رأيت بعينى بعض الناس يدخلون إلى بيوت الله كى يزيلوا ما تعلق بأيديهم من أتربة وبقايا دهانات وخلافه فى وقت الأذان ثم يخرجون من المسجد وكأن حى على الصلاة حى على الفلاح عبارة لا تعنيهم فى شيء، بل الأشد وأدهى من ذلك رأيت من يعملون فى بيوت الله ولا يصلون؟؟؟ وتعجبت لهؤلاء وهؤلاء!!!!!! وزادنى الأمر حيرة حينما قدمت إلى المسجد وكان الإمام يصلى بالناس فإذا ببعض الشباب فى الطرقات أمام بيت الله يمرحون ويضحكون وكأن هذه الصلاة لا تعنيهم وهذه العبادة ليست فى الحسبان، وتعجبت كل العجب كيف لهؤلاء جميعا أن لا يضعوا الله تعالى نصب أعينهم، كيف لا يخشونه وهم بين يديه سبحانه، ألا يخشونه؟ ألا يخافون عقابه؟ ألم يعلمهم أحد بمكانة الصلاة وعظمة الصلاة وأنها هى الصلة بينهم وبين الله وإذا قطعوا هذه الصلة فمن يبقى لهم غير شياطين الإنس والجن!!! عباد الله كلنا مسؤلون عن هؤلاء؛ يجب أن نأخذ بيد هؤلاء الشباب الذين ضل سعيهم فى الدنيا ثم يشتكون من ضيق العيش وضغوط الحياة، لقد بعدوا عن منهج الله وتأثروا بالحياة المليئة بالملذات والشهوات ونسيوا الله ،فنسيهم سبحانه؛ أيها الناس ألا تخشون الله؟ ألا تخافونه؟ وكيف لا وهو بيده الأمر كله، وكيف لا وهو قيوم السموات والأرض قال عن نفسه سبحانه( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون ) يا من تعصونه وتفروا من عبادته ألا تخشونه؟؟؟ هل أدلكم على شيء ينفعكم( ادعوا ربكم تضرعا)أن يردكم إليه وإلى طريقه المستقيم، والتضرع هو الخشوع والخضوع وإظهار شدة الفقر والحاجة إليه سبحانه فالخشوع هو تذلل القلوب لعلام الغيوب، إن إظهار الضعف والافتقار لله يجعل الدخول على الله سهلا ميسورا ويقربك من الله ويرفع شأنك، تواضعوا لله وتقربوا إليه بالصلاة والدعاء وقد عرفت أن التواضع يرفع منزلة العبد عند الله فقد قال النبى صلى الله عليه وسلم( من تواضع لله تخشعا، رفعه الله يوم القيامة، ومن تطاول تعظما وضعه الله يوم القيامة ) والخشوع ليس كما يفعل البعض فى طأطأة الرقاب، إنما الخشوع فى القلوب ولذلك كلما نظر العبد إلى نفسه بأنه مذنب ويظهر عيوب نفسه وأنه مقصر فى حق الله ،كلما زاد الخشوع عنده ، أتدرون أن الخشية من الله التى تكون فى القلب تجعل الإنسان يتواضع ليس فقط مع الله ولكن أيضا مع سائر الخلق، إن الخشية من الله تكفر الذنوب وهى سبب لتعظيم الأجر، والله إن الخشوع يخرج القسوة من القلوب، ومن خشع قلبه لا يقربه شيطان، ألا تخشونه؟؟؟ يا عبد الله كيف لا تخشاه وأنت لا تملك أن تمنع عن نفسك المرض، كيف لا تخشاه وأنت لا تضمن إذا تزوجت أن يكون لديك بنون ، كيف لا تخشاه وأنت لا تملك أن ترد ملك الموت إذا جاءك ليقبض روحك فتقول له ليس الأن، كيف لا تخشاه وأنت محاسب على كل صغيرة وكبيرة ، كيف لا تخشاه وسيغلق عليك قبرك وحدك فإما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار، أتقوا الله في أنفسكم وعودوا إليه منكسرين تائبين منيبين مستغفرين معتذرين وللحقوق مؤديين وللزكاة فاعلين وعلى صلاتكم محافظين، قفوا الأن جميعا وقفة حق وخذوا بيد أبنائكم ويد كل مقصر فى الصلاة وتذكروا أن الساكت عن الحق شيطان أخرس ، ألا تخشونه!!!!!!!