ليس بالأكل والشرب وحده يعيش الإنسان، فقد اختلفت الآراء حول قضية الدعم للسلع الغذائية والخدمات الضرورية ما بين مؤيد ومعارض ولكل فريق أدلته التي يحاول أن يثبت به صحة رأيه ، تناسى الجميع أن الدعم العيني أو المادي إذا كان ضروريا بالنسبة للمأكل والمشرب، فإن هناك ضرورات أخرى.
أرى أن دعم الكتب ووسائل التثقيف لا يقل أهمية علي الكتب التي هي غذاء العقول، فالإنسان كريما وحكيما بما ميزه الله ألا وهو العقل الذي يميز به بين الحق والباطل ، والصواب والخطأ.
أقول هذا ونحن نعيش عرس الثقافة السنوي ألا وهو معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي يشارك فيها آلاف الناشرين من مصر وخارجها سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وهناك إجماع من رواد المعارض السابقة أن الأسعار “نار” وفوق استطاعة متوسطي الداخل بل ومن ميسوري الحال في ظل وجود بعض الكتب التي كسرت حاجز المائة والمائتين جنيه وأكثر، الحجة الدائمة كل شئ ارتفع ثمنه بسبب”تعويم الجنيه “
مبرر الناشرين الباحثين عن الربح مشروع باعتبار أن الكثير منهم دخل إلى عالم النشر علي أنه تجارة فقط ويستهدف مزيد من الكسب، مع أن القاعدة الاقتصادية ” بيع أرخص تبيع أكثر تكسب أكثر”.
يجب أن يكون للدولة دور في دعم “صناعة الكتاب” ليس من خلال مؤسساته الثقافية فقط ممثلة في الهيئة المصرية والعامة للكتاب والمجلس الأعلى للثقافة والمركز القومي للترجمة ودار الكتب الوثائق المصرية وهيئة قصور الثقافة وإنما يجب أن يمتد ذلك إلى دعم دور النشر الجادة التي تقدم زادا ثقافيا لا غنى عنه لحماية العقول من الضياع والانحراف الفكري
أدعو لعودة ودعم مشروع “القراءة للجميع” و”مكتبة الأسرة” وغيرها من الأفكار التي تمت ترجمتها علي أرض الواقع لاقت إقبالا منقطع النظير حتى أننا كنا نرى الكتاب تتلقفه الأيدي وينتظره المثقفون بمجرد إصداره
حسنا فعل الأزهر الشريف في دعم مجلته الشهرية التي تحمل اسمه حيث تصدر معها كتبا قيمة كهدايا وثمن المجلة العتيقة والكتب ثلاثة جنيها فقط أقل بكثير من عشر ثمن الورق الذي طبعت عليه المجلة والكتب المهداة معها ، كما أن هناك كتبا مماثلة تصدرعن مجمع البحوث الإسلامية ودار الإفتاء يجب أن يوجه إليها مزيد من الدعم
كلمات باقية :
يقول الله تعالى”اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ.خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ. الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ.عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ”