بقلم: كواعب أحمد البراهمي
كما كره الإسلام العنف، كره سوء الظن، ومع ذلك فإن المتشددين دوما سيئ الظن بالناس، وينظرون إليهم نظرة تشاؤمية هي الأساس، ولا يرون أعمالهم الحسنة، وإنما يرون التضخم من سيئاتهم , فالأصل عندهم هو الاتهام والإدانة .
وقد يكون مصدر ذلك لديهم هو الثقة الزائدة بالنفس التي تؤدي في مرحلة لاحقة بالمتطرف إلى ازدراء الغير.
ويبلغ التطرف مداه حين يتم محاكمة الآخرين دون محاكمة حقيقية وإنما بإصدار أحكام من تلك الجماعات المتطرفة تنفذها بنفسها , ويعتقد المتطرف أنه علي صواب في تعامله مع الخارجين عن قوانينه التي يراها من وجهه نظره ويستبيح دماءهم وأموالهم .
ويري المتطرف أن أغلب الناس , بل وأغلب المسلمين بالأخص متهمون بالخروج عن الدين , وتصل دائرة التطرف مداها في حكم الأقلية علي الأكثرية بالكفر والإلحاد .
وإن هذه الظاهرة متكررة وموجودة في مختلف العصور , ويجب محاربتها والتصدي لها بالدين الصحيح الوسطي , وباللين وبالتوعية , وبالشرح لمضمون الدين .
ومظاهر التطرف لدي الجماعات الدينية المتطرفة التي تحاول فرضها علي البعض , أو علي الجميع تنشأ من ادعاءات كامنة بداخلهم , ومن تلك الادعاءات أن تعتقد تلك الجماعات أنها تقوم بحراسة الدين وتطبيق شرائعه.
وهذا يعد أشد أنواع التطرف خطورة , حيث تجيز هذه الجماعات لنفسها تكفير فئة أخري أو ( مذهب أو طائفة ) ومصادرة حق أبناء تلك الفئة في الحياة , وذلك عن طريق إطلاق الجماعات المتطرفة لفتاوي التكفير , وإهدار الدماء والقتل .