ثلاثون سنة و 44 يوما. ما وراء هذه الأرقام؟ بادئ ذي بدء، عظمة الشعب الأذربيجاني وقوته، وجود شخصية إلهام علييف، زعيما حكيما وحازما لأذربيجان. منذ اليوم الأول للحرب الوطنية، قال القائد العام المنتصر “لا أحد يستطيع إيقافنا”. لقد قاتل ليس فقط في ساحة المعركة فحسب، بل على ميدان المعلومات وعلى المستوى الدبلوماسي، وانتصر في كل هذه المعارك الثلاث.
ماذا غير النصر في هذه الحرب؟ لم نحقق هذا النصر فقط بتحرير أراضينا. زاد نفوذ أذربيجان وقائدها في نظر العالم، وتغير الموقف تجاه بلدنا بالاطلاق. رأى العالم كله أنه لا يمكن التحدث مع أذربيجان ورئيسها بلغة القوة. لم تعد أذربيجان ما كانت عليه قبل 30 عاما. ازدادت سمعتها وازداد موقفها تعززا كثيرا، خاصة بعد النصر في الحرب القراباغية الأخيرة. والقوى العالمية تأخذ بعين الاعتبار موقفنا الآن. الرئيس إلهام علييف يملي جدول أعمال فترة ما بعد الحرب في منطقتنا. ومفاوضات بروكسل واجتماعات براغ وسوتشي دليل واضح على ذلك. حقيقة أن القوى الكبرى والمنظمات الدولية الرائدة قبلت بشكل لا لبس فيه الحقائق الجيوسياسية للمنطقة التي أنشأتها الحرب الوطنية هي مؤشر واضح على ذلك.
ان الانتصار في هذه الحرب الاخيرة هو في نفس الوقت انتصار للعدالة وتحقيق العدالة. أذربيجان التي نفذت بنفسها قرارات مجلس الأمن الأربعة التي ظلت حبرا على ورق لمدة 30 عاما، رفضت بحزم مهمة الوساطة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. لماذا !؟ ماذا فعلت مجموعة مينسك التي تمثل القوى العظمى الثلاث في العالم وثلاثة من الأعضاء الخمسة في مجلس الأمن – الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا – خلال هذه العقود؟ ما الذي كان قادرًا على تغييره؟ بل على العكس من ذلك، اتضح أن هدفهم لم يكن حل النزاع، بل تكريس حقيقة الاحتلال. ولا تزال تلاحظ اليوم محاولات إحياء مجموعة مينسك. ماذا يقول رئيسنا؟ يقول ان هذا مستحيل، لدينا بالفعل القوة الكافية لحماية حقوقنا وإعادة الانتقاميين إلى حيث ينتمون. في الآونة الأخيرة، كان جيشنا يرد على النحو الواجب على كل استفزاز من الجانب الأرمني، أنه لا جدوى من أي مشاعر انتقامية.
أما عن أسباب الحرب الوطنية وموعدها لبدء تحرير أراضينا التي بقيت تحت وطأة الاحتلال الأرميني لمدة 30 عاما. فإن تحرير مدينة شوشا كنقطة مهمة في تاريخ الحرب الوطنية، والحرب الوطنية للشعب الأذربيجاني وتحرير شوشا هى الحدث النادر في التاريخ العسكري الحديث، وظاهرة فريدة من نواح كثيرة. فبعض جوانب هذه الحرب التي لا مثيل لها في التاريخ العسكري الحديث:
– اخترق الجيش الأذربيجاني خلال 4-3 أيام الدفاعات المحصنة التي بناها العدو في غضون ثلاثين عامًا.
– كان هناك 10000 فار من الجيش الأرمني، لكن لم يهرب أحد من جنودنا من ساحة المعركة.
– ان الأطفال الذين غادروا قره باغ في أحضان أمهاتهم وحفاة الاقدام عادوا إلى وطنهم على متن الدبابات.
– تم تسجيل عملية شوشا، وهي ذروة الانتصار الاذربيجاني، في التاريخ العسكري للعالم.
– تم تحقيق أقصى النتائج بأقل قدر من الخسائر في ظروف التضاريس الطبيعية الصعبة.
– إن وحدة الشعب والرئيس والجيش تحولت الى قبضة حديدية وكسرت ظهر العدو.
و يمكن هنا ذكر الخدمات التي لا حصر لها للنائبة الأولى للرئيس مهريبان علييفا في هذا النصر، بشعور من الامتنان. إن السيدة مهريبان علييفا، أقرب رفيق للرئيس إلهام علييف وأكثر ولاء، قدمت دعما سياسيا ومعنويا قويا للنضال من أجل تحرير أراضينا. كل مناشداتها للشعب ودعوات التضامن الوطني تردد صداها في قلوب الناس وأعجبت الجميع. صلاتها في الحرب قبلت، وأعطانا الله السعادة باحتضان أرض قرة باغ.
وبدأت مؤسسة حيدر علييف مباشرة بعد الحرب الوطنية في ترميم المعالم التاريخية والدينية في شوشا وغيرها من الأراضي المحررة بمبادرة من السيدة مهريبان علييفا. أعطت هذه المبادرة النبيلة دفعة قوية لأعمال البناء في قرة باغ وشرق زنكازور.
إن الحرب الوطنية التي استمرت 44 يومًا و الاحداث التي جرت خلال 730 يومًا مضت على انتصارنا المجيد هي مؤشر واضح ودليل على قوة أذربيجان. تقوم أذربيجان التي نفذت حرب القرن الحادي والعشرين بأعمال إعادة إعمار مذهلة في شوشا وغيرها من المناطق المحررة – مرة أخرى ، بمفردها وبدون أي مساعدة من الخارج.
إن مفهوم فترة ما بعد الصراع الذي يتم تنفيذه بقيادة الرئيس إلهام علييف يقود أذربيجان من النصر إلى النصر. إنه في بؤرة اهتمام المجتمع الدولي كنموذج يحتذى به. يتم تطهير أراضينا من الألغام، وبناء الطرق والأنفاق والجسور، وتشغيل مرافق البنية التحتية الحيوية الأخرى واحدة تلو الأخرى، ويتم اتخاذ الخطوات الأولى نحو العودة الكبرى. وقد استقرت عشرات العائلات بالفعل في “القرية الذكية” في أغالي وتمت الموافقة بالفعل على مخططات هيكلية لبضعة مدن. عشية يوم النصر، تم افتتاح مطار دولي في زانجيلان. وكما قال رئيس جمهورية تركيا رجب طيب أردوغان، بدأت أذربيجان كل شيء من الصفر وتقف على اقدامها من جديد. بعد الملحمة البطولية التي قادها إلهام علييف، تُكتب الآن قصة تطور قره باغ. إن فتح مطارين على أحدث طراز في الأراضي المحررة في غضون عام ليس بالأمر الذي يمكن لكل دولة فعله.
إن لمدة 44 يومًا في عام 2020 ، كان عشرة ملايين قلب في أذربيجان ينبضون كقلب واحد لجنودنا الأبطال الذين يقاتلون من أجل تحرير قره باغ. كانوا يتحرقون شوقا للنصر. على مدى عامين حتى الآن، كانت هذه القلوب العشرة ملايين تنبض بنفس التناغم في قره باغ، من أجل إحياء أرضنا القديمة التي دمرها العدو. يقول رئيسنا الوفي بكل وعوده إنه سيحول قره باغ إلى فردوس في الأرض. ذلك اليوم يقترب بسرعة.
يوم النصر من أعز الأيام وأشرفها لشعبنا. رحم الله أرواح شهدائنا الأبطال الذين قدموا لنا هذا الفرح والشرف والاعتزاز بسلام، ونسأل الله شفاء لجرحانا القدامى. نحن مدينين لهم بهذا النصر العظيم.