بصدور هذا العدد الذى بين يديك عزيزى القارئ تكون “عقيدتى” قد أتمت عامها التاسع والعشرين بالتمام والكمال لتبدأ عامًا جديدًا من عمرها المديد بإذن الله تعالى جريدة ورقية وموقع إلكترونى مدافعة عن الحق فى مواجهة زيف الباطل والبهتان بقوة الله وعونه وحوله سبحانه وتعالى.
أذكر حين صدر العدد الأول من جريدة “عقيدتى” يوم 5 ديسمبر 1992 كان المناخ وقتها فى مصر معبئًا بالأفكار المستوردة والمتطرفة دينيًا، والتى كانت سببًا رئيسيًا فى الأعمال الإرهابية التى انتشرت فى ذلك الوقت.. لذا لم يكن صدور “عقيدتى” فى ذلك الوقت كأول صحيفة دينية تصدر عن مؤسسة قومية قرارًا عبثيًا أو توجهًا عشوائياً، وإنما صدر فى ظروف عصيبة كانت تمر بها البلاد.. وهذا يؤكد الدور الذى قامت وتقوم به “عقيدتى” كإحدى أهم آليات الإعلام الرسمى الإيجابى الذى يساهم فى إبراز الصورة السمحة للإسلام الوسطى ويحارب التطرف فى كل مكان فتحملت “عقيدتى” منذ صدورها وحتى الآن عبء نشر الفكر الإسلامى الصحيح ومحاربة الأفكار المتطرفة من خلال كوكبة من علماء الأزهر وأئمة الأوقاف وعدد من الصحفيين الشبان الذين حملوا على عاتقهم رسالة التنوير الحقيقى متخذين فى سبيل ذلك عددًا من الوسائل المختلفة لنشر رسالتهم وتوصيلها إلى كل مكان على أرض مصر.. فالتحمت “عقيدتى” من خلال محرريها وعلمائها بالشباب فى القرى والنجوع والكفور لتوصيل الرسالة بين هذه الفئات التى كانت فى أمسَّ الحاجة إلى بيان صحيح الدين ومحاربة الأفكار الضالة والمضلة التى انتشرت فى ذلك الوقت.
لم يكن طريق النجاح لـ “عقيدتى” مفروشًا بالورود، ولكن كانت هناك العقبات والأشواك والصعاب تعترض طريقها، خاضت معها معارك فكرية طويلة على صفحاتها وواجهت العلمانية المتطرفة التى ترفض الدين قولاً واحدًا ووقفت صلبة أمام الحملات اليسارية التى أرادت أن تضرب الفكرة فى مهدها، فحاربتها منذ صدور عددها الأول لكن كل محاولاتهم باءت بالفشل أمام وسطية “عقيدتى” واعتدالها بعيدًا عن الغلو والتطرف.
لم نكتف بذلك بل أسهمت “عقيدتى” بقدر كبير ــ وحتى الآن ــ فى نشر الوعى الدينى والثقافى من خلال المسابقات الدينية والثقافية الكبرى مما كان لها أكبر الأثر فى جذب الشباب إليها وتطهير عقولهم من الأفكار الملوثة، كذلك تبنت حملات نشر الوعى ومواجهة حملات تغييب العقل بالسحر والدجل والشعوذة، فكان لها السبق فى مواجهة هذه الأفكار الضالة وكان النصر حليفنا ضد السحرة والمشعوذين.
أيضًا كانت ومازالت بالمرصاد لفكر الجماعة الإرهابية ولم تتخل عن مبادئها وسياستها التى من أجلها صدرت فأظهرت فكرهم المغشوش وكانت ومازالت لهم بالمرصاد حتى فى فترة حكم الإخوان كانت “عقيدتى” كالطود الاشم لم تستجب لدعوتهم ولم تحد عن طريقها الوسطى السمح.
ومع بداية عامها الجديد.. أعاهد الله مع كتيبة المحررين والزملاء المخلصين وبدعم لا محدود من الهيئة الوطنية للصحافة برئاسة المهندس عبدالصادق الشوربجى وتشجيع الأستاذ إياد أبوالحجاج ــ رئيس مجلس إدارة دار التحرير ــ على مواصلة المسيرة فى مواجهة أهل الباطل ونيران التطرف الذى طل علينا من جديد متسلحًا بالدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة آخذين على أنفسنا عهدًا جديدًا بالتصدى لكل محاولات الهدم التى يتخذها أعداء الدين والوطن تحت مسميات براقة معاهدين الله وجماهير القراء التى تنتظر الصحيفة صباح كل ثلاثاء وهى تمثل لنا كلمة السر فى مسيرة النجاح الذى حققناه على مدى أكثر من ربع قرن أننا ماضون فى طريقنا الذى رسمناه لأنفسنا سلاحنا كتاب الله وسُنة رسوله “صلى الله عليه وسلم” وسلم متحدين به الصعاب، نواجه الفساد ونحارب الإرهاب، ونكافح التطرف بشعار الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتى هى أحسن.