كتب – جمال سالم:
شاركت جريدة ” عقيدتي” ممثلة في الزميل جمال سالم، مدير تحريرها ، الذي أدار الندوة والاحتفالية الكبرى التي نظمتها رابطة الأدب الإسلامي العالمية لتكريم الشاعر والأديب الإسلامي العروبي الفلسطيني الكبير محمود مفلح وذلك قبيل عودته الأسبوع القادم إلى سوريا، بعد أن أمضى في مصر اثنتا عشرة عاماً.
أكد الشاعر محمود مفلح أنه يكن مصر حبا عميقا ونظم العديد من القصائد في حبها، حيث استقر بها 12 عاما عايش خلالها أهلها ومثقفيها الذين احتفوا به وشجعوه على مزيد من الإبداع في مجالات الشعر بكل أنواعه والقصة والمقالات الأدبية وحضور المناسبات الثقافية التي أثرت فكره ووجدانه.
وأوضح أنه بصفته فلسطيني المولد وهاجرت أسرته من فلسطين إلى سوريا عام 1948، مازال يعيش هموم القضية بعقله وقلبه ووجدانه، وما زال لديه أمل في العودة إن عاجلا أو آجلا رغم أن عمره تجاوز الثمانين عاما، ومن يتأمل أنتاجه الأدبي يجد أنه يؤكد أن قضية فلسطين قضية أمة عربية وإسلامية وليس قضية شعب فلسطين فقط كما يروج الصهاينة.
وأكد الأستاذ الدكتور علي مطاوع، نائب رئيس الرابطة ورئيس قسم الأدب والنقد بجامعة الأزهر، أن الإنتاج الأدبي الغزير المتميز والمتنوع يؤكد أنه أحد أعلام الأدب العربي والإسلامي، ونجد هذا بارزا في ألفاظه التي أقتبس منها من الألفاظ القرآنية والنبوية باعتبارها تمثل قمة البلاغة والإمتاع، ولهذا ستظل أعماله خالدة لأنها لا تعبر عن شاعر فلسطيني فقط بل عن شاعر إسلامي عربي فلسطيني عايش آمال وآلام الأمة وعبر عنها بأصدق الكلمات المؤثرة.
ورصد الدكتور وائل علي السيد، أستاذ الأدب والنقد بكلية التربية بجامعة عين شمس، قرابة الثلاثين رسالة دكتوراه وماجستير عن جوانب الإبداع الشعري والأدبي والنقدي والبلاغي عند الشاعر الكبير محمود مفلح، وهذه الرسائل لم يكتبها الباحثون من دولة واحدة بل في العديد من الدول العربية وفي مقدمتها مصر وسوريا والسعودية والمغرب، وهي البلاد التي عاش فيها فترات من حياته، بالإضافة إلى الباحثين الفلسطينيين وغيرهم من مختلف العربية ، مما يؤكد أن ” قامة وقيمة” لكل مسلم عربي غيور على دينه ووطنه ومحب للغته.
وأكد الزميل جمال سالم، مدير تحرير عقيدتي، أن سيرة ومسيرة الشاعر الكبير محمود مفلح تذكرنا بسيرة مسيرة اثنين من الشعراء الذين تركوا بصمة كبيرة لدي عشاق الشعر العربي، أولهما أمير الشعراء أحمد شوقي الذي عشق المدائح النبوية وله أكثر من خمس قصائد تغنت ببعضها سيدة الغناء العربي أم كلثوم، وربما هذه التي جعلت الدكتور أحمد عمر هاشم ، عضو هيئة العلماء بالأزهر يؤكد أن شيخ الأزهر أيام الملكية زار شوقي وهو على سرير المرض وقبيل وفاته وبشره بأه الرسول صلى الله عليه وسلم له” بلغ شوقي أن الرسول في انتظاره” وهنا يجتمع حب شوقي ومفلح للرسول ومدحه في كثير من أشعارهم طوال عمرهما المديد، والشاعر الثاني هو أبو القاسم الشابي الذي عاش عمرا قصيرا من 1909 حتى 1934، إلا أنه عام 1933 أبدع قصيدته الخالدة” إرادة الحياة” والتي أصبحت أبياتا منها النشيد الوطني التونسي فضلا عن وجدوها في معظم المناهج الدراسية العربية، ومنها قوله:
إرادة الحياة” والتي أصبحت الأبيات الأولى منها نشيدا وطنيا لتونس الخضراء
إِذا الشَّعْبُ يوماً أرادَ الحياةَ.. فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدرْ
ولا بُدَّ للَّيْلِ أنْ ينجلي.. ولابُدَّ للقيدِ أن يَنْكَسِرْ
فقد اجتمع الشاعران أنهما يعيشان هموم الوطن ومرارة الاحتلال الفرنسي لتونس، والاسرائيلي لفلسطين، وإذا كانت تونس قد تحررت فإن فلسطين ستحرر عن قريب إن شاء الله.
شهدت الاحتفالية حضوراً كبيراً من أعضاء الرابطة يتقدمهم الأستاذ الدكتور إبراهيم عوض أستاذ الأدب والنقد بكلية الآداب بجامعة عين شمس، الذي أصر أن يقوم الزميل جمال سالم مشاركته في تسليم الشاعر الكبير محمود مفلح درع الرابطة ونسخة من القرآن الكريم، وشهادة تقدير
تبارى الحضور من أعضاء الرابطة والمبدعين في تقديم أشعارهم وهم : المهندس وليد الدهشان، والدكتور سلطان إبراهيم، والمهندس عبد الحميد ضحا، والدكتور سطان إبراهيم، والعربي عمران، وأحمد نصر، ومحمد فايد عثمان، والدكتور محمود الفخراني، كما قام بتعليق على الندوة والحديث عن إبداعات الشاعر محمود مفلح كل من: الدكتورة دواد إبراهيم، والدكتور خالد القصاص، ومحمد حافظ، وبايزيد المصري، وفايز جعفر، وممدوح حمودة والدكتور ربيع شكري، الدكتورة حنان إسماعيل، ومحمد كمال أبو عايد وحشد كبير من محبي وعشاق شعر محمود مفلح.