د/ سمية عبد العزيز : لا توجد أوراد وأذكار معينة لتتحقق رؤية النبى
د/ أوصاف محمد عبده : رؤية النبى من المبشرات
تحقيق : مروة غانم
ما أجملها من رؤية وما أروعه من إحساس حينما تستيقظ من نومك سعيدا منتشيا لرؤيتك الحبيب صلى الله عليه وسلم تشعر كأنك ملكت الدنيا بما فيها فلا يوجد إحساس بالسعادة يضاهى هذا الاحساس, فكم من مؤمن صدق إيمانه يتمنى رؤيته صلى الله عليه وسلم وكم من أناس يعيشون على أمل رؤيته ولو لمرة واحدة قبل أن تقبض أرواحهم , وحسنا قال الشاعر العباسى ابن الخياط فى مدح النبى وتصوير الشوق إليه فى قصيدته الشهيرة والتى يقول مطلعها :
كل القلوب الى الحبيب تميل ومعى بهذا شاهد ودليل
أما الدليل اذا ذكرت محمدا صارت دموع العارفين تسيل
هذا رسول الله نبراس الهدى هذا لكل العالمين رسول
فرؤية النبى صلى الله عليه وسلم مكأفة كبيرة من رب العالمين لا تمنح لأى شخص لذا نحاول فى هذا الموضوع معرفة من هو الشخص الذى يفوز برؤية المصطفى صلى الله عليه وسلم وهل هذا دليل على صلاح صاحب الرؤية وهل توجد أذكار وصلوات معينة لتتحقق رؤيته حيث أكدت الدكتورة سمية عبد العزيز مدرس الحديث وعلومه باسلامية بنات الأزهر بالقاهرة على أن رؤية النبى صلى الله عليه وسلم على صورته المعروفة كما جاء فى كتب السنة والسيرة النبوية فضل كبير وبشرى عظيمة لصاحبها لأن هذه الرؤية لا تستوى مع رؤية غيره من البشر , كما أنها تعد من المبشرات التى تفرح القلب وتسعد النفس لأنها تنطوى على بشرى عظيمة وهى أن هذا الرائى سيرى النبى صلى الله عليه وسلم فى اليقظة .
وأشارت مدرس الحديث بجامعة الأزهر الى وجود أحاديث كثيرة حول رؤية النبى صلى الله عليه وسلم فى المنام منها ما ورد عن أبى هريرة رضى الله عنه قال :” سمعت النبى صلى الله عليه وسلم يقول : من رأنى فى المنام فسيرانى فى اليقظة , ولا يتمثل الشيطان بى ” رواه البخارى , وفى رواية مسلم ورد عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال :” من رأنى فى المنام فسيرانى فى اليقظة أو لكأنما رأنى فى اليقظة ” فهذه الأحاديث اخبار من النبى صلى الله عليه وسلم عن الغيب وأن الله تعالى منع الشيطان أن يتصور على هيئته .. أما معنى قوله فسيرانى فى اليقظة فتعنى تصديق تلك الرؤيا فى اليقظة وصحتها وخروجها على الحق .
رؤيا حق
وشددت على أن رؤية النبى رؤيا حق ومن رأه فى المنام كأنه رأه فى اليقظة لأن الشيطان لا يتمثل فى هيئة رسول الله ولا يظن الرائى أنه رأى النبى صلى الله عليه وسلم فهى رؤيا حق وصادقة , فعن أبى قتادة رضى الله عنه قال : قال النبى صلى الله عليه وسلم :” من رأنى فقد رأى الحق ” والمقصود برأى الحق أنها رؤيا صحيحة ثابتة لا أضغاث أحلام ولا خيالات .
ولفتت مدرس الحديث بجامعة الأزهر الى أنه لم يرد عن النبى صلى الله عليه وسلم توجيه لنا بترديد دعاء معين أو ذكر محدد لكى تحصل رؤيته صلى الله عليه وسلم , لكن هناك أسباب يمكن للمسلم أن يفعلها توفقه الى هذه الرؤية ومن هذه الأسباب : طاعة الله سبحانه وتعالى ومراقبته فى كل أمور حياتنا , وحب النبى صلى الله عليه وسلم باتباع سنته ومداومة الصلاة عليه والتشوق لرؤيته .
وأردفت : كلما كان المسلم أتقى لله عزوجل وأكثر اتباعا لسنة النبى صلى الله عليه وسلم كان توقع رؤيته للمصطفى أكثر احتمالا من غيره , لكن لا يلزم من عدم الرؤية له عدم صلاح الشخص , كما لا يلزم من شدة التقوى والمتابعة رؤيته صلى الله عليه وسلم , فالأمر فى النهاية توفيق من الله وفضل يؤتيه من يشاء نافية وجود أذكار وأوراد معينة تساعد على رؤية النبى صلى الله عليه وسلم فى المنام .
أمنية غالية
ووافقتها الرأى الدكتورة أوصاف محمد عبده أستاذ ورئيس قسم العقيدة والفلسفة باسلامية بنات الأزهر بالقاهرة مؤكدة على أن لا يوجد مسلم صادق الايمان لا يتشوق لرؤية النبى صلى الله عليه وسلم فهى منزلة كبيرة وفضل عظيم من الله يمنحه لمن يشاء من عباده فهى أمنية غالية لا تعادلها أى أمنية دنيوية أخرى , فالمسلم المحب للنبى صلى الله عليه وسلم على أتم استعداد لأن يضحى بكل ثمين وغالى من أجل التمتع برؤيته صلى الله عليه وسلم فقد ورد عن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال :” من أشد أمتى لى حبا ناس يكونون بعدى يود أحدهم لو رأنى بأهله وماله “
اتباع سنته
وأضافت أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر : لا شك أن رؤية النبى صلى الله عليه وسلم على صورته الواردة فى كتب السيرة تعد من المبشرات لكن لا يمكن بناء الاحكام عليها فهذه أمور غيبية لا يعلمها إلا الله لكن على المسلم أن يجتهد فى الطاعة ويراقب الله فى كل عمل يؤديه ولا يهجر سنة النبى صلى الله عليه وسلم فهى المنجية له فى الأخرة وأسباب البركة والتوفيق فى الدنيا .