“الوعى والتنوير”.. سلاحنا للحفاظ على الوطن
كتب- مصطفى ياسين:
أشاد خبراء العسكرية والاقتصاد والإعلام، بموقف الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى تعامله مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وإدارته بحكمة وعقلانية وكياسة، مُجَنِّبًا مصر من السقوط في فخِّ الحرب، ومُحافظاً على مكانة ومنزلة مصر دون التقليل أو التهوين من دورها الإقليمي والدولي.
أجمعوا على أن “الوعى والتنوير” هو سلاحنا فى مواجهة التحديات والمخاطر التي تُحْدِق بنا، وسبيلنا لحماية وحفظ أمن واستقرار الوطن والمنطقة العربية بأسرها.
جاء ذلك خلال لقاء “صالون الإعلام”، بعنوان “الغرب وازدواجية المعايير”، والذى احتضنته مكتبة مصر العامة بالجيزة، برئاسة السفير رؤوف الريدى، وإشراف إكرام يونس- مدير الأنشطة الثقافية- وحضور عدد كبير من الخبراء والمثقفين على رأسهم، د. سلوى ثابت- عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة المستقبل- وأداره الاعلامى أيمن عدلي- رئيس لجنة التدريب والتثقيف بنقابة الاعلاميين ومؤسس الصالون- مُنتقداً همجيّة الكيان الإسرائيلي الذي يتمتّع بحماية أمريكية، فيقتل كما يشاء ويدمّر ما يريد وتسيل الدماء ويُهجِّر ولا أحد يستنكر أو يدين!
حجر الزاوية
أشار المستشار أيمن عبدالغني- نائب رئيس هيئة قضايا الدولة- إلى أن الشعب المصري صاحب مواقف مشهودة، وهو حجر الزاوية للعالم كله، وستظل رُمَّانة الميزان، مؤكداً أن القضية الفلسطينية لن تموت أبدا، ولن تُصفَّى، وأن سيناء أرض مصرية، مُبَيِّناً أن المجتمع المصرى لديه وعى بالقضايا المُحَاكَة لنا، مُنتقدا استغلال امريكا لحق الفيتو الذي يوقِف ويضيّع الحقوق الدولية، مؤكدا أن الله تعالى وَهَبَ مصر قائدا ذا حكمة يعمل في صمت بعيدا عن الضجيج، بقرارات صائبة، والوقوف مع القضية الفلسطينية بحكمة وهدوء، موجّهاً باتخاذ الإجراءات القانونية والعقوبات ضد الأشخاص المتّهمين بارتكاب الجرائم الجنائية ضد الإنسانية، أما العقوبات على الدول فتحتاج لدولة قوية لتنفيذ ذلك، وإن كانت هناك مجموعة من المصالح هى الوسيلة المتاحة لفرض إرادتنا على العالم، حينما تكون لدينا القدرة.
“قَلَبَ” المعادلة
وصَفَ اللواء صفوت الديب- رئيس أكاديمية ناصر العسكرية سابقا- ما حدث بأنه “قَلَبَ” المعادلة ولن تعود الأوضاع كما كانت، من إذابة إسرائيل فى المنطقة، وتوقّف مخطط تفتيت المفتَّت وتجزئة المُجزَّأ، والشرق الأوسط الجديد والفوضى الخلاقة- مهما اختلفنا مع حماس- وقضى نهائياً على التهجير إلى سيناء بنسبة ٩٩ بالمائة. وأكد أن مصر صلبة وقوية وعصية على كل مخططات التقسيم.
حلُّ الدولتين
وانتقد اللواء طارق خضر- أستاذ النظم الدستورية بأكاديمية الشرطة، محافظ دمياط سابقا- الازدواجية الغربية والكيل بمكيالين للموقف الواحد، مثل التعامل الأمريكى مع أزمة أوكرانيا والعدوان على غزة، مشيراً إلى أن الرأى العام الغربي ونتيجة ضغط الشعوب انقلب على إدارته، مؤكداً أن حلّ الدولتين سيتم حتما مع أخذ وقته وليس بين يوم وليلة.
فوق القانون!
وقال الحقوقى عصام شيحة- رئيس المنظمة المصرية لحقوق الانسان-: هناك اتفاق عام على أن إسرائيل دولة فوق القانون ولم تنفّذ اى التزام قانوني أو دولى، مشيداً بدور الدولة المصرية التي أدارت الأزمة بحكمة وهدوء وسرّيّة، مُتهكِّما من أن الغرب يُسائل ولا يُساءَل! وفى ذات الوقت قدّم شهادة للإعلام المصري فإنه لأول مرّة تتحقّق المصداقية ممثّلة فى “قناة القاهرة الإخبارية” التى صارت مصدراً لأخبار وسائل الإعلام الأجنبية، كما قدّم تحية للإعلام الموازى، وهو السوشيال ميديا الذى غيّر المفاهيم الغربية عن القضية الفلسطينية.
الوعى والتنوير
وطالب المهندس هيثم حسين- نائب رئيس حزب شعب مصر، رئيس مجمع عمال مصر الصناعي- بضرورة التركيز على الوعى والتنوير لحماية الوطن، مؤكداً أن هذه هى الرسالة السامية لخدمة الوطن وبناء المجتمع، فمن يستطيع امتلاك “لُقْمَة العَيش” يمتلك القرار.
نفاق الأدعياء
واستعرض الزميل مصطفى ياسين- مدير تحرير عقيدتى- “ازدواجية المعايير الإعلامية.. ونفاق أدعياء الحضارة الغربية!”، موضحاً أن هناك كذلك ازدواجية للمعايير الإعلامية أيضا في التغطية والتوصيف، أو التجاهل أو التحيّز وتبَنِّى وجهة نظر معينة! متسائلا: هل يمكننا- كعرب ومسلمين وإذا كان هناك بعض العقلاء والمُنْصِفين- أن نُصْدِر قانون “مُعاداة الإنسانيّة” والذى يُعاقَب بموجِبِه كلُّ شركاء الحرب؟! فى مواجهة “معاداة السامية؟! إن “طوفان الأقصى” فرصة لكل العرب والمسلمين، لإعادة ترتيب الأوراق ووضع خريطة ونظام واستراتيجية جديدة، تحقق مصالحنا، شريطة التحرُّك الإيجابى والفعَّال وبشكل جماعى، نُنَحِّى الخلافات البينيّة، ونُعْلِى من المصلحة العامّة للأُمَّة العربية والإسلامية بل للإنسانيّة جمعاء، حماية لها من الهَمَجِيَّة الصهيونيّة.
والخلاصة تكمن فى “مَنْ يملك قُوْتَهُ.. يمتلك قُوَّتَه”. الاصطفاف الوطنى
وطالب د. شريف الحداد- استشارى الإدارة والتطوير- بضرورة الاصطفاف الوطنى خلف القيادة السياسية لمواجهة التحديات المختلفة التي نعاني منها في الوطن، مشيراً إلى أن امريكا تدعم إسرائيل عَقَدِيًّا و”غَصْب عنها”، مؤكداً أن الدول العربية والإسلامية كلها سند لمصر.
مداخلات قيّمة
شهد اللقاء مداخلات قيّمة أثْرَت المناقشة، فقدّم اللواء محمد عبدالقادر- من أوائل عابرى قناة السويس فى نصر أكتوبر- الشكر للقيادة السياسية الحكيمة فى مواجهة ومعالجة الأمور بحكمة وعقلانية وكياسة. مشيداً بدور الشباب الذي عبّر عن منتهى الوعى والتنوير.
ووصف الشاعر مراد أبو جبل، الكيان الإسرائيلي بأنه إلى زوال، لأنه لا جذور بدون بذور، ولا نبت فى الهواء.
وأشاد محمد انور- مجمع عمال مصر- بحملات المقاطَعة فهى مهمّة، ويجب الاستمرار فى دعم المنتَج الوطنى وتطويره وعدم الانتكاس كالسابق!
وكان المايسترو أحمد حسام- قائد فرقة دو رى مي- قدّم فقرات فنية وطنية بمصاحبة طلبة مدرسة النصر، قائلاً: اخذت عهداً على نفسى بتسخير مِهنتى الموسيقية لخدمة الوطن والدين.