د. زينب النجار:لابد من التحرر من تبعية بيوت الأزياء العالمية
د. رفيدة عبدالحميد:عدم الالتزام بالملابس الشرعية من أخطر وسائل الإفساد
تحقيق: مروة غانم
من ينظر لملابس الفتيات والسيدات فى الآونة الأخيرة يظن أننا فى بلد غير مصر الشهيرة بأنها بلد محافظ يعتز مواطنوه بالعادات والتقاليد المحافظة ولا يحيدوا عنها! لكن مع تطور الحياة وتبدل كل شئ، تغيّر شكل المجتمع وصارت ملابس بعض الفتيات اليوم تنم عن غياب الحياء منهن وضياع النخوة والغيرة من قلوب الأزواج والآباء والأخوة!
ملابس الفتيات فى الشوارع تفضح أكثر مما تستر! وإن كانت ظاهريا تغطى كل أعضاء الجسم لكن الملابس المجسمة تظهر تفاصيل جسد الفتاة بشكل فج! فقد رأينا البنطلون المقطع الذي يطلق عليه “البوى فريند” والذي ترتديه فتيات الجامعات وبعض السيدات المتصابيات! كما رأينا البنطلونات القصيرة التى لابد أن تظهر جزءا من الساق فى مشهد مقزز! أما عن “المينى درس” فحدث ولا حرج فقد تحول الحجاب لمجرد غطاء للشعر ترتدى معه الفتاة كل ما تريده بغض النظر عن كونه يتناسب مع الحجاب ومع الزى الإسلامى الذي حدد مواصفاته علماؤنا الكبار فى قولهم “لا يصف ولا يشف”.
للأسف الشديد لم نعد نختار ما نرتدى بل نرتدى ما تفرضه علينا بيوت الأزياء العالمية وتلك البيوت لا تريد خيرا للفتاة المسلمة وقد نجحت فى ذلك بجدارة فقد صارت أغلب الفتيات يلهثن وراء الموضة فى كل صغيرة وكبيرة لذلك!
الأزياء العالمية
أكدت د. زينب النجار- استاذ علم الإجتماع بجامعة الازهر- ضرورة خلق بديل لتلك البيوت العالمية بإيجاد بيوت أزياء محلية تفصل للفتاة المسلمة ما يتناسب وتعاليم دينها ويساعدونها فى الحفاظ على دينها وعدم التفريط فى مبادئه، وللأسف فإن أغلب الفتيات اليوم يرتدين الملابس التى يجدنها فى المحلات والمولات المختلفة ولا يحسن اختيار الملابس التى تتناسب مع كونهن فتيات مسلمات لابد أن يبحثن عن الملابس المحتشمة قبل أى شئ.
وحذرت د. زينب النجار من نجاح بيوت الأزياء العالمية فى إقناع الفتيات بأنه لا بديل عن تلك الملابس فلا يوجد غيرها كما نجحت فى وصف الملابس الفضفاضة والمحتشمة بالملابس الرجعية.
وأشارت إلى وجود الكثير من الجروبات على مواقع التواصل الإجتماعي تقدم ملابس محتشمة وغاية فى الرقي والشياكة لكن ما على الفتاة سوى البحث واختيار ما يناسبها ولا يخالف تعاليم دينها، موضحة سهولة الوصول لهذه الجروبات على مواقع التواصل الإجتماعى خاصة أن أغلب الفتيات اليوم يجدن التعامل مع السوشيال ميديا.
وطلبت د. النجار من كل فتاة ترتدي ملابس ضيقة أو غير محتشمة أن تقف وقفة مع نفسها وتنظر فى أمرها جيدا وتحاسب نفسها إن كانت هذه الملابس تليق وفتاة مسلمة عليها ان تستر نفسها وتحمى جسدها من نظرات المستهترين وعبث العابثين، كما أن الكثير من حوادث التحرش بالفتيات تقع بسبب ملابسهن الضيقة والمجسمة، لذا لابد من ترك هذه الملابس واستبدالها بالمحتشمة التى تصون كرامة البنت وتحفظ لها حياءها.
دين العفة
توافقها الرأى د. رفيدة عبدالحميد- أستاذ الحديث بجامعة الأزهر بأسيوط- مؤكدة أن الاسلام هو دين الستر والعفاف والصيانة, وقد أمر بستر جسد المرأة وأمر بالحجاب والثياب السابغة التى لا تظهر جسدها ولا تفصّل أجزاءه، حفظا لها من أن تكون سلعة رخيصة، كما انه يعد عفة وصيانة للمجتمع كله من أثار التبرج والسفور الخطيرة فجعلها بذلك قلعة منيعة ودرة نفيسة.
ولفتت د. رفيدة إلى أن لباس المرأة صار من أعظم وسائل الافساد كما أنه يوقظ الألم الذي يعتصر الفؤاد عند النظر إلى اللواتى خُدعن بالبريق الكذاب وغرقوا فى بحر المدنية الزائفة بالأكسية العارية خاصة مع الولع بتقليد الغرب فى لباسهن وفى كل ما تروج له بيوت الأزياء ومصمموها ودكاكينها بما تنشره من عري وفساد وملابس شفافة تهدف لإشاعة الإنحلال النفسي والخلقي وإفساد الفطرة البشرية ومسخ القيم والأخلاق بجعل العري تقدما ورقيا بينما التستر تأخر ورجعية.
وشددت د. رفيدة على أن الشرع الحنيف وضع ضوابطا وشروطا للباس المرأة المسلمة منها: أن يكون مستوعبا لجميع جسدها إلا الوجه والكفين, هذا مع ضرورة ألا يكون مزينا بحيث يلفت أنظار الرجال, وأن يكون صفيقا لا يشف لأن المقصود من اللباس الستر والستر لا يتحقق بالشفاف بل الشفاف يزيد المرأة زينة وفتنة وفى هذا الصدد قال النبى: “صنفان من أهل النار لم أرهما, قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات, رؤسهن كأسنَّة البخت المائلة, لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها”، كما يجب أن يكون الملبس فضفاضا غير ضيق لأن الضيق يصف البدن أو مواضع منه وفى ذلك من الفساد ما لا يخفى, كما يجب ألا يكون مبخرا مطيبا عند الأجانب لقول النبى: “إذا شهدت إحداكن العشاء فلا تطيب تلك الليلة”, كما يحظر على المرأة المسلمة ألا ترتدى الملابس التى تشبه ملابس الرجال لقول النبى: “لعن الله المخنّثين من الرجال والمترجّلات من النساء”.