الرياض -د. اسامة زايد
انطلقت اليوم الإثنين بالرياض النسخة الثانية من المنتدى السعودي للإعلام بحضور أكثر من 1500 إعلامي من دول عربية وعالمية، ومسؤولين سعوديين ودوليين، لمناقشة العديد من القضايا المتعلقة بالإعلام والاتصال.
ويشارك فى اعمال المنتدى وفد اعلامى مصرى رفيع يضم كرم جبر رئيس المجلس الاعلى لتنظيم الاعلام وحسين زين رئيس الهيئة الوطنية للاعلام وعلي حسن رئيس مجلس ادارة ورئيس تحرير وكالة انباء الشرق الاوسط .
ويتطرق المنتدى الذي يحمل عنوان “الإعلام في عالم يتشكل” إلى واقع ومستقبل الإعلام، من خلال أكثر من 100 ورقة وورش عمل، تتناول جميع المواضيع الإعلامية، ويتحدث فيها خبراء ومختصون وممارسون، للخروج بتوصيات تساهم في تطوير المحتوى الإعلامي، وإيجاد الحلول لمشكلاته.
ويناقش المنتدى علي مدي هذه الجلسات مستجدات العمل الإعلامي في العالم بمختلف أشكاله المرئي والمسموع والمطبوع والرقمي.. كما يستعرض أبرز التجارب المحلية والدولية في الإعلام، ودوره باعتباره صناعة مهمة في القضايا الاجتماعية والسياسية والرياضية والاقتصادية، ويتطرق إلى أهمية الإعلام الرقمي والتسويق، وصحافة الهاتف النقال، والتلفزيون والصحافة، وفنون تحرير الأخبار، كما يناقش واقع الإعلام العربي.
وتتضمن جلسات المنتدى جلسة يشارك فيها رؤساء تحرير صحف سعوديون وعرب، إذ تتناول واقع الإعلام العربي ومشكلاته وتحدياته، وكيف يتجاوز أزماته، ومستقبله ودوره في المجتمع، إضافة إلى مواكبة الإعلام العربي لتطور وسائل الإعلام، كما يفتح موضوع “التنمر الإلكتروني”، وأسبابه وسبل مواجهته، لاسيما بعد أن أصبح ثقافة في الفضاء الإلكتروني، ويشكل خطرا يهدد مستخدمي الشبكات الاجتماعية والإنترنت عموما.
ويسلط المنتدى الضوء على دور المرأة في المجال الإعلامي، وسبل الاستفادة القصوى من الخبرات الإعلامية النسائية عبر جلسة عن “مكين القيادات النسائية في الإعلام” يتحدث فيها خبيرات في مجالات الإعلام من دول عدة عن تجاربهن في وسائل الإعلام العربية والجهات الحكومية، والدور الذي تؤديه الجهات المعنية في الدول لتمكين المرأة، وتعزيز مكانتها إعلامياً وتكليفها بأدوار قيادية في مجالات التخطيط الإعلامي والتنفيذ، بما يعكس المكانة والأهمية التي تمثلها المرأة في المجتمع.
ويناقش المنتدى التحديات الجديدة التي تواجهها صناعة المحتوى الإعلامي في خضم الثورة التقنية الهائلة للذكاء الاصطناعي، ويوسع آفاق النقاش حول التحولات المتسارعة التي تشهدها هذه الصناعة بمفهومها الشامل، من خلال جلسة النقاش التي ينظمها بعنوان “شات جي بي تي.. ملامح وتحديات الثورة القادمة” بمشاركة نخبة من خبراء ورواد الإعلام والتقنية.
ويستعرض المشاركون تداعيات هذا التحول الهائل على مستقبل الإعلام بأشكاله التقليدية والحديثة، والتطرق إلى نموذج الذكاء الاصطناعي الأشهر في كتابة المحتوى ومعالجة اللغة على الإنترنت (ChatGPT)، والأثر الذي سيشكله على مستقبل الإعلاميين والمؤلفين وكتّاب المحتوى، بوصفه مثالًا حيًا على المُهددات المستقبلية لاستدامة الرسالة الإعلامية والكتابة الإبداعية بشكلها الطبيعي.
وأطلق المنتدى بالتزامن مع فعاليات دورته الثانية أول مبادرة من نوعها لتأهيل المذيعين السعوديين، بمشاركة هيئة الإذاعة والتلفزيون ومجموعة MBC وشبكة قنوات روتانا وقناة العربية، إذ تشمل المبادرة تجربة ميدانية لتقييم المواهب الشابة عبر لجنة تحكيم متخصصة مكونة من كفاءات إعلامية ذات خبرات متنوعة.
وجاءت فكرة إقامة المنتدى السعودي للإعلام نتيجة لتطورات المشهد الإعلامي على المستويين المحلي والعالمي، بالاضافة الي ما تشهده المملكة من تحولات اقتصادية وثقافية واجتماعية مدفوعة برؤية 2030، وهو ما حدا بهيئة الصحافيين السعوديين للمبادرة بطرح فكرة إقامة منتدى سنوي للإعلام.
ويؤكد المنتدى أهمية الإعلام والاتصال في المجتمعات الإنسانية، ويشجع الحوار الثقافي والحضاري المبني على الإيجابية والانفتاح، لذا يعمل على توضيح دور الإعلام والاتصال في الرسالة، التي تقوم عليها المجتمعات المعاصرة نحو تعزيز قيم التنوع والتسامح والسلام والتعايش واحترام الآخر.
ويسعى المنتدى إلى أن يكون مناسبة دورية تجمع قيادات الإعلام والفكر والثقافة والخبراء والمهنيين في منصة واحدة، لتبادل الأفكار والرؤى وإجراء حوارات مثمرة والتعرف على مستجدات القطاع.
ويؤسس المنتدى منذ انطلاق نسخته الأولى ليكون منصة مهمة لقيادات وخبراء وباحثي صناعة الإعلام للنقاش والحوار، كما يتيح المنتدى بيئة مهنية متقدمة لتعدد الآراء ومناقشتها، من أجل إثراء المعرفة المتخصصة في مجالات الإعلام والاتصال، إذ تتضح يوماً بعد يوم أهمية صناعة الإعلام لإيجاد قوة فاعلة في المجتمعات الإنسانية.
وتزامنا مع المنتدى؛ فتحت جائزة المنتدى السعودي للإعلام أبوابها للمتنافسين، من الإعلاميين في الصحافة والتلفزيون والإعلام الرقمي، ويتنافس 720 عملا إعلاميا على جائزة “المنتدى ” التي تنوعت فئاتها ومجالاتها، إذ ستعلن نتائجها بالتزامن مع اعمال المنتدي.
وتهدف الجائزة إلى تطوير المحتوى الإعلامي والمنظومة الإعلامية في المملكة، وتحفيز التنافس والإبداع المهني، وتكريم المبدعين.
وتتوزع فروع الجائزة على الصحافة المطبوعة، والصحافة الالكترونية، والإنتاج المرئي، والإنتاج المسموع، ومحتوى تويتر، وريادة الأعمال في المجال الإعلامي، والإنتاج العلمي (الكتب والبحوث العلمية المحكّمة، بحوث الماجستير والدكتوراه في مجالات الإعلام)، إضافة إلى شخصية العام الإعلامية.
وكان المنتدى بنسخته الأولى التي أقيمت في عام 2019 عقد بعنوان “صناعة الإعلام.. الفرص والتحديات” وناقش واقع صناعة الإعلام وتحدياته، والمحتوى الإعلامي في البيئة الجديدة للاتصال، وصناعة التأثير وتشكيل الرأي العام عبر العالم، ودور الإعلام في بناء السمعة للدول والمجتمعات باعتباره قوة ناعمة، إلى جانب البحث في الفرص الكبيرة التي يفتحها التحول الذي تشهده هذه الصناعة.