بقلم: د. شريف شحاته
قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: “ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله تعالى فيه ولم يصلّوا على نبيهم إلا كان عليهم ترة إن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم” (صحيح: صحيح الجامع)
سل نفسك: كم من مجلس جلسته وفرَّ الوقت أجمع في اللهو والعبث؟! فى غيبة فلان أو فلانة؟! فى التلذذ بالمعاصى؟! فى قول القبيح؟! فى التدبير للشهوات؟! فى اجتماع على فاحشة؟!.. و.. ؟! و.. ؟! ولم يكن لذكر الله فيه موضع؟!
فوا فرحة من ذكروه فأنعم عليهم وأعطاهم واستخلصهم لنفسه واصطفاهم وقليل ما هم!! اشتغل الناس بدنياهم أما هم فاشتغلوا بذكر محبوبهم ومولاهم.
وقال عمر مولى غفره “إذا انكشف الغطاء للناس يوم القيامة عن ثواب أعمالهم لم يروا عملاً أفضل ثواباً من الذكر فيتحسر عند ذلك أقوام فيقولون: ما كان شئ أيسر علينا من الذكر”
وبعد، أما آن أن تلحق نصيبك!!
ميراث رسول الله، دخل أبو هريرة السوق فقال: أراكم ها هنا وميراث رسول الله يقسَّم في المسجد! فذهب الناس إلى المسجد وتركوا السوق فلم يروا ميراثاً، فقالوا: يا أبا هريرة، ما رأينا ميراثاً يقسَّم في المسجد! قال: فماذا رأيتم؟ قالوا: رأينا قوماً يذكرون الله عزَّ وجلَّ ويقرءون القرآن! قال: فذلك ميراث رسول الله” رواه الطبراني.
هذا ميراث نبيك، فالحق بنصيبك قبل أن يلتهمه الذاكرون، وفى تصريح خاص لأبى بكر الصديق “ذهب الذاكرون بالخير كله”، أتظل كما أنت؟! وأنت أحوج لمثقال ذرة واحدة؟!
فـرصة ذهبـية، قال النبي (صلى الله عليه وسلم): “يا عبدالله بن قيس، ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ فقلت: بلى يا رسول الله؛ قال: قل: لا حول ولا قوة إلا بالله” صحيح.
أكثر كنوزك وزيِّن قصورك وتذكر كذلك قوله “من قال لا حول ولا قوة إلا بالله كانت له دواء من تسعة وتسعين داء أيسرها الهم” (صحيح الجامع).
قال بعض السلف: لقيت رجلا، فقلت: من أين؟ فقال: من عند قوم “لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله” قلت: والى أين؟ قال: إلى قوم “تتجافى جنوبهم عن المضاجع”.