يروى أن الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله الله عنه كان يقول” اللهم اجعلني من القليل” فما سئل عن ذك قال ألم يقل الله سبحانه وتعالى “وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ” ” ومن يتأمل الواقع الذي نعيشه سيجد نماذج مضيئة من “هذا القليل الشكور” الذي استطاع بفضل الله تحويل “المحنة” إلى “منحة ” بالتسلح بالصبر والإرادة والرضا بقضاء الله وقدره
نعرض في هذا المقال والمقالات القادمة إن شاء نماذج ممن وفقهم الله أن يكونوا من “القليل الشكور” الذي تحول إلى شمعة تحترق لتضئ للآخرين وتخفف عنهم آلامهم وتفتح لهم طريق الأمل والرضا بقضاء الله لأنه من رضي فله الرضا ومن سخط فعليه السخط.
النموذج الأول الطيار الهادى على، رئيس مؤسسة «وعد والصلب المشقوق الخيرية» المقامة فى مركز فاقوس بمحافظة الشرقية وتعمل على رعاية مصابي الصلب المشقوق ومصابي الاستسقاء الدماغي مجانا، ومن أهم أهدافها إقامة المركز الطبي العالمي للصلب المشقوق بمصر، وهو مرض يعد أخطر العيوب الخلقية التي تهدد الأسرة المصرية
عن بداية مسيرته من المحنة إلى المنحة قال الطيار الهادي ” حينما عرضت حالة ابنتى”وعد” على الطبيب فقال: «سيبوها وهى ونصيبها..كانت هذه الجملة بمثابة طعنة ولاحظت أن كثير من التي ليس للأطباء دراية بكيفية العلاج، بدأت أبحث عن علاج المرض في الخارج وتواصلت مع مواقع تهتم به في بعض الدول الأجنبية والعربية للتعرف على كيفية التعامل مع المرض، ولاحظت انتشار هذا المرض في منطقتي، وبدأت التواصل مع الأسر التي يعانى أطفالهم من نفس المرض ولهم تجارب سابقة، ثم أسست موقعاً على الإنترنت ليكون نواة لتجمع هذه الأسر، ثم أنتقلت إلى خطوة أكثر ايجابية بتأسيس «مؤسسة وعد والصلب المشقوق للتنمية» المشهرة تحت رقم 3388 لسنة 2016، بهدف مساعدة الأطفال على العلاج ومنحهم الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة لهم مجانا ومتابعة تطور حالتهم، وكانت بداية عمل المؤسسة لدينا 20 طفلاً، والآن لدينا ملفات قرابة الخمسمائة طفل لمباشرة علاجهم، أى أن الحالات في تزايد بشكل كبير على الرغم من أن المؤسسة لا تحظى بالانتشار الكافى، وتعتمد على التمويل الذاتى والتبرعات من جانب أسر المصابين بنسبة 80% و20% تبرعات من جانب أهل الخير والمتعاطفين، ويتعاون معهم أطباء متطوعين بإجراء العمليات والكشف فضلا عن مراكز الكلى والمسالك البولية في بعض المستشفيات الحكومية ومنها مستشفى جامعة المنصورة ووحدة الأطفال بمركز غنيم وغيرها من الجهات.
كلمات باقية:
يقول الله تعالى:” وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ.الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ”