هناك إجماع على أن العالم كله– وليس المسلمين فقط– يعانى من أزمة أخلاق تقود العالم من سيئ إلى أسوأ، ولهذا فنحن على حرب عالمية ثالثة وشيكة– كما تنبأ به الأمريكى الصهيونى المخضرم هنرى كسينجر، نتيجة تصاعد الحرب الروسية– الأوكرانية، وما نتجت عنه من قطبية عالمية قابلة للاشتعال فى أى وقت.
ما أحوجنا إلى أخلاق الأديان، وفى مقدمتها الإسلام لإعادة العالم إلى رشده وحمايته من شرور “شياطين الإنس” الذين يقودون العالم إلى الهاوية من خلال حرب نووية لا تُبقى ولا تذر، وفناء الحياة على وجه الأرض، والوصول إلى مقدمات القيامة.
الغريب أن البعض حاول ربط هذه الأحداث الساخنة والقابلة للتفجر النووى ببعض الاحاديث النبوية والنبواءات الدينية لدى أهل الكتاب، ومنها على سبيل المثال قول النبي: “لا تقوم الساعة حتّى تقتتل فئتان عظيمتان تكون بينهما مقتلةٌ عظيمة دعوتهما واحدة وحتّى يبعث دجالون كذابون قريبٌ من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله وحتّى يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان وتظهر الفتن ويكثر الهرج وهو القتل وحتّى يكثر فيكم المال فيفيض حتّى يهم رب المال من يقبض صدقته وحتّى يعرضه أى يعرض المال فيقول الذى يعرضه عليه لا أربه لى به وحتّى يتطاول الناس فى البنيان وحتّى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول: يا ليتنى مكانه وحتّى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون، فذلك حين لا ينفع نفساً إيمانُها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت فى إيمانها خيراً، ولتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتبايعانه ولا يطويناه، ولتقومنّ الساعة وقد أنصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطمعه، ولتقومنّ الساعة وهو يليق حوضه فلا يسقى فيه ولتقومن الساعة وقد رفع أكلته إلى فمه فلا يطعمها”.
ربط آخرون اشتعال الأحداث فى الأراضى الفلسطينية المحتلة واستقواء المتطرفين اليهود، بما قاله الرسول: “لا تقوم الساعة حتّى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتّى يختبئ اليهودى وراء الحجر”.
وربط فريق ثالث ما يتم حاليا من انحسار نهر الفرات عن جبل من الذهب هى علامةٌ من علامات الساعة الصغرى حيث ينحسر نهر الفرات عن جبل من الذهب ويتسامع الناس بهذا الكنز العظيم، ويتقاطرون من كل جانب، فى سباقٍ محموم للحصول عليه والاستئثار به، فتتهافت نفوسهم، وبعد ذلك: تحدث المجزرة الكبرى التى أخبر عنها الرسول بحيث يُقتل من كلّ مئة تسعة وتسعين، أو تسعة من كلّ عشرة كما جاء فى رواياتٍ خارج الصحيحين، والمحصّلة: ندرة المتبقّين بعد تلك المقتلة.
كلمات باقية:
يقول الله تعالى: “وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ”.