في شهر رجب المعظم صعد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى السماء فالتقى ربَّه في علاه وقد أدناه وكرّمه وقرّبه. وفي شهر رجب المعظم أُسْرِي بالنبي إلى بيت المقدس وهناك صلّى بالنبيّين، فتأكّدت لنا مكانة بيت المقدس في الإسلام فهي مَسْرَى رسول الله وملتقى صلاته بالنبيين.
وفي رحلة الإسراء والمعراج فُرضت الصلوات الخمس على المسلمين، بعد أن كانت صلاتهم ركعتين في أول النهار وركعتين في آخره، فمن يُنكر رحلة الإسراء والمعراج يهدم الركن الأعظم في الإسلام عماد الدين، الصلوات الخمس.
وبسبب قصص النبي لرحلة الإسراء والمعراج سُمِّيَ سيدنا أبو بكر بالصدَّيق عندما صدَّق الرسول فيما رواه عن رحلته بالاسراء والمعراج وكذّبه قومه، وقد ردَّ بمنطق العقل على الكافرين عندما قالوا: (وتُصدِّقه؟! قال: نعم، إِني لأُصدِّقه بما هو أبعد من ذلك، أُصدِّقه بخبر السماء في غدوة أو روحة. فلذلك سُمِّي الصدِّيق) رواه الحاكم
وبسبب رحلة الإسراء والمعراج نزلت سورة الإسراء وفيها “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ” وفيها قصة الإسراء
وقد كان -صلى الله عليه وسلم- لا ينام قبل أن يقرأها وتسمّى سورة بني إسرائيل لحديث السورة عنهم فمن ينكر قصة الإسراء فهو ينكر سورة الإسراء من القرآن الكريم.
اما المعراج فقد حكاه القرآن في سورة والنجم
فقال: “وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى” [النجم:1] وهو ما يهتدي به الإنسان في ظلمات البرّ والبحر وهو شبه بين النجم وبين النبي بما يرسله الله سبحانه وتعالى لهداية البشر من الرسل، وخاتمهم النبي المصطفى المرسل برسالة الإسلام. ثم تبدأ بالتلميح إلى مقام هذه الشخصية العظيمة ببيان قصة المعراج والذي ورد في الأثر أن من لم يؤمن بها لم يؤمن بما جاء به الرسول. ابتداء من عروجه إلى السماء من المسجد الأقصى وانتهاء بوصوله إلى العرش ومناجاته مع ربّ العزّة وما رآه في السماوات السبع من الآيات الباهرة التي تعجز العقول عن معرفة كنهها. وفيها قال: “لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى”. ١٨ النجم.