وكيل الأزهر: التراث الاسلامى نقطة ارتكاز أساسية ندور حولها
وزير الأوقاف: للأزهر جهود عظيمة فى خدمة الكتاب والسنة
رئيس جامعة الأزهر: الشيخ جاد الحق وقف بالمرصاد لمن أراد هدم الأسرة
د. رمضان حسان: هدفنا الدفاع عن قضايا الأمة والحفاظ على هويتها
متابعة: جمال سالم – مروة غانم
أوصى العلماء المشاركون فى مؤتمر اسلامية بنين الأزهر بالقاهرة بجمع تراث مشايخ الأزهر وإعادة طباعة الكتب التى نفذت خاصة فيما يتعلق بالرد على الفرق المنحرفة ومواجهة الملحدين مثمنين دور مجمع البحوث الاسلامية ومجلة الأزهر فى هذا الجانب، كما أشادوا بدور علماء الأزهر على مر التاريخ واهتمامهم بقضايا المسلمين ونصرة المستضعفين خاصة القضية الفلسطينية التى كان للأزهر فيها دور بالغ الأثر ومواقف مشهودة.
كما أوصوا بابراز دور الأزهر الشريف فى الحفاظ على التراث وتنقيحه وتقريبه والدفاع عنه ضد حملات تشويهه.
كانت كلية الدراسات الاسلامية والعربية بنين بالقاهرة قد عقدت مؤتمرها العلمى الخامس أمس الثلاثاء بقاعة الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر تحت عنوان: “دور مشايخ الأزهر فى خدمة العلوم الشرعية والعربية “، وقد حظى باهتمام الباحثين والعلماء من مختلف الجامعات المصرية.
كما شارك في المؤتمر الكثير من العلماء من بعض الدول العربية والاسلامية حيث أوضح الدكتور رمضان محمد حسان عميد الكلية ورئيس المؤتمر أن المؤتمر يدور حول أربعة محاور أساسية هى: دور مشايخ الأزهر فى خدمة العلوم الشرعية، دور مشايخ الأزهر فى خدمة اللغة العربية , دور مشايخ الأزهر فى الحفاظ على العقيدة الاسلامية وأخيرا دور مشايخ الأزهر فى خدمة قضايا الأمة موضحا أنه تقدم للمشاركة فى المؤتمر ثمانون بحثا تم قبول خمسة وستون بحثا مثلت ست دول هى: مصر ,الجزائر , السعودية , الإمارات , السودان ثم الكونغو .
ولفت عميد الكلية الى أن هذا المؤتمر يسعى إلى إبراز مواقف مشايخ الأزهر المشرفة فى الدفاع عن قضايا الأمة والمحافظة على هويتها والوقوف فى وجه المأجورين ومن يريد طمس هويتها وتشويه تاريخها.
نقطة ارتكاز
ومن جانبه أكد الدكتور محمد عبد الرحمن الضوينى وكيل الأزهر على أن هذا المؤتمر يتزامن مع محاولة البعض التطاول على تراثنا والطعن فى علومنا العربية والشرعية لكن نؤكد للجميع أن التراث فى عقيدتنا الأزهرية نقطة ارتكاز ثابته حولها نطوف ومنها نبدأ حركة علمية حرة، فالتراث لم يمنعنا يوما من التفكير والابداع والاجتهاد، موضحا أن من يوهم شبابنا بأن التراث هو سبب كل مشكلات الأمة يرتكب مغالطة كبيرة.
وتساءل وكيل الأزهر: هل فقدنا الحرية فى تراثنا حتى يأتى من لم يترب على التراث ومن لم يعرف مفاتيحه ليعلمنا الحرية الفكرية؟، وهل كان النقد مجرما عند الفقهاء حتى أباحه لنا هؤلاء؟، وكيف يتهمون المذاهب بالجمود وهى متعددة ويخالف بعضها بعضا؟.
وشدد وكيل الأزهر على أن العلوم الشرعية والعربية نابعة من أصل واحد وهو الوحى الإلهى: قرآن وسنة , وقد برع علماء الأزهر فى هذه العلوم فلا تكاد تجد عالما أزهريا بحق إلا وله حظ وافر ودراية تامة بهذه العلوم.
اسهامات العلماء
واستعرض الضوينى بعض اسهامات علماء الأزهر فى العلوم المختلفة أشهرها كتاب العلامة الكبير أبو الحسن بن على بن ابراهيم الحوفى “البرهان فى تفسير القرآن”، وهو من أوائل الذين درسوا بالجامع الأزهر ,وكتب جلال السيوطى فى التفسير وعلوم القرآن وكتب محمد دراز فى بيان اعجاز القرآن وألوهية مصدره انتهاءا بالامام الراحل سيد طنطاوى صاحب كتاب ” التفسير الوسيط “، وأما السنة النبوية فلعلماء الأزهر باع طويل فى شرحها وتدريسها والذب عنها , وأما علوم الوسائل فحدث ولا حرج , كما استعرض وكيل الأزهر اسهامات الدكتور أحمد الطيب فى مجال العقيدة والفلسفة والدفاع عن السنة والدعوة الى الله فضلا عن جهوده فى مجال الاصلاح المجتمعى وتفكيك الفكر الجامد واصلاح العقل والقلب.
شرط المجتهد
أما الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف فأكد على أن للأزهر الشريف عبر تاريخه الطويل جهودا عظيمة فى خدمة كتاب الله وخدمة السنة النبوية وخدمة اللغة العربية مشيرا الى قول أهل العلم بأن فهم الكتاب والسنة فرض واجب ولا يتم الا بتعلم اللغة العربية وهو شرط أصيل فى المجتهد والمفسر وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
وأوضح الدكتور سلامة داوود رئيس جامعة الأزهر أن هذا المؤتمر يعقد ونيران الهجوم على الأزهر تشتعل لكننا لا نخاف من اشتعالها فالله سيطفئها, وكم اشتعلت نيران فلم تحرق إلا من أشعلها.
أين الشبهات؟
وتساءل رئيس الجامعة: أين من أقاموا الشبهات للناس التى استهلكت عقولهم؟ لقد بادت وباد معها أصحابها.
أخلاق المناظرة
وبين داوود أن رجال الأزهر كانوا علماء يلتزمون أدب العلم وأخلاق المناظرة حين يناقش بعضهم بعضا لأن هدفهم الوصول الى الحق والصواب ولم يكن هدفهم إثارة العوام واشعال النيران لتأكل أمن الناس واستقرار حياتهم موضحا أن مناهج علماء الأزهر يقوم بعضها بعضا.
أما الدكتور محود صديق نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحث العلمى، فألقى الضوء على إسهامات علماء الأزهر فى العلوم الشرعية والعلمية والإنسانية، مشيدا بما قدمه ابن خلدون فى علم الاجتماع وتفرد الكثير من الفقهاء فى علوم الهندسة ودراسة الطب بجانب علمهم الغزير بعلوم الشريعة.
وأشاد الدكتور صديق بمكانة الشيخ الخراشى بين الناس حيث كان مقصدا للضعفاء والمظلومين فضلا عن مكانته العلمية الرفيعة مشيرا الى وجود مشايخ بالازهر الشريف لم يتولوا المشيخة لكن كان لهم اسهامات كبيرة فى الزود عن دين الله ودحض الشبهات والرد عليها مثل الدكتور أبو زهرة رحمه الله.
وثمن بما قام به الدكتور عبد الحليم محمود الذى افتتح معاهد أزهرية فى كل محافظات مصر فضلا عن دوره الدولى فى الحفاظ على العلاقات بين الدول, كما كان للشيخ جاد الحق دوره الكبير فى المحافظة على الشريعة الاسلامية والاسرة المصرية والوقوف بالمرصاد لمن يريد إدخال قوانين تهدم الاسرة وتخالف الشريعة ,كما كان للشيخ طنطاوى جهوده المميزة فى فترة عصيبة أما الشيخ الطيب فلا ينكر جهده إلا حاقد أو حاسد , فقد رزقه الله الاخلاص فى العمل فحالفه التوفيق فى كل عمل يقوم به بداية من الدفاع عن المستميت عن المظلومين فى العالم والوقوف بكل قوة فى وجه الباطل مرورا بعمله على وأد الفتنة الطائفية بتكوينه بيت العائلة المصرية ولا يمكن لأحد أن ينكر صرخاته الأخيرة فى وجه المعتدى والمغتصب الذى اغتصب الأرض واعتدى على الأبرياء فى فلسطين الحبيبة.
أئمة الأزهر
وأكد الدكتور رمضان حسان، عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة، رئيس المؤتمر أن الباحثين نجحوا في سيرة ومسيرة أئمة الأزهر، وقد جاء ترتيب تناول الأبحاث لدور خمسة عشر إماما من أئمة الأزهر كما يلي:
فَضِيلَةُ مَوْلَانَا الأستاذِ الدكتور/ أحمد الطيب: ستةُ أَبحَاثٍ.
فضيلةُ مولَانا الأستاذِ الدكتور/ عبد الحليم محمود: سبعَةُ أَبحَاثٍ.
فضيلة مولانا الشيخِ/ جاد الحق: خمسةُ أَبحاثٍ.
فضيلة مولانا الشيخِ/ محمد الخضر حسين: أربعةُ أَبحَاثٍ.
فضيلةُ مولانا الشيخِ/ المراغي: أربعةُ أَبحَاثٍ.
فضيلةُ مولانا الشيخِ/ شلتوت: أربعةُ أَبحَاثٍ.
فضيلةُ مولانا الشيخِ/ مصطفى عبد الرازق: أربعةُ أَبحَاثٍ.
فضيلةُ مولانا الأستاذِ الدكتور/ محمد سيد طنطاوي ثلاثةُ أَبحَاثٍ.
فضيلةُ مولانا الشيخِ/ عبد الرحمن تاج. بحثَانِ.
فضيلةُ مولانا الشيخِ/ الخراشي: بحثَانِ.
فضيلةُ مولانا الشيخِ/ عبد المجيد سليم: بحثٌ واحِدٌ.
فضيلةُ مولانا الشيخِ/ حسونة النواوي: بحثٌ واحِدٌ.
هذا بخلافِ البحُوثِ العامَّةِ التِي تَحَدَّثَتْ عَنْ جُهُودِ شُيُوخِ الأَزْهَرِ بِصِفَةٍ عَامَّةٍ ودَوْرِهِمْ فِي القَضَايَا العَامَّةِ وَمَوْقِفِهِمْ مِنَ القُدْسِ الشَّريفِ – فَكَّ اللهُ أسْرَهُ-، ودوْرِهِمْ فِي التجْدِيدِ وَقَضِيَّةِ إصْلَاحِ التصَوُّفِ مِنَ الدَّاخِلِ، وَكَذَلِكَ مَوْقِفُ شُيوخِ الأَزْهَرِ مِنْ بَعْضِ القَضَايَا الطبِّيَّةِ الحَدِيثَةِ وَالقَضَايَا التِي تَتَعَلَّقُ بِالأُسْرَةِ وَالْمَرْأَةِ.
توصيات هامة
وقام الدكتور نادي عبد الله وكيل كلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة، الأمين العام للمؤتمر بقراءة التوصيات الخمسة عشر وهي:
1- إبرازُ دورِ الأزهرِ الشريفِ في الحضارةِ الإسلاميةِ الرائِدةِ، ودورِ مشايخِهِ وعلمائِهِ في نشرِ العلومِ الشرعيةِ والإنسانيةِ، ودعوتِهِ إلى الإصلاحِ والتجديدِ في كلِ العصورِ.
2- الدعوةُ إلى تفعيلِ دورِ الأزهرِ في التقريبِ بينَ المذاهبِ الإسلاميةِ، والسعيِ في تجاوزِ مسائلِ الخلافِ التي يمكنُ تجاوزُها، والبناءِ على المشتركِ بينَ المذاهبِ الإسلاميةِ.
3- التأكيدُ على دورِ الأزهرِ الشريفِ وشيوخِهِ وعلمائِهِ في الحضارةِ الإنسانيةِ، التي قامَ قدرٌ كبيرٌ منها على أكتافِ علماءِ الإسلامِ، وفي القلبِ منهم الأزهرُ الشريفُ.
4- التأكيدُ على دورِ شيوخِ الأزهرِ وعلمائِهِ في نشرِ الفكرِ الإصلاحِيِ، ومواجهةِ الأفكارِ الضالةِ والمنحرفةِ، والتصدي للتياراتِ المتطرفةِ.
5- إبرازُ دورِ الأزهرِ الشريفِ في نشرِ ثقافةِ السلامِ، وتبنِي منهجِ الحوارِ، والسعيِ إلى إِشَاعَةِ ثقافةِ العَيشِ المشتركِ في أرجاءِ المعمورةِ.
6- إِبرازُ دورِ الأزهرِ الشريفِ وشيوخِهِ وعلمائِهِ في نشرِ التراثِ في الأمةِ، والحفاظُ عليه نقيًا معَ تَنْقِيحِهِ وتَهْذِيبِهِ، وتسهيلُ قراءَتِهِ وفهمِهِ لعمومِ المسلمينَ، والدفاعُ عنه ضدَ حَمَلَاتِ تَشْوِيهِهِ.
7- إِبرازُ دورِ علماءِ الأزهرِ في الحفاظِ على التراثِ وتنقيحِهِ وتقريبِهِ حتى يسهلَ فهمُهُ واستيعابُهُ.
8- تأكيدُ هُوِّيَةِ الأزهرِ الشريفِ الوطنيةِ التي تَحِلَّى بِها مَشايخُهُ وعلماؤهُ عبرَ العصورِ، والتركيزُ على غرسِ هذا المعنَى في عقولِ أبنائِهِ، حتى تتحققَ نهضةُ الدولةِ بتكاتفِ أبنائِهِا.
9- ضرورةُ إبرازِ جهودِ شيوخِ الأزهرِ السابقينَ العلميةِ والعمليةِ، ونشرِ مؤلفاتِهِمْ وتحقيقاتِهِمْ، إحياءً لدورِ الأزهرِ ورجالِهِ، وبعثًا لِهِمَمِ أبنائِهِ ليسيروا في رَكْبِ شيوخِهِمْ.
10- التأكيدُ على دورِ شيوخِ الأزهرِ وعلمائِهِ في القضايا الإسلاميةِ، واهتمامُهُمْ بقضايا المسلمينَ ونُصْرَةُ المستضعفينَ، وفي القلبِ من هذه القضايا القضيةُ الفلسطينيةُ التي كانَ للأزهرِ فيها دورٌ بالغُ الأثرِ، ومواقفُ مشهودةٌ على مرِ الزمانِ.
11- توجيهُ عنايةِ الباحثينَ إلى قراءةِ المؤلفاتِ العلميةِ التي تركها لنا شيوخُ الجامعِ الأزهرِ قراءةً متجذرةً التي تكشفُ لنا عن مدى ترابطِ العلومِ بعضِها بعضًا فتثمرَ عن قوةِ الفكرِ وبراعةِ النقدِ، معَ ضرورةِ الاهتمامِ بالدراساتِ والبحوثِ التي تُعَنَى بشيوخِ الأزهرِ غيرِ المشهورينَ بينَ العامةِ.
12- أهميةُ جمعِ تراثِ مشايخِ الأزهرِ المتنوعِ، وإعادةِ الكتبِ التي نفدتْ طبعاتُها، وخصوصًا في بابِ الردِ على الفِرَقِ المنحرفَةِ ومواجهةِ الملحدينَ، وهوَ الأمرُ الذي يحتاجُهُ مجتمعُنَا المعاصرُ، ونُثَمِّنُ في هذا المقامِ دورَ مجمعِ البحوثِ الإسلاميةِ ومجلةِ الأزهرِ الشريفِ التي تقومُ بجانبٍ من هذا الدورِ.
13- أهميةُ إعادةِ صياغةِ سِيَرِ مشايخِ الأزهرِ على مدارِ التاريخِ بحيثُ يتمُ إبرازُ هذه النماذجِ المشرفةِ الجامعةِ بينَ العلمِ والقيمِ في أسلوبٍ أدبيٍ سهلٍ ومشوقٍ يجذبُ المتلقي ويؤثرُ في وعيِهِ نحوَ السلوكِ الرشيدِ، معَ نشرِ هذه التراجمِ على المواقعِ الإلكترونيةِ والصفحاتِ التابعةِ للمؤسسةِ الأزهريةِ.
14- أهميةُ إصدارِ كتابٍ تَذْكَارِيٍ مختصرٍ عنْ شيوخِ الأزهرِ والتعريفِ بهم وبمؤلفاتِهِم وجهودِهِم، وإِتَاحَةِ هذا الكتابِ في صورةٍ الكترونيةٍ حتى يَسْهُلَ نشرُهُ وتعميمُ النفعِ بِهِ.
15- تكليفُ الطلابِ في المعاهدِ الأزهريةِ وفي الجامعةِ بعملِ أبحاثٍ عن شيوخِ الأزهرِ وسيرتِهِم.
16- ضرورةُ التأكيدِ على دورِ الإمامِ الأكبرِ الأستاذِ الدكتور أحمد الطيب شيخِ الأزهرِ الشريفِ في النهوضِ بالمؤسسةِ الأزهريةِ، وجهودِهِ العالميةِ في نشرِ ثقافةِ التسامحِ والحوارِ، وإعادةِ الأزهرِ إلى مكانَتِهِ العالميةِ بينَ الأممِ التي تُوِّجَتْ بوثيقةِ الأخوةِ الإنسانيةِ، ومجلسِ حكماءِ المسلمينَ.