عقدت جامعة الأزهر مؤتمرا علميا بعنوان (تغير المناخ: التحديات والمواجهة) تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في الفترة من ١٨-٢٠ ديسمبر ٢٠٢١ وبحضور فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور احمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وألقى قي المؤتمر كلمة حمَّلَ فيها الإنسان مسؤوليته تجاه ما تعانيه الأرض من هذه الكوارث وسببها هو ،عنف الإنسان فى التعامل اللاأخلاقى مع الطبيعة وكائناتها الإنسانية وغير الإنسانية، وتسخيرها لمصلحته ومنفعته الخاصة سواء كان هذا الإنسان أفرادًا أو شركات أو دولًا، كما أكد فضيلته أن موقف الفكر الإسلامى من هذه الأزمة، يتأسس على ضوء نصوص قرآنية شديدة الوضوح فى تقرير وجوب احترام البيئة وجوبًا شرعيا، انطلاقًا من أن عوالم الوجود الكونى الأربعة، وهي: عالم الإنسان والحيوان والنبات والجماد، ليست، كما تبدو فى ظاهرها، عوالم مَيتة، بل هى عوالم حيَّة تعبد الله وتُسبِّحه بلُغاتٍ مختلفة لا يسمعها الإنسان ولا يفهمها لو قُدِّرَ له سماعها.
كما وجَّهَ فضيلة الأستاذ الدكتور محمد حسين المحرصاوي رئيس الجامعة، من خلال كلمته بالمؤتمر دعوة ونداء إنسانيًا لكل ضمير حي أن يضعوا مستقبل الأجيال القادمة نصب أعينهم وأن يفكروا في شكل العالم الذي سنتركه لأحفادنا ، وحث قادة العالم أن يبذلوا قصارى جهدهم لاستدامة موارد هذه البيئة التي استخلفنا الله فيها واستأمننا عليها ، وأمرنا بإعمارها والمحافظة عليها ودفع الضرر عنها ، كما دعا إلى عمل مشروع إنساني لصياغة منهج تربوي تعليمي للتعريف بمخاطر التغيرات المناخية وكيفية مواجهتها والحد منها بأسلوب يناسب الطلاب في كافة المراحل التعليمية وأبدى استعداد الأزهر للمشاركة في هذا المشروع وتعميمه وتضمينه في المقررات الدراسية لأبناء الأزهر حال خروجه إلى النور.
وقد شهد اليوم الأول في المؤتمر جلسات نقاشية مهمة دارت حول دور القيادات الدينية والروحية ودور الدول والمؤسسات الدولية ودور الشباب في مصر وافريقيا ودور الإعلام والشخصيات العامة والمشاهير ودور مؤسسات المجتمع المدني المصرية في قضايا التغيرات المناخية ودعم النظم البيئية، كما شملت الجلسات العلمية مناقشة علوم وتكنولوجيا الفضاء والتغيرات المناخية وتأثيرها على صحة الإنسان والحفاظ على الموارد الطبيعية من منظور الشريعة الإسلامية مع مناقشة الوعي البيئي للمجتمعات وعلاقته بتغير المناخ.