بقلم الكاتب الصحفي
صالح ابراهيم
الوقت يميل للحادية عشرة مساءا لأعثر على الخبر الحزين منشورا قبل ساعات على الفيس بوك في أحد المواقع.. يعلمني والجميع بوفاة الشهيد الطالب إبراهيم ياسر..الرابع على الثانوية الأزهرية هذا العام بمجموع ٨٨،٤١ %
استرد الله -سبحانه وتعالى- وديعته وغادر ياسر عالمنا الفاني إلى عالم البقاء قبل أن يحقق بأمنيته الأولى: الالتحاق بكلية الدعوة الإسلامية.. ليخدم الحقيقة والوطن والدين والسلام.. وقد غادرنا بشجاعة الفرسان بعد أن حارب السرطان منذ أن قدم إلى الدنيا والذي تسبب في إصابته بالعمى وهو بعد في عامه الأول ..ليتغلب على الإعاقة بالتفوق الذي للزمه منذ الصغر طوال دراسته بمعاهد الأزهر الشريف.
وقبل أن يرحل بأسابيع أجرى عملية بتر في القدم التي وصلها المرض عقب أدائه الامتحان ..
خطط لحلم لم يتحقق للأسف.. لكنه حقق الحلم الكبير أن يكون نموذجا رائعا وقدوة للملايين من الأصحاء والمرضى سواء كانوا طلابا أو غيرهم ليدركوا أن الإرادة تفعل المستحيل ..
وزاد حزني على رحيل ياسر أنه كان من مشجعي الأهلي البارزين ..ارتبط بالعديد من اللاعبين والمسئولين بصداقة ودعم نرجو ان نرى ثماره الطيبة الأيام القادمة.
تواصل معه أثناء حياته أفشة وحسين الشحات وزاره بمنزله سيد عبد الحفيظ داعما ومؤازرا في معركته المزدوجة ضد السرطان من ناحية ولتحقيق حلمه الكبير.. آملين أن يفوز بأجمل ما في الجنة : رحمة الله ورضوانه إن شاء .
ولكل من يقرأ هذا المقال النابع من القلب.. أرجو منكم الدعاء له بالرحمة والجنات ولأهله بالصبر والسلوان لأن ياسر كان زهرة بل بستان من نوع فريد.
أكتب هذا الكلام لأنني أشعر بأنه ابني الغالي الذي لم انجبه لكنه سكن قلبي وفؤادي منذ هذا المساء .
وإنا لله وإنا إليه راجعون.