بقلم الداعية: حنان محمد
الحمد لله الذي اصطفى لنا الدين، وجعلنا له مسلمين، أحمده سبحانه على نعم تامة سابغة تترى علينا ممسين ومصبحين.
وأشهد أن لا إله إلا الله، أمر أن لا تعبدوا إلا إياه، ذلك الدين القيم، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
وأشهد أن محمداً صلى الله عليه وسلم، عبد الله ورسوله المبعوث بالهدى ودين الحق إلى الجن والإنس كافة، بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، فأقام الله به الملة، وأكمل به الشرعة، وأوضح به المحجة، وتحققت ببعثته الحكمة، وزالت المعذرة، ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس، ولكن أكثر الناس لا يشكرون.
صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم يبعثون.
الصحابة جمع صاحب أو صحابي، وهم كل من لقي أو رأى النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ومات على ذلك، فدخل في هذا التعريف خلفاء النبي صلى الله عليه وسلم الراشدون، وأزواجه أمهات المؤمنين، وقراباته من مسلمي الهاشميين، وكل من لقيه أو رآه مؤمناً به وثبت على إيمانه حتى لقي به رب العالمين. قال غير واحد من أهل العلم: كل من صحب النبي صلى
لا مقام بعد النبوة ولا رتبة أعلى وأشرف من مقام ورتبة الصحابة رضي الله عنهم الذين ارتضاهم الله تبارك وتعالى لصحبة محمد صلى الله عليه وسلم، سيد الناس، وخاتم النبيين، وأشرف المرسلين، المبعوث رحمة للعالمين، وأعظم شفيع للخلائق بين يدي رب العالمين، فإنهم رضي الله عنهم أجمعين قد سبقوا إلى الإيمان، واتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم مغتبطين بفضل الرحمن، وهاجروا وآووا ونصروا وجاهدوا وصدقوا وفُتنوا وصبروا واستقاموا وما بدلوا، فهم رضوان الله عليهم خير الناس بعد المرسلين والنبيين علماً، وعملاً، وتصديقاً، وصحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وجهاداً في سبيله، ودعوة إلى دينه، وسبقاً إلى كل خصلة جميلة.
و من حقوق الصحابة رضي الله عنهم على الأمة:-
أولاً: الاعتراف بما ثبت من فضلهم وفضائلهم ومحبتهم بالقلوب، والثناء عليهم بالألسن، وتحبيبهم إلى الأمة، وحظِّها على حسن التأسي بهم.
ثانياً: الاعتقاد بأنهم خلفاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته في الأمة، في العلم والعمل، والدعوة والأمر والنهي، والجهاد، والأخلاق، والتلقي عنهم، وحسن التأسي بهم لكمال علمهم وإيمانهم، وعملهم ونصيحتهم، وجهادهم ورحمتهم بالأمة،
ثالثاً: الترحم عليهم، والاستغفار والدعاء لهم، عملاً بقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [الحشر:
رابعا: الكف عن الخوض فيما حدث بينهم من خلاف، وعن إشاعة ما قد ينسب إلى شخص منهم أو طائفة من مساوئ،
خامسا: الحذر من سبهم أو سب أحد منهم، أو تنقصهم، أو لعن أحد منهم، فإن ذلك إجرام محقق، وظلم موبق، لما فيه من تكذيب الله عز وجل في تزكيتهم والثناء عليهم والطعن في النبي صلى الله عليه وسلم على صحبتهم ومحبتهم، فإنهم أئمة المؤمنين، وخاصة النبي الأمين، وقد قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا﴾ [الأحزاب:57]
واختم كلامى بقول الله تعالى في الحديث القدسي: “ما عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب”، وهم خاصة أولياء الله تعالى، والقوم الذين اختارهم الله تعالى على علم بفضلهم لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم، وتبليغ دينه، وخلافة نبيه في أمته.