مواجهة الحداثيين الذين يريدون هدم الإسلام بدعوات الخادعة
متابعة- جمال سالم :
أوصى مؤتمر “مقاصد القرآن الكريم والسنة وأثرها في بناء الحضارة الإنسانية” الذي نظمته كلية أصول الدين والدعوة بالمنوفية برئاسة الدكتور عبد الفتاح خضر ، بالعمل علي إنشاء مراكز علمية لدراسة القضايا المعاصرة دراسة مقاصدية في ضوء الكتاب والسنة، وضرورة إعداد كوادر علمية ذات وعي حضاري،وملكة في رصد المخاطر البيئية والكونية والاجتماعية، والعمل المشترك مع الباحثين الشرعيين للخروج بدراسات مقاصدية تعالجها، وتشجيع الدراسات التي تبين خطر الدراسات المقاصدية عند الحداثيين بلا منهجية ولا ضوابط؛ قصد تفريغ النصوص من أحكامها؛ تحت شعارات الحداثة والتجديد
وأشارت التوصيات إلى ضرورة إعمال وتفعيل الفكر المقاصدي في معالجة قضايا الدعوة إلى الله تعالى؛ لفهم الواقع، والتمكن من استعمال الأساليب والوسائل الدعوية المناسبة للظروف الزمانية والمكانية، واعتماد تدريس مقرر دراسي في الجامعات الإسلامية عن تأصيل فقه مقاصد الدعوة إلى الله تعالى ، والتعمق في فهم المقاصد العليا للشريعة وغاياتها الكبرى مع دقة النظر في استلهام ما تتفرع عنه من معان ودلالات تواكب المستجدات والنوازل والمستحدثات المعاصرة والمستقبلة، وضرورة استقراء مصادر الفقه الإسلامي المعتمدة، واستنباط الأصول التي أقام عليها الأئمة دعائمهم، ومن ثم الخلوص إلى المعالم والمشاهد الحضارية، التي تجلّي مرونة الفقه الإسلامي، وثرائه المعرفي، وإعادة النظر الفاحص لعلم أصول الفقه، وعده من أهم العلوم الحاضنة لقواعد الحضارة العلمية الإنسانية التي استظل بها الفقهاء والعلماء بصفة عامة من خلال قواعده، وضرورة عقد دورات
وطالبت التوصيات بإنشاء مراكز تثقيفية وتعليمية لبعض الفئات المؤثرة في المجتمع، بغية تبصير الناس بالقيمة الحضارية للإسلام ، والعناية بالدراسات البينية؛ التي تجمع بين العلوم الشرعية والعلوم الطبيعية والاجتماعية، تأكيدا على أن الإسلام إنما أسست حضارته أولا لما كان رحم هذه العلوم موصولة، وكان العالم مفسرا وكيميائيا وفيلسوفا ، وتكثيف المؤتمرات والندوات واللقاءات التي تعرف الناس بالمقاصد القرآنية، وتشجيع الدراسات البينية، ودعم العمل الجماعي المنظم لاسيما بين علماء الشريعة واللغة من جانب والعلماء المتخصصين في العلوم الاجتماعية والنفسية والاقتصادية والبيئية، لابراز ما تضمنه القرآن الكريم والسنة من أسس وأصول ضابطة لسلوك الإنسان مع الكون بما يحقق أمن المجتمع، وعمارة الأرض كما أراد الله
البيان الختامي
أصدر المؤتمر بيانا ختاميا أكد فيه أن القرآن والسنة بوسطيتهما التي تسري في كل ما هو إسلامي يضمنان للإنسان رقيّه وتحضره في شتى مجالات الحياة ماديا ومعنويا وروحيا ومعرفيا ومجتمعيا ، وأن دراسة الفكر المقاصدي لم يعد نوعاً من الترف الفكري أوالمنهجي، وإنما أضحت ضرورةً من ضروريات المرحلة تفرضها طبيعة التحديات الحالية ؛لأن مقاصد القرآن والسنة تأخذ بيد البشرية كلها إلى سعادة الدارين ، والتأكيد على البعد الأخلاقي والقيمي والمعرفي المستمد من القرآن والسنة في تحقيق سعادة الفرد والمجتمع لما لهما من أثر واضح على السلوك.
وطالب البيان بتعزيز آفاق ثقافة التعايش السلمي بين المختلفين، وتأييد الجهود التي تدعو إلى قبول الآخر ، وان ذلك مقصد عظيم من مقاصد القرآن والسُنة يسهم في تأسيس مجتمع آمن متماسك متحاب وضرورة إبراز الجوانب الحضارية في القرآن الكريم والسنة تعد نافذة أمليطل منهاالعالم على رقي الإسلام وحضارته التي سبق بها كل الحضارات، وسبق كل المواثيق والمعاهدات الدولية في تقرير حق الإنسان في الحياة بكرامة وحرية وهو آمن على نفسه وماله وعرضه ودينه
وأنتهى البيان إلى أهمية مواصلة الأبحاق في فكر المقاصد لكونه أحد الأدوات التي لا يُستغني عنها في العلوم الشرعية والعربية لفهم النص الشرعي، وقراءته قراءة واعية تحول بين القارئ وبين الخطأ في التفسير والتأويل ، وتعينه على استنباط ما يستجد من مسائل وأحكام ، هيمنة الكتاب والسنة وشمولهما لسائر ما يهم الناس في أمر دينهم ودنياهم وأن الخير كل الخير في فهمهما فهما مقاصديا صحيحا وجعلهما منهج حياة.
جلسات هامة
شهد المؤتمر ثلاث جلسات علمية هامة الأولى برئاسة الدكتور أحمد أبو شنب والدكتور أحمد حسين، والدكتور أحمد محمد السوداني ، وناقشت بحث الدكتور حيد المسعودي عن الاختلاف الأصولي من الاشكالية الى الديناميكية ، والدكتورة وفاء على عن ” مقاصد الأخلاق عند فلاسفة الاسلام ..ابن باجة نموذجا ” والدكتور عادل بصفر عن ” الفكر المقاصدي في تفسير القرآن الكريم قواعده وفوائده ” والدكتور مبروك الدعدر عن ” الفهم المقاصدي للقيم الحضارية وأثره في أمن وسلامة المجتمع ” والدكتور ابراهيم الريس عن ” الفهم المقاصدي للسنة النبوية وضرورته المعاصرة وأثره في إثراء الحضارة الانسانية ” والدكتورة حنان شبانة عن ” الفكر المقاصدي وتطبيقاته في عصر الصحابة رضي الله عنهم ” والدكتورة نجوان السيد عن ” آداب انسانية في فقه النوازل من واقع السنة النبوية .. دراسة مقاصدية” والدكتور يسري طاحون عن ” مفهوم الإسلام للتنمية الاقتصادية ..دراسة مقاصدية” والجلسة الثانية برئاسة الدكتور عطية مصطفى والدكتور ربيع العشري والدكتورة مؤمنة والدكتور جمال محمد سعيد وناقشت الأبحاث المقدمة من الدكتور عبد الرحمن الباز عن ” الكلمة الطيب وأثرها في بناء الأمم والحضارات في ضوء القرآن الكريم ” والدكتور محمد عيسوي عن ” مقاصد الشريعة الإسلامية المحافظة على الأعراض سورة النور نموذجا ” والدكتور أيمن رجب عن ” عناية القرآن الكريم بالقيم الأخلاقية وأثرها في بناء الحضارة الإنسانية ” والدكتور محمد أحمد شحاته عن ” مقاصد الشريعة بين التقعيد الفقهي والأصولي ” والدكتور أحمد محمد حافظ عن ” تزكية الأنفس في ضوء القرآن الكريم..رؤية مقاصدية”
ترأس الجلسة الأخيرة كل من الدكتور خالد عبد العال والدكتور رمضان عبد العزيز والدكتور عبد الله رفاعي والدكتور حمدي عبد العظيم والدكتور عادل الصاوي وناقشت الأبحاث المقدمة من الدكتور هاني كمال عن “علم أصول الفقه وأثره في بناء حضارة العلوم الإسلامية ، والدكتور عبد الله رفاعي عن” تقرير القرآن لمبدأ الإستخلاف المالي واثر ذلك في تزكية النفس وعمارة الأرض .. رؤية قرآنية مقاصدية” والدكتور بشير شكر عن “إعمال المقاصد في فهم الحديث النبوي بين التأصيل والتحريف “والدكتور خالد صميدة عن ” الفكر المقاصدي ودوره في رعاية المصالح الدعوية” والدكتور أحمد عبد الله عن ” الفكر المقاصدي ودوره في تجديد الخطاب الدعوي المعاصر ” والدكتور محمد العصي عن ” دور الفكر المقاصدي في الحفاظ على الهوية الإسلامية .. اللغة العربية نموذجا ” والدكتور محمد عباس عن ” تفنيد الدعوة لإسلام بلا مذاهب ” والدكتور السيد صابر عن ” الزكاة في الآيات المكية.. دراسة مقاصدية حضارية ” والدكتور شعبان أبو طه عن ” سمات أهل السنة والجماعة في ضوء مقاصد القرىن والسنة ” والدكتور محمد سعد عن ” أسس التدريب على الفكر المقاصدي في السنة النبوية الشريفة .. نماذج تطبيقية ”