كواجوك.
4-مشروع إنشاء محطة الرفع بمدينة واو.
الانتهاء من تنفيذ عملية إنشاء محطة الرفع بمدينة واو مزوَّدة بخط مواسير سحب 8 بوصة لضخ المياه من نهر الجور بواسطة طلمبة قدرة 150 م3 / الساعة من خلال خط مواسير 6 بوصة بطول 1500 متر ووحدة لتنقية المياه وخزان علوي سعة 32 م3 وشبكة توزيع على مجموعة من الصنابير العمومية وأحواض لشرب الأبقار لتوفير الاحتياجات المائية وتسليمها للسلطات المحلية بمدينة واو. وتم تسليم المحطة نهائياً الى الجانب الجنوب سوداني في سبتمبر 2018.
5-مشروع دراسة الجدوى الفنية والاقتصادية لسد واو المتعدد الأغراض، فتم الانتهاء من إعداد دراسات الجدوى الفنية والاقتصادية لمشروع سد واو المتعدد الأغراض لتوفير حوالى 2مليار م3 ولتوليد 10.4 ميجا وات بالاضافة الى توفير مياه الشرب لحوالى 500 الف نسمة والاستفادة من المياه فى الرى التكميلي لحوالى 30-40 الف فدان مما يتيح فرصة للاستثمار الزراعي في جنوب السودان، وتم تسليمها الى الجانب الجنوب سوداني في فبراير 2015، تم تنظيم ورشة عمل فنية لتقديم دراسات الجدوى النهائية (المياه والطاقة) للمجتمعات والسُلطات المحلية وغيرها من المنتفعين في ولاية غرب بحر الغزال.
6-انشاء معمل لتحليل نوعية المياه بمدينة جوبا:
الانتهاء من إنشاء وتسليم المعمل لنوعية المياه وتزويده بالمعدات اللازمة والأجهزة، كذلك تدريب طاقم العمل بالمعمل في عام 2015. ويقوم حالياً بعمل كافة التحليلات لمراقبة نوعية المياه لصالح الجهات الحكومية بجنوب السودان كمعمل معتمد.
7-التدريب وبناء القدرات الفنية:
تم تنفيذ ما يقرب من 15 دورة تدريبية في مجالات مختلفة من الموارد المائية (إدارة الموارد المائية، نظم المعلومات الجغرافية، ونوعية المياه، …..) لأكثر من 200 متدرِّب من الكوادر الفنية من جنوب السودان. في المجالات المتعلقة بالموارد المائية والري مثل الإدارة المتكاملة للموارد المائية – تحليل نوعية المياه- طرق قياس المناسيب والتصرفات- نظم المعلومات الجغرافية- إدارة المياه الجوفية.
8-مشروع إنشاء 4 سد حصاد مياه أمطار / حفائر
تم توقيع مذكرة تفاهم للمشروع إنشاء4 سد حصاد مياه أمطار / حفائر في نوفمبر 2016 بهدف الاستفادة من مياه الأمطار وتخزينها للاستفادة منها في الشرب والثروة الحيوانية والاستخدامات المنزلية.
جارى البدء في تنفيذ المرحلة الأولى لإنشاء 2 سد حصاد مياه أمطار في مدينة تونج وجوجريال بسعة 30 ألف متر مكعب للسد الواحد لتوفير مياه الأمطار في أوقات الجفاف للشرب والاستخدامات المنزلية وللثروة الحيوانية.
بالنسبة الى المرحلة الثانية من المشروع (إنشاء 2 سد حصاد مياه أمطار/ حفائر) فجارى التنسيق مع الجانب الجنوب سوداني لتنظيم زيارة ميدانية الى ولاية شرق الاستوائية لاختيار المواقع المقترحة بإقليم كيبوتيا الكبرى وجمع البيانات والمعلومات اللازمة لطرح عملية تنفيذ هذه المرحلة.
9-مشروع تطوير وتأهيل نظم الري بمزرعة مريال باى بجنوب السودان:
تم توقيع اتفاقية التعاون لمشروع تطوير وتأهيل نظم الري الحديثة بمزرعة مريال باى بجنوب السودان خلال زيارة الوزير الى جنوب السودان في 10 سبتمبر 2020. وجارى البدء في تنفيذ المشروع بعرفة شركة المقاولون العرب.
10-مذكرة التفاهم لمشروع الحد من مخاطر الفيضان بحوض بحر الجبل:
تم توقيع مذكرة التفاهم لمشروع الحد من مخاطر الفيضان بحوض بحر الجبل بتاريخ 28 يوليو 2021 بهدف تطهير المجاري المائية لبحر الجبل من الحشائش المائية وأي عوائق أخرى، بالإضافة إلى إعداد الدراسات الهيدرولوجية والهيدروليكية، ودراسات الأثر البيئي والاجتماعي بحوض بحر الجبل. وجارى التنسيق مع الجانب الجنوب سوداني لبدء تنفيذ المشروع