رغم حرص القيادة السياسية على نشر الوعى بكل أشكاله ومحاربة كل محاولات تغييب العقل من الشائعات وكل ما يضر البلاد والعباد، إلا أنه ما زال هناك من يخالف هذا التوجه من خلال مخالفته لما امر به رب العباد وقيادات البلاد!
الدليل أنه رغم تحريم الإسلام للسحر وحكم بالكفر على من يمارسه ووردت أحاديث بأن حد الساحر القتل، وجعل من يقوم بالذهاب إلى السحرة أو حتى تصديق السحرة بعدم قبول عبادته لأنه على ذنب عظيم إلا أن الفضائيات التى تبث عبر قمر “النايل سات” تشهد طوفانا من الإعلانات عن السحر مع تسخير الآيات القرآنية للترويج له!
يكفى أن تفتح قناة فضائية من القنوات المأجورة التى باع أصحابها دينهم ووطنهم من أجل حفنة من المال ولو على حساب الدين والوطن فى غياب القانون والرقابة الرادعة كل شئ مباح على الفضائيات التى تغزو وتدمر عقول المشاهدين بالقدرات الخارقة للسحرة تحت مسمى “الطب والعلاج الروحانى أو الروحي” كما يقال “من أمن العقاب أساء الأدب “.
وطوفان من الإعلانات السحرية الخادعة للبسطاء والسذج تحت شعار “طلاسيم الخير” فهذا طلسم لرد المطلقة، وذاك طلسم لجلب الحبيب، وذاك طلسم للكنوز، وطلسم رابع للرفعة والقبول ووصل الأمر إلى طلسم النصرة على الأعداء طلسم جلب الرزق وغير ذلك من الطلاسم الخارقة التى تفعل كل شئ!
رغم أن غالبية مجتمعاتنا العربية والإسلامية متدينة أو على الأقل غير معادية للدين، إلا أن كثرة فضائيات السحر تظهرنا كأننا مجتمعات تحتضن المشعوذين وخاصة من يجيدون السحر الأسود والسفلي!
للأسف الشديد وقع كثير من المشاهدين السذج لإدعاءات الشيخ فلان والشيخة فلانة بعد أن اتصلوا بهم عبر أرقام التليفونات الموجودة فى مختلف الدول العربية.
أين رقابة الدولة على ما يبث عبر الفضائيات وخاصة أننا فى دولة إسلامية دستورها ينص على أن دينها الرسمى هو الإسلام؟ ألم يخبرنا الله أن السحر طريق للفساد وسبب للضرر بين العباد، وفوق ذلك كله سبب للكفر بالله سبحانه والخروج عن دينه وشرعه.
يا سادة: لابد من تشريع وعقوبة مشددة لوقف هذه المهزلة التى لا تكتفى بتغييب العقول بالسحر فقط، بل إنه تتخذ وسيلة للاعلان عن المدمرات الجنسية بزعم أنها “منشطات” وكأننا شعوب كل همها النصف الأسفل من الجسد دون أى اهتمام بالجزء العلوى الذى يحوى العقل الذى كرمنا الله به .