بقلم: جهاد شوقي السيد
دائما ما نري كثيرا من الغرب يحاول فصل الدين عن الحياة العملية، ودائما ما يخرجون علينا بأفكار مشوهة تُبَثّ في عقول العامة تحت مسمى الحرية الشخصية، ولا يتركون شيئا واحدا ثابتا في حياة البشر، فقد طالت أيديهم كل القواعد والركائز التي يتعكز عليها العقل البشري عندما يناله العطب والخلل بسبب الحياة العصرية والمادية المجردة من العواطف، والتي نجحت في إخفاء صوت الغريزة الداخلي الذي يعلم بوجود الخالق، ولكن ضوضاء الغرب أعتمت عيون العقل.
ولذلك نرى الكثير من العلماء العرب والمسلمين يحاولون مناقشة علماء الغرب بنفس نظريتهم وبحقائق من القرآن الكريم ذكرت من آلاف السنين، واُكْتُشِفَت في العصر الحديث، فنجد وكالة ناسا للفضاء تكتشف مؤخرا أن الكون في توسع دائم، وقد ذكر هذا في القرآن الكريم منذ آلاف السنين في قول الله تعالى: “وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ، وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ” في إشارة إلى التمدد المستمر للكون، وعدد السنين والأشهر في قوله الله تعالى” إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ”.
والرقم سبعة وقدسيته في كثير من الأديان السماوية، فنجد القرآن ذكر “سبع سموات” و”سبعة أبواب للجحيم”، وجلد الإنسان يتكون من سبع طبقات والطواف حول الكعبة سبع مرات، وذكر الرقم سبعة في قصة سيدنا يوسف سبع سنوات عجاف، ولقد أتى الله النبي محمد السبع المثاني في قول الله “وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ، وسبع ليال سخرت الرياح على قوم عاد حتى أهلكتهم.
وإذا انتقلنا إلى العلم نجد أن الضوء ينشطر إلى سبعة ألوان مختلفة، والجنين في بطن أمه لا يكتمل نموه إلا في الشهر السابع، وإذا ولد قبل ذلك لا يعيش، وحواس الإنسان سبعة والسلم الموسيقي يتكون من سبع نغمات، ورقم سبعة لا يقبل الجذر أو التقسيم فهو فريد ويحمل الكثير من الأسرار.
وأيضا نجد قول الله تعالى في سورة النبأ “وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ، فَكَانَتْ أَبْوَابًا ” فقد أثبت العلم أن السماء لا يمكن اختراقها إلا من أماكن محددة، فهي تشبه الأبواب إلى الفضاء الخارجي، وقول الله تعالى “وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ” وقد اكتشف العلماء أن الماء هو المكون الرئيسي في خلية أي كائن حي، ومن غيره لا تتم التفاعلات الكيميائية فكيف برجل من بدو العرب يعلم ذلك قبل 1400 سنة؟!
من أعلمه بذلك غير الخالق، وقد قامت كاميرات الأقمار الصناعية بتصوير تكوين نجم ضخم من الدخان القاتم وهو ما ذكر قبل اختراع الأقمار الصناعية بآلاف السنين في قول الله تعالي ” ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ”.
وأيضا قول الله تعالى “غُلِبَتِ ٱلرُّومُ فِيٓ أَدۡنَى ٱلۡأَرۡضِ” وهنا أدنى الأرض وهو البحر الميت في فلسطين، وقد تم اكتشاف هذا جغرافيا فهي أكثر منطقة منخفضة على وجه الأرض.
وآيات خلق الإنسان في بطن أمه ومراحل تكوين الجنين الدقيقة في قوله تعالى “وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ . ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ . ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً، فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ” سوره المؤمنون”، وهل كان في زمن النبي جهاز أشعة “إيكو” بتلك الدقة لتحديد مراحل الخلق بداخل رحم الأم في ظلمات ثلاث؟، بل هو قرآن مبين وما ينطق عن الهوى.
والحقائق العلمية كثيرة وكلها تثبت شيء واحد أن لهذا الكون خالق ينظم نواميسه ويدبر لخلقه، وقد أمرنا الخالق في التفكر في خلق الله وفي الكون حتى نهتدي إليه كلنا وننصت لكلماته ونتيقن بأنه لا إله الا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً رسول الله ولا ننصاع إلى دعوات الشرك التي يقودها الغرب- شوكه الشيطان- التي يحركها، ليضلل الإنسان عن طريق الإيمان والصواب، فعلى انسان العصر الحديث أن يخفض صوت ضوضاء المادية القحل، وينصت الي صوته الداخلي الذي يكلمه و يهمس له “الحق” سبحانه وتعالى.