سكان المناطق الراقية اكثر حرصا على العبادات ويذهبون للمسجد بكثافة
حرصهم على التواجد بكثرة في صلاة الفجر يؤكد ان تدينهم حقيقي وخالي من النفاق
اسلام ابو العطا
المسجد الجامع بمدينتي واحد من المساجد الكبري والمميزة في منطقة شرق القاهرة ونظرا لاهمية هذا المسجد فقد وقع الاختيار على فضيلة الدكتور محمود الابيدي ليكون اماما وخطيبا له فهو من الائمة المتميزين والذين يحظون بقول واسع، وقبل الجلوس الي الدكتور الابيدي واجراء هذا الحوار معه حرصت على القيام بجولة داخل المسجد وهو مزود بمكتبة كبيرة جدا وقاعة للندوات وبه معهد لاعداد الدعاة وقد صحبني الدكتور الابيدي في جولة داخل المكتبة وقد لاحظت انها مزودة بامهات الكتب وباكثر من نسخة وباكثر من طبعة وبها كتب في مختلف العلوم والمعرفة وحتي كتب الاطفال موجودة داخل المكتبة من هناحرصت عقيدتي على التوجه الي المسجد الجامع والالتقاء باماموخطيب المسجد الكتور محمود الابيدي وكان هذا الحوار:
تجه الدولة حاليا نحو الجمهورية الجديدة ونري الاستعدادات للانتقال للعاصمة الادارية الجديدة وهناك توجه نحو التحول الرقمي ورقمنة كل مايتعلق بالمعاملات الحياتية وهو مايعني اننا نحتاج الي خطاب ديني جديد يواكب هذا التطور وهذا التحول الجديد.. كيف نصل الي هذا الخطاب من وجهة نظرك؟
يجب ان يكون الداعية على قدر الحدث وعلي قدر الفعل الذي نمر به حاليا وبالفعل تقوم وزارة الاوقاف حاليا بمسارعة الزمن لاعدادهؤلاء الدعاة والائمة اعداد جيد وراينا مبادراتمثل الامام المفكر والامامالمجدد وكان لي شرف الالتحاق بها لمدة تزيد على ثمانية اشهر وكان هناك الامام الجامع فالانسان عندما يتعلم كل يوم يحصل على كل ماهو جديد يواكب الحدث ويواكب العصر قيري الناس شخصية قادرة على مواكبة الحدث والانصهار فيه ..كان في الماضي معروفعن الامامانه يعيش في كهفه ولا يخرج عنه اليوم نري الداعية يواكب ويطلع على الجديد ويتابع وكل الائمة اليوم على الشبكة العنكبوتية تقوم بدور رائع على شبكة الانترنيت مثلا تاثيث الدعوة الالكترونية واصبحنا اليوم نجاس على كرسي حديث الروح امتداد لعلماء كبار واجلاء ولا اعد نفسي شعرة في هؤلاء العمالقة ولكنها ارادة الله التي وضعتني في هذه المكانة والمهم ان تكون على قدر الكرسي الذي جلست عليه وتعرف متي تتكلم وكيف تتكلم وتتعلم قبل ان تتكلم .
اسمح لي ان اسالك سؤالا باعتبارك امام اكبر مسجد في مدينتي…ماذا عن التزامهم بالاجراءات الاحترازية؟
جاءت لنا لجنة من وزارة الاوقاف ومن اكثر من مكان اشادت اشادة بالغة وهم حريصون على التعقيم وعلى تجهيز كل مايساعد على اتمام العبادة بشكل ممتاز، بيتم توفير سجاد لمن ياتي بدون سجادة ، هناك علامات لترك المسافة الامنة، هناكابواب للدخول واخري للخروج ولدينا امن على مدار 24 ساعة، حتي في صلاة الفجر، ويتم توزيع كمامات وهناك الكحول والمناديل هناكمنظومة متكاملة والجمهور عندما يري هذا التصرف يشعر بالفرح ان هناك من يخاف علي صحته، والمعروفان حفظ النفس مقصد من كليات الشريعة الاسلامية ومن الكليات الست،عند الحفاظ على النفس البشرية سيعرف كيف يقيم الفرض لكن اذا لم تحافظ عليه وهكلته فمن يقيم الفريضة بعد ذلك، وحفظ النفس مقدم على صلاة الجماعة اصلا.
ما اغرب الاسئلة التي تعرضت لها خاصة هنا في اكبر مساجد مدينتي؟
تعرضت لاسئلة كثيرة جدا متعلقة بالمنهج الالحادي وهذا كان له فضل ان اذهب الي البحث في هذا المجال بحث متوسع واذهب الي احد اساتذتي المتخصصين في العقيدة واطلب منه ان يخبرني بالكتب التي من الممكن ان اجاوب منها علي هذه الاسئلة والطرح الذي يجب عليا ان اطرحه والطريقة التي اتعامل بها مع الملحد وايضا اسئلة كثيرة فيما يخص الزواج العرفي والمشاكل الاسرية لانه كلما زادت الرفاهية زادت المشكلات الاجتماعية.وربما يمكن حلها بسهولة ولكنها تحتاج الي عقليات فارقة وتحتاج الي صناعة عقل رشيد فعندما تهتم ببناء علم وسطي محمدي يخرج الناس من الضيق والاضطراب .
هناك انطباع لدي البعض ان سكان المناطق الراقية لديهم من الرفاهية مايشغلهم عن العبادة وعن الذهاب الي المساجد ولكني لاحظت ان هناك زحاما كبيرا في صلاة الجمعة وفي صلاة التراويح وفي رمضان ونجد تكدس كبير امام المساجد فما هي الحقيقة؟
عندما تجد هذا الزحام فهو دليل ان هذا الجمهور صاحب ثقافة عالية وجمهور جامع مدينتي يحتاج لامام وخطيب يحمل همهم ويهتم بامورهم يقرأ جيداويقوم بالتحضير الجيد لانهم يريدون الخروج بمعلومة مهمة وعلى الامام ان يعرف انه سيخرج لمقابلة نخبة مثقفة ومتعلمة فاذا لم تكن على قدر الحدث فالاولي بك الا تصعد المنبر ، في عام 2019 كنت في الحج والتقيت هناك باحد الشباب من مدينة الشروق فاتي وقال لي انه استمع الي خطبتي عن البر وكان هناك خلاف بيني وبين والدتي ففي نفس اليوم قمت بانهاء هذا الخلاف فالتدين الحقيقي في هذه المناطق خاصة في صلاة الفجر فاهل الفجر ليسوا اهل نفاق فعندما تاتي وتري العدد الكبير الموجود في صلاة الفجر هو عدد مبهر ومفرح خاصة في صلاة فجر الجمعة كما انهم عندما يحضرون الي المسجد يختارون افضل الملابس وافضل العطور عملا بسنة النبي صلي الله عليه وسلم وهم يحرصون على ارتداء الزي الابيض في صلاة الجمعة وتراها واضحة جدا فتشم رائحة الحرم الشريف وانا من المهتمين جدا بالتفاصيل وفي محاضراتي كنت اتحدث عن سنن النبي فمع الوقت تخلوا عت الشورت والبرمودة والتزموا بالزي ويتميز جمهور المسجد هنابانهم جمهور وسطي جدا لا يحب الافراط ولا التفريط ، وهم لديهم ادراك فمثلا في المساجد الشعبية كانت واجهني اشكالية اخراج زكاة الفطر فهناكمن كان يتمسك بضرورةد اخراجها حبوب لكنهم هنا لديهم ادراك وافق واسع ويواكبون الحدث ويفهمون الواقع ويجلبون المصلحة للفقراء وهكذا يكون الفهم هم جمهور ممتاز ويطبقون مايسمعون باهتمام كبير وهم على قدر كبير من العلم والفهم ويحرصون على اولادهم ويطالبوني ببناء عقول اولادهم ويصحبوهم للمسجد ويسالون دائما عن امكانية وجود مكان للاولاد خاصة في المدرسة العلمية.
