أخبر القرآن الكريم عن الشهوات الرئيسية للإنسان ورتبها في إحدى الآيات كما يلي: النساء والبنون والمال والزينة والبطن، ففي سورة آل عمران “زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث” (14)
فالشهوة هى “توقان النفس إلى ما يلذ”، كل المخلوقات الحية وفي مقدمتها الإنسان منقادة لتلك الشهوات ،إما أن تحقق من خلالها السعادة والرضا إذا كانت وفق مراد الله، وإما أن تقودها إلى الغفلة والضياع إذا لم يراعى فيها حدود الله، وذلك من أجل سلامة الفرد والمجتمع، فقد أثبت العلم من خلال تقنية “الرنين المغناطيسي الوظيفي” أن بمخ الإنسان مراكز متخصصة لهذه الشهوات، تنشط وتتوهج وتجعل صاحبها لا يهدأ إلا إذا حصل عليها كلها أو بعضها، وعن هذه الآية الكريمة قال أهل العلم هي تسلية للفقراء الذين لا قدرة لهم على هذه الشهوات التي يقدر عليها الأغنياء، وتحذير للمغترين بها، وتزهيد لأهل العقول النيرة بها
وتمام ذلك أن الله تعالى أخبر بعدها عن دار القرار ومصير المتقين الأبرار، وأخبر أنها خير من تلك الشهوات جميعًا، ألا وهي الجنات العاليات والأزواج المطهرة مع الخلود الدائم الذي به تمام النعيم، مع الرضوان من الله الذي هو أكبر نعيم، فاختر لنفسك أحسن الدارين دار الدنيا الزائلة أم الدار الآخرة الباقية؟!