أسئلة عديدة وردت لبريد “عقيدتى” عرضناها على د. أحمد عرفة- عضو هيئة التدريس بقسم الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالديدامون- شرقية جامعة الأزهر_أجاب عنها بالآتى.
“التزكية” على الأقارب
- هل يجوز إعطاء الزكاة للأقارب؟
- • ذهب جمهور الفقهاء إلى أن الزكاة لا تُعطى للأصول وهم الأب والأم وإن علوا، والابن والبنت وإن نزلوا، لأنه تلزم المزكّي نفقتهم، وبالتالي لا يجوز إعطاء الزكاة لهم.
أما غيرهم من سائر الأقارب كالإخوة وأولادهم، والعمّات والخالات وأولادهم، وسائر الأقارب وذوي الأرحام فيجوز إعطاؤهم من الزكاة إذا كانوا من المستحقّين لها، سواء كانوا من الفقراء والمساكين أم من المصارف الأخرى الذين أمر الله بدفع الزكاة إليهم، وهم أولى من غيرهم بالزكاة والصدقات وسائر أنواع البرّ، وذلك لما أخرجه الترمذي وغيره أن النبي قال: “إِنَّ الصَّدَقَةَ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَعَلَى ذِي الرَّحِمِ اثْنَتَانِ صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ”.
وبناء على ما سبق يجوز إعطاء الزكاة للأقارب إذا كانوا من المستحقّين للزكاة، وألا يكونوا ممن تلزم المزكّي نفقتهم كالأصول وهم الأب والأم وإن علوا، والابن والبنت وإن نزلوا.
حذار للمرأة من “عطر الشارع”!
- هل يجوز وضع العطر ذو الرائحة الخفيفة خارج المنزل؟
- • لا يجوز للمرأة وضع العطر خارج البيت، وذلك لنهي النبي، وذلك فيما أخرجه النسائي عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي قال: (أيما امرأة استعطرت فمرّت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية).
أما لو اغتسلت مثلا بصابون أو شامبو ليست له رائحة نفّاذة فلا حرج في ذلك من باب النظافة، أما العطر ذو الرائحة النفاذة فلا يجوز.
سنَّة “الستة البيض”
- ما حكم صيام ست من شوال؟ وهل يشترط فيها التتابع؟
- • صيام ست من شوال سنّة، وهي من الأيام التي يستحب صومها، وقد رغَّب النبي في صيامها في أحاديث كثيرة منها ما أخرجه مسلم في صحيحه أن النبي قال: «من صام رمضان ثم أتبعه ستًّا من شوّال كان كصيام الدهر»، وقد فسّر ذلك النبي بقوله فيما أخرجه النسائي وابن ماجة بسند صحيح: “من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها)” وفي رواية: “جعل الله الحسنة بعشر أمثالها فشهر بعشرة أشهر وصيام ستة أيام تمام السنة”.
وهذه الأيام الست تكون طوال أيام شهر شوال لا يشترط أن تكون في أوّله مثلاً أو في آخره، وإنما يصومها في أي أيام الشهر شاء، ويجوز أيضاً صومها متفرّقة، أو متتابعة، لأن الحديث مطلق، ولم يذكر متتابعة أم متفرّقة، وفي ذلك يقول قال الإمام النووي في شرحه على مسلم: (قال أصحابنا والأفضل أن تصام الستة متوالية عقب يوم الفطر فإن فرّقها أو أخّرها عن أوائل شوال إلى أواخره حصلت فضيلة المتابعة لأنه يصدق أنه أتبعه ستّاً من شوال)، والمبادرة بصومها عقب يوم الفطر أفضل لقوله تعالى: “وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى” ( طه: 84).
.. والإسراع بها أولى من “القضاء”
- هل يجوز صيام ست من شوال قبل قضاء ما فات من رمضان؟
- • يجوز صيام ست من شوال قبل قضاء ما فات من رمضان، وهذا ما ذهب إليه جمهور الفقهاء؛ لأن وقت صيام ست من شوال ضيّق، ووقت القضاء موسّع، وأيضاً لما أخرجه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان يكون علي الصيام من رمضان فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان”، وقد استدل جمهور الفقهاء بهذا الحديث على أن قضاء رمضان على التراخي وليس على الفور، وفي ذلك يقول الإمام النووي –رحمه الله- في شرحه على مسلم: ومذهب مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد وجماهير السلف والخلف: أن قضاء رمضان في حقّ من أفطر بعذر كحيض وسفر يجب على التراخي، ولا يشترط المبادرة به في أول الإمكان، لكن قالوا: لا يجوز تأخيره عن شعبان الآتي؛ لأنه يؤخّره حينئذ إلى زمان لا يقبله وهو رمضان الآتي، فصار كمن أخّره إلى الموت.
وقال بعضهم: الأولى أن يبدأ بالقضاء ثم يصوم الست من شوال، لأن القضاء فرض، وصيام ست من شوال سنة، والفرض مقدّم على السنّة.
والراجح هو ما ذهب إليه جمهور أهل العلم من أنه يجوز صيام ست من شوال قبل قضاء ما فات من رمضان، لأن وقت قضاء رمضان موسّع، ووقت ست من شوال مضيّق.