هذه آخر آية نزلت من القرآن (وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ)، اخشوا وخافوا واحذروا هذا اليوم، اجعلوا بينكم وبين هذا اليوم وقاية وحجابا، وهو يوم القيامة الذي سنرجع فيه الى الله.
كل منا في حاجة إلى مراجعة فهمه وعمله لهذه الآية و استعداده للقاء الله والوقوف بين يديه للحساب على كل فعل الصغير منه قبل الكبير، عن حصاد الألسنة وما تقع فيه ليل نهار في أعراض الأحياء والأموات الذين لم يسلموا من الطعن فيهم ونسوا ما ذكره الله في هذه الآيه وقول رسول الله (اذكروا محاسن موتاكم)، وعن أفعال الجوارج كلها.
لو تدبرنا هذه الآية لانشغلنا بأنفسنا لا بغيرنا، فهو رجوع الي الله لا مفر منه ولا تحول عنه، فكلمة (تُرْجَعُونَ) يعنى رجوع قسري، أمر ليس في أيدينا. وكأن ارواحنا كانت بين يدي الله، ثم ارسلنا الى الدنيا في هذه الرحلة القصيرة جدًا، ثم سنرجع اليه تعالى.
(ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ) ثُمَّ تعطي كل نفس، جزاء عملها، ان خيرًا فخير، وان شرًا فشر. (وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) ستوفي عملك كاملًا يوم القيامة، ولن تظلم مثال ذرة من عملك.
(وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) آخر كلمة ثم انقطع الوحي بعدها، أنه لا ظلم يوم القيامة، وإن كنت تعاني من ظلم البشر في الدنيا، اللهم أمِّنا حين العرض عليك.