د. سيف قزامل: اليأس من رحمة الله والإحباط.. أسلحة شيطانية
د. على مطاوع: الإيمان يقوى المسلم في مواجهة الصعاب
أدار الندوة: جمال سالم
تابعها: محمد الساعاتى
تصوير: أحمد ناجح
أكد العلماء المشاركون فى ندوة “التمسك بالأمل وإتقان العمل وقت الأزمات” التي نظمها عقيدتي بالتعاون مع الأوقاف، برعاية د. مختار جمعة، وزير الأوقاف، بمسجد السلطان الغورى بالأزهر، أن الإسلام دين الأمل والعمل لأنهما أساس الحياة الكريمة الآمنة المستقرة.
طالبوا بدراسة سير الرسل والأنبياء والصالحين وما فيها من صبر على الابتلاء حتى نالوا جزاء الصابرين في الدنيا والجنة في الآخرة.
أشاروا إلى أهمية العمل الجاد والكسب الحلال حتى تتم تنشئة أجيال صالحة تؤمن أنهم أصحاب رسالة، حضرالندوة الشيخ أحمد قاعود، مدير إدارة وسط القاهرة، د. عماد ربيع، إمام وخطيب مسجد الغوري.
أكد الزميل جمال سالم، مدير تحرير عقيدتي، أن الأمل والعمل هما الحياة وبدونهما يصاب الانسان باليأس والإحباط، ولهذا جعل الاسلام العمل عزة وكرامة في الدنيا، وثوابها عظيم في الآخرة، فالانسان المصاب باليأس والاحباط هو ميت ولو كان حيا يرزق، ولهذا قال تعالى: “وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ” ويعمل الأعداء على غرس الاحباط في شعوبنا حتى نرفع راية الاستسلام لهم فيسيطروا علينا.
الأمل والعمل
وأكد د. سيف رجب قزامل، العميد السابق لكلية الشريعة والقانون بطنطا، جامعة الأزهر، أن المسلم حريص أن يسعد فى دنياه بأن يحقق آماله، ولاشك أن الله خلق الإنسان فكرمه وسخر له هذه الكائنات، وأتى له بالمنهج الذى يسير عليه من لدن آدم عليه السلام إلى قيام الساعة، وهذا المنهج أمرنا بتعمير الأرض، فقال تعالى: “وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ”، “هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ”، كل واحد منا يريد أن يتمتع بخيرات الدنيا وفق منهج الله، يتمنى أن يسعد بالطعام والشراب والملبس والمركب الجيد، هذا كله طالما كان وفق شريعة الله، ووفق الحلال الذى جعله تعالى، هذا شئ جيد يستحق أن يسعى كل واحد فينا أن يحقق هذه الآمال طالما كانت بالحلال، قال رسول الله: “إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا”. لابد أن يكون المطعم من حلال، والكساء من حلال حتى يتقبل الله منا هذه العبادات، حتى ترفع هذه العبادات إلى السماء.
قال د. قزامل: القرآن يبين لنا أن الإبتلاء أمر وارد، فالله يبتلى العبد ليراه، هل سيصبر أم لا؟ يقول النبي: “أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل” ولهذا نجد أن الصالحين صابرين، والبلاء بالشر والخير، قال تعالى: “كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ”. وخير المؤمنين الصابر على الشر، والشاكر للخير، ولحكمة يعلمها الله سبحانه وتعالى فإنه يبتلي بعض عباده بالخير وبعضهم بالشر وقد يجمع لبعضهم هذا وذاك كما وقع لبعض أصحاب رسول الله فصبروا على الشر فنالوا أجر الصابرين الذين قال تعالى فيهم:” وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ”. وشكروا على النعمة فنالوا ما وعد الله به الشاكرين.
أشار إلى أنه من يتأمل سير الأنبياء والصالحين سيجد أنهم كانوا أشد الناس بلاء، حتى ان بعض أنبياء بني اسرائيل قتلوا وعذبوا، انظروا إلى يعقوب عليه السلام وكيف أبتلى فى ابنه يوسف عليه السلام الذى آذاه اخوته وألقوه فى الجُبِّ، ولكن الله ادخره ليكون أمينا على خزائن مصر.
والقرآن يبين لنا أن الأمل معقود عند الرسل والأنبياء، وأن الله فطر الإنسان على هذا الأمل، فنرى الزارع يضع البذرة فى الأرض ويحرث الأرض ويظل يتعهد هذه البذرة حتى تنمو، وكذلك الطالب وغيره، فلابد أن نزرع الأمل فى الناس وخاصة المبتلين كالمرضى وغيرهم، لقول رَسُولُ الله: “عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ”.
أوضح د. قزامل أن رسولنا الكريم يعلمنا أن نزرع فيه الأمل بكلمات وعبارات تزرع الأمل الذي ينبغى أن يكون موجودا عند كل واحد فينا، فالأمل هو الدار الآخرة، والباقيات الصالحات، ولابد أن نسجل هذه الأعمال الصالحة فى سجل حسناتنا وأن نطرد هذا الشيطان اللعين الذى يحاول أن يبعدنا عن أبواب الأمل ويزرع في نفوسنا اليأس، فلابد أن نعيش ونحيا بالأمل حتى نبشر بأخذ الكتاب باليمين، والأمل لا يتحقق إلا بالعمل الجاد، بالإستقامة، باليقين، لأن الله هو الذى يعيننى على هذا العمل، انظروا إلى رسولنا صاحب الصبر الجميل، حينما أذاه أهل الطائف حتى استهزأ به الصبيان، وأتاه الأمين جبريل يعرض عليه إذا أراد أن يطبق عليهم الجبلين (الأخشبين) فكانت رحمته بمن أذوه فقال: “لعل الله تعالى أن يُخْرِج من أصلابهم من يوحّد الله تعالى”.
الأمل حياة
وقال د. على مطاوع، رئيس قسم البلاغة والنقد بكلية الدراسات الإسلامية، جامعة الأزهر: نذكّر أنفسنا بأنّ هذه الأمة وُلدت لتحيا، وبُعثت في هذا الوجود لتسود، فقال تعالى في حقها: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ..}، وقال: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}، ونذكّر أنفسنا بأنّ هذه الأمة (أمة اقرأ) لم ولن تعرف لليأس طريقًا، وآمنت بكلام رب العالمين: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}، فاليأس مرض قاتل للأمة، إذا تفشى في عضدها قتلَ روحها أعاذنا الله، لأن الحياة التي وهبها الله لنا لا تستقيم ولا تصفو إلا بالأمل، فكلّ إنسان يحيا في هذا الوجود على أمل خاص به، تتوق نفسه دائمًا للعمل والمثابرة والصبر من أجل الوصول لتحقيقه، فالأمل سر الحياة وأساسها وعنوانها، يسعى الإنسان لتحقيقه عند الشدائد والحاجة إلى يُسر وهناءة بال ومعيشة.
أوضح أن الأيام التي نعيشها في حاضرنا تُحتّم علينا أن نحي الأمل في نفوسنا، بالتفاؤل، والاستبشار، وانشراح الصدر، ولزوم الصبر عند نزول النوازل أو الأزمات بعيدًا عن التشاؤم، فإنّ”النّصر مع الصبر، وإنّ الفرج مع الكرب، وإنّ مع العسر يسرا” كما أخبر المعصوم صلّى الله عليه وسلّم، والمتأمل في سيرة سيد المرسلين يُدرك جليًا أنه كان يبث دائمًا روح التفاؤل والأمل في قلوب ونفوس أصحابه ،ويبشرهم دائمًا بجنان الرحمن، وبمستقبل مشرق للدعوة، على الرغم مما تلقّاه معهم من عذابات، وهوان على الناس، ومع ذلك وجدناه صلّى الله عليه وسلم يكره التشاؤم، ويُحث على الفأل فيقول: “لا عدوى، ولا طيرة، وأُحبُّ الفأل، قالوا: يا رسول الله: وما الفأل؟ قال: الكلمة الطيبة”، وهو توجيه نبوي قائم على النهي حتى لا نتشاءم لأحداث الزمان والمكان، فكل شيء بقدر الله، كالمرض لا ينتقل من المريض إلى غيره إلا بتقدير الله،وتوجيه في الوقت ذاته منه للكلمة الطيبة ففيها البشرى، وانشراح الصدر، واستشراف الأمل. وهذا المنحى النبوي يؤكد أنه لم ييأس ،ولم يقنط يومًا ما،لأنه وقر في قلبه قول الله تعالى: { …إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}. ولذا فقد عدّ العلماء اليأس والإحباط والقنوط من رحمة الله ،من الكبائر، واستدلوا بقول الله تعالى: {…وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ}، وقوله:”..إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ”.
أشار د. مطاوع إلى أن المسلم الحق يعلم أنّ ما يأتيه من أزمات ما هي إلاّ منح من عند الكريم، وهي سنن الله في خلقه لابد من وجودها ليرى ماذا يفعل؟ ومن هذه السنن الإلهية ما جاء في سورة البقرة ونعيشه اليوم في حاضرنا، وسجّلته الآيات الكريمات من قوله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ.الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ”، فيخبرنا سبحانه أنه لابد أن يبتلي عباده بالمحن، ليتبين الصادق من الكاذب، والجازع من الصابر، وهذه سنة الله في عباده، في السراء والضراء من خوف وجوع؛ فإن الجائع والخائف يظهر ذلك عليه ،ومن رحمته قال: بقليل من ذلك؛ لأنه لو ابتلاهم بالخوف كله، أو الجوع، لهلكوا، والمحن تمحص لا تهلك، ويبتليهم بذهاب بعض أموالهم، وهذا يشمل جميع النقص المعتري للأموال، وابتلاء في ذهاب الأحباب، ومن أنواع الأمراض وكلها أمور تقع لأن العليم الخبير أخبر بها، فإذا وقعت انقسم الناس إلى قسمين: جازعين، وصابرين، فالجازع، حصلت له المصيبتان، فوات المحبوب بحصول هذه المصيبة، وفوات ما هو أعظم منها، وهو الأجر بامتثال أمر الله بالصبر، فرجع بالخسارة والحرمان، ونقص ما معه من الإيمان، وفاته الصبر والرضا والشكران، وحصل له السخط الدال على شدة النقصان. وأما من وفقه الله للصبر عند وجود هذه المصائب، فحبس نفسه عن التسخط قولا وفعلا، واحتسب أجرها عند الله، وعلم أن ما يدركه من الأجر بصبره أعظم من المصيبة التي حصلت له، فهذا صارت المصيبة نعمة في حقه، فلهذا قال تعالى: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ). واشتملت هاتان الآيتان على توطين النفوس على المصائب قبل وقوعها، لتخف وتسهل إذا وقعت، وبيان ما تقابل به إذا وقعت، وهو الصبر، وبيان ما يعين على الصبر، وما للصابر من الأجر، ويعلم حال غير الصابر بضد حال الصابر الذي يأمل في عفو ربه ورحمته ويؤمن بأن هذا الابتلاء والامتحان سنة الله التي خلت،ولن تجد لسنة الله تبديلا،وتقلّب الأيام من سنن الله هي الأخرى.
من هنا كان الأمل الطاقةُ التي يُودعها الله في قلوب البشر ليحثّهم على عمارة الكون بالعمل، وإتقانه لاسيّما في أوقات الشدة والأزمات، بل في أحلك الظروف، كما أخبر المعصوم في أكثر من موضع، مؤكدًا شرف العمل وأهميته، فهو حياة وعز وشرف ونهضة للمجتمعات، وحصن أمان لها في وقت الشدائد والمحن والأزمات، قال النبى: “إنْ قامت الساعةُ وفي يدِ أحدكم فسيلةٌ فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فلْيغْرسْها”.
وأكد د. مطاوع أن الأمل الصادق هو المقرون بالعمل، والأخذ بأسباب القوة والرفعة والتقدم والنماء يقول النبى: “لو أنّكم توكلتم على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا، وتروح بطانًا”. والأمل بلا عمل، أمل أبتر مقطوع، لا فائدة منه، بل إنّ الأمل يحيا مع السعي إلى العمل وطلب الرزق وعدم التواكل، وكان سيدنا عمر بن الخطاب يقول: “لا يقعدن أحدُكم عن طلب الرزق”، ويقول: اللهُمّ ارزقني، فقد علمتم أنّ السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة”. كما الأوطان لا تُبنى إلا بالعمل المتقن، ولا ترقى ولا تتقدّم إلا بالأمل الذي يرنو فيه المسلم نحو العالمية والريادة حتى لو تكالبت علي الأمم، فالحياة بلا أمل، وبلا رضا، حياة شاقة عابسة مريرة كئيبة.
وقال د. مطاوع: كن راضيًا بعطاء الله لك، بقضاء الله عليك، بقسمة الله لك،عش في هذه الدنيا وكأنك تملك كل شئ فيها، فما يكتبه اللهُ لنا ألطف مّما نتمنى، وصدق الله العظيم فيما قال: {..وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}. لا تقنطوا، لا تحزنوا، لا تيأسوا، حطّموا اليأس بتقوى الله ومخافته والطمع في رضاه، وهو القائل: {..وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ..}، حطموا اليأس والحزن والقنوط في حياتك بالاستغفار، واخشع جليًا أمام قول الله تعالى على لسان نوح: { فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا. يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا. وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا}. حطموا اليأس والقنوط بقول الله تعالى: {قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}.