بعمائم الأزهر والجلباب الصعيدي والزي الفلاحي والملابس “الكاجوال”، توافد الأطفال والشباب والفتيات من جميع المحافظات للتقدم إلى مدرسة الإنشاد الديني فور الإعلان عن فتح باب الاختبارات للدفعة الخامسة عشر.
استقبل الشيخان محمود التهامي- نقيب المنشدين- وطه الاسكندراني، الطلاب الوافدين لاختيار عدد من المتقدمين لدراسة علم المقامات الموسيقية والإنشاد الديني والالتحاق بالمدرسة بقصر الأمير طاز.
أبهر المتقدمون لجنة التحكيم بالأداء المتميز، وكان للأطفال حضور طاغ، إذ فرضت أصوات الصغار نفسها على ساحة التحكيم.
التقت «عقيدتي» عددًا من المتقدمين لمدرسة الإنشاد الديني، الذين أكدوا جميعهم أن الإنشاد يعد ركيزة أساسية للتعبير عن الهوية العربية والإسلامية، مشيرين إلى طموحهم في تطوير هذا الفن الراقي وسعيهم لانتشاره في ربوع العالم.
مدرسة الإنشاد الديني فرصة حقيقية لإتقان علم المقامات الموسيقية، بهذه الكلمات بدأ عبدالرحمن سمير، 21 سنة، طالب بكلية التجارة جامعة عين شمس، وأحد المتقدمين لاختبارات مدرسة الإنشاد الديني، حديثه عن التحاقه بالمدرسة.
وأضاف: الإنشاد الديني ركيزة أساسية في الفنون التراثية، وأرى أن المنشد الديني بإمكانه أداء كافة الطبقات والألوان الغنائية، لافتًا إلى أن مبادرة الشيخ محمود التهامي، لتعليم فنون الإنشاد بالمجان تعتبر فرصة حقيقية لعرقلة انتشار المهرجانات التي تحمل معانيها إسفافًا وبذاءة وتروج للأفكار الدنيئة الانتقامية التي تحول المجتمع المصري المحافظ إلى ساحة حرب يتوج بطلا الأكثر انحطاطا وتدني.
فيما يرى إبراهيم أبو الوفا عطية، 29 سنة، أن هناك إقبالًا من الشباب والأطفال على الإنشاد الديني وتعلم الابتهالات والتواشيح التي تعد من أصعب ألوان الغناء.
أضاف: الإنشاد الديني أقصر طريق للتقرب إلى الله والدعوة إلى الدين الإسلامي، إذ أن الموسيقى هي لغة الشعوب التي تلامس الوجدان وترتقي بالمشاعر والنفوس، كما يحمل الإنشاد الديني رسائل هادفة عن الأخلاق والتعاملات والسلام والخير والمواطنة.
أوضح أنه شعر بالخوف على الجيل الصاعد الذي بدأ يردد أغاني المهرجانات دون استيعاب المعاني التي تحملها والرسائل الخفية التي تبثها في عقول المراهقين.
وأكد أن هناك تطورًا ملحوظًا في الإنشاد الديني بشكل عام، فأصبحت المهرجانات الغنائية لا تخل من فقرات الإنشاد، فضلًا عن انتشار الفرق الموسيقية من جميع البلدان العربية ومن بينها سوريا واليمن والعراق.
وأشار إلى أن مدرسة الإنشاد الديني أخرجت مئات المنشدين المتميزين، ومنهم من مثل مصر في المسابقات العالمية والدولية كمسابقة “منشد الشارقة“.
وأكد أنه يريد استكمال ما بدأه الشيخ نصر الدين طوبار ومحمد عمران والنقشبندي والشيخ علي محمود، وياسين التهامي، وصولًا إلى منشدين الجيل الحالي
فيما عبَّرت الطفلة أشرقت أنور، البالغة من العمر 9 سنوات، مركز ديروط بمحافظة أسيوط، عن سعادتها بالانضمام إلى مدرسة الإنشاد الديني.
وعبرت أيضًا عن أمنيتها في أن تصبح منشدة عالمية تمثل مصر في المهرجانات الدولية والعربية، وأكدت أن مثلها الأعلى الفنانة ياسمين الخيام.
وأكدت أن التحاقها بمدرسة الإنشاد الديني جاء برغبة والديها، لافتة إلى أنها تستكمل حفظ القرآن إضافة إلى تفوقها في دراستها وحصولها على أعلى الدرجات.
وتمنّت أن تحصد لقب «منشدة العروبة» وتغني مع أطفال فلسطين وسوريا والعراق واليمن.
مصر صاحبة الريادة في نشر فنون الإنشاد الديني، هكذا عبرت إسراء صابر منصور، 19 عام، طالبة بكلية الحقوق بجامعة عين شمس، مؤكدة أن الإنشاد الديني ما هو إلا وسيلة للتقرب إلى الله ومدح رسوله الكريم.
أضافت: هدفها من تعلم فنون الإنشاد عمل نقلة نوعية في هذا الفن الراقي، وابتكار طرق لتعليمه للأطفال من ذوي القدرات الخاصة، ومن ثم تدشين فرقة للإنشاد الديني خاصة بالقادرين باختلاف.
وأكدت أن هناك من يروج للإسلام بصورة مشينة ويتعمد ربطه بالإرهاب، وهنا يأتي دور الفن الذي يعد القوة الناعمة التي بإمكانها تغيير تلك الصورة، ورسم أخرى تحث على السماحة والسلام وتقبل الآخر.
وأكدت أن الإنشاد الديني ِقبلة الفنون، إذ يعبر عن الهوية المصرية والعربية والتراث والحضارة، معبرة عن سعادتها باندفاع الشباب نحو الإنشاد الديني وحفظه للأناشيد والابتهالات.
وقالت سارة محمد سالم، طالبة بالفرقة الثالثة بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، إنها تعشق الابتهالات والتواشيح، وبدأت مشوارها في الإنشاد الديني منذ نحو 8 سنوات.
وأضافت: أنها تعرف كبار المنشدين على مستوى العالم ومن بينهم الشيخ ياسين التهامي ونجله الشيخ محمود نقيب المنشدين، وجاء قرار التحاقها بالمدرسة بعد موافقة أهلها لدراسة علوم المقامات الموسيقية.
وأكدت أن الإنشاد الديني تطور بشكل سريع في الآونة الأخيرة، وأصبح متجددًا ليواكب العصر، إذ تم دمج الآلات الغربية والشرقية معًا في الابتهالات والتواشيح والأناشيد، الأمر الذي يعد عاملًا لجذب جمهور المبتدئين الذين يتمتعون باذواق مختلفة عن الأجيال السابقة.
وتتمنى أن تصبح منشدة عالمية وتحمل راية بلادها في المحافل الدولية.
فيما قال الطفل فياض أحمد فياض، البالغ من العمر 8 سنوات، بمنطقة العياط، إنه حافظًا لكتاب الله ويحب قراءة القرآن الكريم بصوته العذب الذي جذب الكثيرين من المصلين في المساجد.
وأضاف: أنه يريد أن يصقل موهبته تلك وينميها لخدمة القرآن والدعوة إلى دين الله، مؤكدًا أنه يحلم بأن يكون أصغر داعية ومنشد ديني إسلامي في العالم.
وأشار إلى أنه شارك في حفلات الإنشاد الديني في المعهد الأزهر الذي يدرس به، لافتًا إلى أنه صمم التحويل من التعليم العام إلى التعليم الأزهري للتفقه في أمور الدين بشكل أعمق على يد العلماء والأساتذة.
وقالت أميرة فرج محمد، 21 عام، ممرضة، إنها اختارت مدح الرسول صلى الله عليه وسلم للتقرب أكثر إلى الله.
وأضافت: على الرغم من أهمية هذا الفن الراقي المتفرد، ألا أنه لا يزال حقه مهدر وسط الفنون الأخرى، فنرى الوسائل الإعلامية كافة تسلط الضوء على الفنون التي وصفتها بـ”الخليعة”، التي لا تحمل أي رسائل هادفة بل تفسد المجتمع وتشعل فتيل أزماته.
أوضحت أنها تحلم بأن تكون سفيرة للسلام وداعية إسلامية تنشر الفكر الإسلامي الوسطي في ربوع العالم.