كتبت- مروة غانم:
أكد علماء الأزهر أن الازهر منذ نشأته وهو يعنى بصناعة المصْلحين، وقد قيّض الله له رجالا قاموا بهذه المهمة وادوها على أكمل وجه، مشيرين إلى أن التهكّم على المصلحين والسخرية منهم هلاك ودمار للامم والمجتمعات، لافتين الى ان الإصلاح فى الأزهر هو إصلاح فى الدين.
وسلّطوا الضوء على بعض علماء الأزهر المصلحين منهم العز بن عبدالسلام والشيخ مصطفى المراغى والعلامة حسن العطار.
جاء ذلك فى المؤتمر الدولى الاول الذى عقدته اليوم الاثنين كلية العلوم الاسلامية والعربية تحت عنوان “الأزهر وصناعة المصْلحين” بقاعة الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر، للوافدين بجامعة الأزهر.
فخصَّص د. أسامة الازهرى- وزير الاوقاف- حديثه عن العلامة الشيخ حسن العطار باعتباره من رموز الإصلاح فى الأزهر فهو يعتبر صانع الحضارة وشيخ المجددين، مشيرا إلى دوره الكبير ورجال الازهر المخلصين فى جلاء الحملة الفرنسية عن مصر، مشيدا برحلاته وجولاته التى قام بها للكثير من الدول والتى اطلع فيها على ثقافات مختلفة وقرأ مؤلفات نادرة.
واشار إلى تفرّده الشديد فى العلوم العقلية، فضلا عن مؤلفاته المتميزة فى علم الكلام واصول الفقه.
القلب النابض
واشاد د. سلامة داوود- رئيس جامعة الازهر- بعنوان وموضوع المؤتمر، مؤكدا انه وضع يده على قلب الأزهر النابض وهى صناعة المصلحين وهى صناعة من طراز فريد غير مألوفة، لافتا إلى أن الرغبة في الإصلاح بحر لا حد له.
أضاف: ملامح التشابه بين المصلحين كثيرة، مشددا على ان التهكم من المصلحين والدعاة والسخرية منهم هلاك للامم ودمار المجتمعات.
اما د. نظير عياد- مفتى الجمهورية- فأوضح ان المؤتمر يأتى تزامنا مع الجهود التى تُبذل من قبل المؤسسة الدينية بالتوعية بأهمية الإصلاح ودور المصلحين، مؤكدا أن الازهر كان ولازال مصدرا فريدا فى صناعة المصلحين بفضل المناهج العلمية الرصينة التى يحملها وشيوخه الأجلاء الذين أخلصوا نواياهم لخدمة دينهم ووطنهم. واشار إلى أن استراتيجية الأزهر فى صناعة المصلحين تتلخص فى ثلاث نقاط، أولها: المناهج العلمية المعتدلة التى يدرِّسها لأبنائه، ثانيا: تعزيز التكامل بين العلوم والتخصصات المختلفة، ثالثا: اختيار المتميزين والنابغين من أبنائه ورعايتهم علميا واجتماعيا.
وألقى الضوء على جهود الشيخ د. محمد البهى فى الإصلاح والتجديد.
اما د. محمود صديق- نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث- فخصص حديثه عن الشيخ مصطفى المراغى الذى يعتبر اصغر من تولّى مشيخة الازهر وأصغر من نال درجة الدكتوراة وهو اول من قسَّم الكليات الشرعية الى ثلاث كليات، لكل منها تخصصها ودراستها، وهو من أنشأ مجلة الأزهر، مشيدا بموقفه مع ملك مصر ورفضه علانية مشاركة مصر فى الحرب العالمية الثانية.
وشدّد د. صديق على ان النبى صلى الله عليه وسلم هو اول المصلحين وإمام المجدّدين وهو المصلح الأكبر للبشرية.
دور الأزهر
أوضحت د. نهلة الصعيدى- عميد الكلية ورئيس المؤتمر- أن المؤتمر يهدف لإبراز دور الأزهر فى صناعة المصلحين على مر العصور، وكذلك الوقوف على سير وتجارب المصلحين الازهريين فى شتى ميادين الحياة دينيا واجتماعيا وسياسيا واقتصاديا.
أضافت: المؤتمر يسعى الى استعراض إسهامات وافدى الأزهر وخاصة ذوى القيادات منهم فى بناء بلادهم والسير بها فى ركاب الحضارة الانسانية، وتسليط الضوء على مناهجهم الإصلاحية.