عن أول قافلة دعوية نسائية تخرج من الأزهر الشريف أتحدث. خرجت القافلة الأسبوع الماضي وتحديدًا من يوم الخميس ٢١/ أكتوبر/ ٢٠٢١ ولمدة أسبوع كامل تضم إحدى عشرة واعظة من مختلف محافظات الجمهورية، وخَرجْتُ مع الواعظات لأول مرة في قافلة خاصة بهن، بتوجيهات من فضيلة الإمام الأكبر لدعم المحافظات التي يندر فيها وجود الواعظات، وبدعم من فضيلة وكيل الأزهر ومتابعة وإشراف فضيلة الأمين العام الذي شرَّفَنَا بالذهاب مع القافلة، وكنت قد تقدمت أكثر من مرة بطلب لخروج الواعظات في قوافل دعوية نسائية وكنت أجد تشجيعا من فضيلة الإمام الأكبر، وتتأجل القافلة نتيجة تخوف من بعض القيادات في ظل انتشار فيروس كورونا أن يصيبنا مكروه، أو لا تنجح التجربة بعدم تقبل المجتمع للفكرة ، وبذلتُ العديد من المحاولات، في سبيل البدء في التجربة، يدعمنا فضيلة الإمام الأكبر حتى أذن الله بعد عام من المحاولات وبذل الجهد في الإقناع واتخاذ الإجراءات اللازمة لسلامة وأمان الواعظات ونجاح التجربة، وعلى قدر المعاناة في هذه المحاولات كانت سعادتي بخليط من المشاعر التي تمتزج بين شعور بالثقة في قدرة الواعظات على النجاح الذي يمنحه لنا فضيلة الإمام الأكبر حفظه الله، وبين شعور بالامتنان للحرص عليهن والذي نجده من بعض القيادات.
حتى أذن الله ووقع الاختيار على محافظة البحر الأحمر مدينة الغردقة حيث لا يوجد بها واعظات ، وبتعاون كبير من محافظ البحر الأحمر اللواء عمرو حنفي وبدعم منه وتوجيهات بتيسير أعمال القافلة استطاعت العلاقات العامة بالمشيخة ومنطقة وعظ الأزهر والإدارة المركزية الأزهرية بالبحر الأحمر وضع برنامج عمل قوي وكبير للقافلة ، شمل كليات التربية والالسن والذكاء الاصطناعي بجامعة جنوب الوادي ، كما شمل مدارس البنات العامة والخاصة اللغات والنموذجية والمعاهد الأزهرية، الإعدادية والثانوية وكذلك المدارس والمعاهد الابتدائية، ومعاهد التمريض،
كما شملت زيارات الواعظات الوحدات الصحية ودور الرعاية، والجمعيات الأهلية، ومراكز الشباب وقصور الثقافة بالغردقة وجمعية الهلال الأحمر ومكتبة مصر العامة والمدرسة الصناعية للفتيات ومستشفى الغردقة العام والنادي الرياضي والنادي الاجتماعي ونادي الرحلات، والمراكز الحضرية ووحدات رعاية الطفل
ثم توجهت القافلة إلى مدينة سفاجا حيث انتشرت الواعظات بين فتيات المعاهد والمدارس العامة والصناعية الإعدادية والثانوية
وتناولت الواعظات عددا من الموضوعات الهامة والخاصة بالمرأة والفتيات والأطفال منها الفقهية ومنها الأخلاقية السلوكية ومنها الاجتماعية الأسرية ومنها التوعوية والتثقيفية،
وقد كان الهدف الأول للقافلة حماية الأسرة المصرية من التفكك وحماية الشباب والنشء من الانحراف الفكري ، والعمل على نشر صحيح الدين وبيان الفكر الوسطي المعتدل الذي يتسم به ديننا الحنيف، وقد وجدنا ترحيبًا كبيرا من كل فئات وأطياف المجتمع سيدات ورجال ، فتيات وشباب ، وأطفال، من المسلمين والمسيحيين على السواء ، والذين بدا منهم الحرص الشديد على معرفة الرأي الصحيح للدين في كثير من المسائل الدينية والاجتماعية والثقافية من مصدر العلم الإسلامي الأصيل والعريق أزهرنا الشريف أدامه الله لنا عزًا وفخرًا