نحتفل هذه الأيام بذكرى غالية على قلوبنا ونفوسنا وهى ذكرى يوم الشهيد المصرى 9 مارس من كل عام، وهو تعبير عن تقديرنا واعتزازنا بالشهيد الذى وهب حياته دفاعا عن وطنه الغالى مصر، وروى بدمائه أرض سيناء الغالية، حتى تحقق النصر على العدو.
والشهيد المصرى ضرب أروع الأمثلة على الفداء والدفاع عن بلده على مستوى العالم، وقصص حرب أكتوبر المجيدة مليئة بأحسن القصص فى المنافسة بين الجنود المصريين على التضحية وبذل الروح والنفس والتهافت والتسارع أملا فى الحصول على الشهادة لما لها من منزلة عالية عند الله تعالى وفى جنة الخلد.
وبيَّن الله فى فضل الشهادة أن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ، فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ).
والله تعالى اصطفى من عباده من يشاء ليرفع درجاتهم، ويعلى من شأنهم، ويمدهم بعطاياه ورحماته، ومقام الشهادة من أعلى مقامات الاصطفاء والاجتباء التى يمتن الله بها على من يشاء من خلقه، فأنزلهم الله درجات عالية، ومراتب سامية، بصدق عزمهم وإخلاصهم فى بذل أرواحهم، حيث يقول سبحانه: (وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ).
والله أعد للشهداء ست خصال، حيث يقول النبى صلى الله عليه وسلم: “للشهيدِ عندَ اللهِ ستُّ خصالٍ: يُغفرُ لهُ فى أولِ دفعةٍ، ويَرى مقعدَهُ منَ الجنةِ، ويُجارُ من عذابِ القبرِ، ويأمنُ منَ الفزعِ الأكبرِ، ويُوضعُ على رأسِهِ تاجُ الوقارِ، الياقوتةُ منها خيرٌ منَ الدنيا وما فيها، ويُزوَّجُ اثنتين وسبعينَ زوجةً من الحورِ العينِ، ويُشفَّعُ فى سبعينَ منْ أقاربِهِ”.
وحين سأل النبى الصحابة: “ما تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ فِيكُمْ؟” قالوا: “يا رَسولَ اللهِ، مَن قُتِلَ فى سَبيلِ اللهِ فَهو شَهِيدٌ، قالَ: إنَّ شُهَداءَ أُمَّتى إذًا لَقَلِيلٌ، قالوا: فمَن هُمْ يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ: مَن قُتِلَ فى سَبيلِ اللهِ فَهو شَهِيدٌ، ومَن ماتَ فى سَبيلِ اللهِ فَهو شَهِيدٌ، ومَن ماتَ فى الطَّاعُونِ فَهو شَهِيدٌ، ومَن ماتَ فى البَطْنِ فَهو شَهِيدٌ”.
وفى هذه الأيام يجب أن نتذكر شهداء حرب أكتوبر المجيدة ونترحم عليهم وندعوا لهم، أمثال الشهيد الفريق أول عبدالمنعم رياض الذى استشهد وهو يقود معارك حرب الاستنزاف أمام العدو الصهيوني، حيث استشهد عام 1969 وهو يقاتل دفاعاً عن وطنه بكل شجاعة وجسارة، وبات رمزاً سار على دربه خيرة أبطال جيشنا العظيم فى معركة أكتوبر 1973 ولايزالون يستشهدون دفاعاً عن وطننا فى حربه على الإرهاب، اللهم ارحم شهداء الوطن وشهداء القوات المسلحة المصرية، وارزقنا الشهادة فى سبيلك.