هذا الغل الإسرائيلى ضد سكان غزة بالكامل وقتلهم المدنيين العزل وأغلبهم من الأطفال والنساء وشباب لا ذنب لهم ولا جريرة سوى أنهم فلسطينيون، وذلك لمجرد قيام عدد من رجال المقاومة بعمليات داخل أراضيها، كشفت عجزهم الأمنى وخيبتهم الاستخباراتية، وضعف أفراد جيشها وهشاشة مقاومتهم لأى اعتداء.
ذلك الغل وتلك المجازر التى يرتكبها العدو الإسرائيلى الغاصب فى قطاع غزة، يوضح لنا جليا ماذا يضمره الإسرائيليون من كراهية ضد المصريين والعرب جميعا بسبب هزيمتهم النكراء فى حرب السادس من أكتوبر عام ١٩٧٣.
وهذا ما يجعلنا ننتبه دائما لاحتمال أن يأتينا الخطر من هذا الجانب، ويقينى أن ذلك لا يغيب لحظة واحدة عن جيشنا العظيم، قادة وضباطا وجنودا، وقبلهم قائد مصر البطل الزعيم عبدالفتاح السيسى، الذى اجتهد ومازال يجتهد فى بناء جيش قوى قادر، يرهب به عدو الله وعدونا.
والذين انتقدوا الرئيس فى إبرام العديد من صفقات السلاح فى ظل ظروفنا الاقتصادية الصعبة، لعلهم يفهمون الآن قيمة ذلك، وعليهم أن يسألوا أنفسهم: ماذا لو استشعرت إسرائيل ضعفنا وعجز جيشنا عن الدفاع عن أرضنا؟
إن قوة الجيش المصرى الرشيد غير المعتدى هى أكبر ضمانة لمنع أى قوة تفكر أن تقترب من أرضنا، وما كانت تحسب لنا قوى الشر ألف حساب بعد أن نوعنا مصادر السلاح، ولم نعد فى أحضان أى قطب من أقطاب القوى العظمى فى العالم على حساب قطب آخر، وإنما تمكن الرئيس السيسى من إحداث توازن فى العلاقات المصرية مع جميع الأقطاب، فصارت لنا علاقات قوية مع روسيا والصين وكوريا الشمالية، وكذلك ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وغيرها من الدول الكبرى، وفى الوقت نفسه يحافظ على علاقات جيدة مع الولايات المتحدة الأمريكية.
أعود لما تفعله إسرائيل الآن مع المدنيين العزل فى قطاع غزة، الذى لا يقل بشاعة عن جرائم هتلر النازى الذى وضع اليهود فى المحارق، ولعله من المناسب الآن أن أذكر مقولته المشهورة: “كان باستطاعتى أن أقتل كل يهود العالم، ولكنى تركت البعض منهم لتعرفوا لماذا كنت أقتلهم”.
لن تستقر منطقة الشرق الأوسط، بل لن يستقر العالم، طالما هناك دولة تحتل دولة أخرى، وخاصة احتلال إسرائيل للقدس العربية الإسلامية، وطالما يسكت المجتمع الدولى الرسمى على جرائمها المتكررة فى غزة وفى فلسطين عموما وانتهاكاتها المتكررة لحرمة المسجد الأقصى، بل إن بعض القوى العالمية وعلى رأسها أمريكا تدعمها وتقف إلى جوارها فى حرب غير متكافئة تماما، ونحن نفهم أن الدافع فى ذلك هو ذعر إسرائيل من قوة الجيش المصرى، وخشيتها من أن يتدخل مع قوى عربية أخرى لنصرة فلسطين أو محاولة إنهاء احتلالها للمسجد الأقصى، وهى على يقين تام بأن هذا الحلم العربى أوشك قريب المنال، بعد انهيار المجتمع الإسرائيلى من الداخل والرعب الذى تملكهم من نفاذ رجال المقاومة الفلسطينية إلى العمق الإسرائلى ضاربا منظومة أمنها فى مقتل.
لن تهنأ إسرائيل بعد ذلك بالأمن، ولن يضيع دم الأطفال والنساء والشباب الأعزل سدى، وستظل رائحة الموت تطاردهم فى بيوتهم ومستوطناتهم وسكناتهم العسكرية، وسوف يتملكهم الرعب الذى سيلقيه الله فى قلوبهم يقظة وفى منامهم، توطئة لانتصار محتوم للحق على الباطل، ودحر المحتل الغاصب، وتطهير المسجد الأقصى من دنس الملاعين أبناء القردة والخنازير.
حفظ الله أمتنا العربية والإسلامية، ووحد صفها، وألف بين قلوب قادتها حتى يقفوا صفا واحدا، ويكونوا قوة قادرة على إعادة الكرامة العربية بتحرير كل شبر من الأراضى المحتلة فى فلسطين وسوريا ولبنان، شريطة أن ننصر الله أولا – حكاما ومحكومين – حتى ينصرنا الله: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ” (الآية ٧ من سورة محمد).