المدقق فى كتب التاريخ يرى ويعرف أن سقوط الحضارات كان بسبب عوامل كثيرة ذكرها القرآن الكريم وحذر منها وهى المسماه بسُنن الله فى الكون، وأهم هذه الأسباب الانحراف عن منهج النبوة فى المجتمعات “إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق”.
والانحراف عن منهج النبوة يكون بإنكار الدين ومحاربته والدعوة إلى الإلحاد والكفر بالله وبملائكته وكتبه ورسله، ويكون الانحراف أيضاً بصورة أشد خطراً وفتكاً بانحراف شذاذ الأرض شاء لهم خيالهم المريض أن يتصوروا أنفسهم أوصياء على الناس وأنهم وكلاء الله فى الأرض وهم وحدهم القائمون على فهم الدين وأحكامه وأنهم لا يقتنعون إلا بما يقوله مرشدهم الأغبر.
والانحراف أيضاً يكون بإنكار السُنَّة أو الطعن فيها والاستهزاء بها كما نرى فى وقتنا الحاضر من بعض الجُهَّال الذين يرون فى أنفسهم أنهم وحدهم أصحاب العقول ومن يسمون أنفسهم بالتنويريين وهم “يحسبون أنهم يحسنون صنعاً”.. وإنكار السُنَّة هو طريق الإلحاد الذى يدعوننا إليه هؤلاء “المتنورون” ويشجعون على ذلك فى وسائلهم وأدواتهم الإعلامية التى يسخرونها للطعن فى السُنَّة ليل نهار،
الغريب أن أمثال هؤلاء يتهمون الأزهر منبر الوسطية فى مصر والعالم برعايته للإرهاب، ويتهمون شيخه الجليل الذى يزأر فى وجوههم دفاعاً عن السُنَّة النبوية بتهم غريبة ما أنزل الله بها من سلطان، واصفين مناهج الأزهر بأنها وراء تخريج المتطرفين أو المتشددين وهذا كذب وافتراء على الأزهر والتاريخ.. فمناهج الأزهر ما كانت يوماً إلا ملتزمة بالإسلام الوسطى عقيدة وفكراً وسلوكاً.
وآخر هذه الافتراءات ما يشنه هؤلاء الموتورون ضد الأزهر وشيخه الجليل من إدعاءات باطلة ما أنزل الله بها من سلطان من أنه أباح ضرب الزوجة على إطلاقه وهم بهذا يثبتون أنهم لم يقرأوا الأزهر قراءة صحيحة ولم يفهموا أهدافه، لذا فإنهم تارة يهاجمون الرمز وتارة أخرى يصبون جام غضبهم على المناهج وتارة على السُنَّة النبوية والمنهج الوسطى الذى يتخذه الأزهر طريقاً له.
أيها المغرضون الضالون المضلون اقرأوا التاريخ جيداً، تابعوا صفحات الأزهر ناصعة البياض، ونضاله الكبير على مدى تاريخه الطويل.. فمن يتصور أنه بإمكانه أن ينال من الأزهر ورجاله الأوفياء فهو واهم لا يعى الحقيقة جيداً، فليراجع تاريخه العريق الذى امتد لأكثر من ألف عام.. وليقرأ كيف كان الهجوم عليه طوال التاريخ ومع ذلك فقد تفتتت كل هذه الهجمات أمام صخرة الأزهر الصماء التى كسرت أحلام الطغاة والمستبدين على مر العصور.
هذا هو يقينى فى الأزهر الذى لولاه لكانت مصر فى مكان آخر.. أما أنتم يا من تحاولون الصيد فى الماء العكر وتوجهون سهامكم المسمومة ضد الأزهر وشيخه وعلمائه كفاكم هراء، فلن تنالوا منه ما حييتم.
وختاماً:
قال الشاعر:
يا ناطح الجبل الأشم بقرنه
رفقاً بقرنك لا رفقاً على الجبل