د: عبد العزيز آدم :
بالأرقام أطفال العالم في خطر الدمار النفسي والإصابات البدنية
د. عمرو الكمار:
ديننا حمى حقوق الطفل حتى قبل أن يولد .. وأمربالرفق به
تحقيق – سمر هشام:
يحتفل العالم خلال هذا الشهر باليوم العالمي لمكافحة عمالة الأطفال وتناسى الجميع أن الإسلام أهتم بالطفل اهتمامًا بالغًا في جميعِ مراحلِ حياتِه فأطفالُ اليوم همْ شبابُ الغدِ ، وهم قادةُ المستقبل، وبلغَ هذا الاهتمام أن جعلَ للطفلِ حقوقًا قبلَ مولدهِ ، بل وقبلَ أن يصبحَ جنينًا فِي بطنِ أمه،ولكن عمل الطفل بشكل لا يناسب سنه يضع أعباء ثقيلة على الطفل بشكل يهدد سلامته وصحته ورفاهيته، فيجب الوصول إلى حل فعال لهذه المشكلة الخطيرة يجب معرفة الدوافع التي أدت إلى تسخيرهم في سنين الزهور إلى العمل المضني، فالسبب الرئيسي هو الفقر وعدم وجود وسيلة لكسب المال إلا عن طريق عمالة الأطفال في تلك الأسر الفقيرة، وأصحاب العمل يجدون في عمل الأطفال مجالا واسعا لتحقيق الأرباح الطائلة دون أن يحملهم ذلك اعباء الرواتب العالية التي تمنح للكبار.
فى البداية أوضح دكتور عبدالعزيز آدم عضو الإتحاد العالمي للصحة النفسية وأخصائي علم النفس السلوكي ، أن تعريف عمل الطفل من الجانب النفسي عبارة عن المهام التي توكل للطفل بشكل لا يناسب سنه وتضع أعباء ثقيلة على الطفل بالشكل الذي يهدد سلامته وصحته ورفاهيته، وهو العمل الذي يستفيد من ضعف الطفل وعدم قدرته عن الدفاع عن حقوقه، ويستغل الأطفال كعمالة رخيصة بديلة عن عمل الكبار الأعلى كلفة، وكذلك يعيق تعليم الطفل وتدريبه ويغير حياته ومستقبله ولا يساهم في تطويرهم وتنميتهم
وأشار إلي أن إحصاءات منظمة العمل الدولية وفقا للبيانات الرسمية المقدمة من مختلف البلدان إلى وجود نحو 73 مليون طفل من سن 10 إلى 14 عاما يعتبرون عمالا دائمين، كما أن إحصاءات المنظمة الخاصة التي أجرتها في الآونة الأخيرة أفادت بأن العدد الحقيقي للعمال الأطفال يبلغ في الواقع نحو 120 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 14 عاما، وأكثر من ضعف هذا العدد أي نحو 250 مليون طفل باتوا يمارسون مختلف الأعمال. وبذلك نرى أن 370 مليون طفل هم من العمال، وفي حالة ما أن أصيب واحد من بين عشرة أطفال عاملين إصابات عمل تؤدي إلى إعاقة مستديمة فإنه يبقي لدينا حوالي 37 مليون طفل معاق بسبب تلك المشكلة الخطيرة وذلك على المستوى العالمي.
وأوضح أن الجانب النفسي للأطفال العاملين يتأثر بشكل سلبي خطير جدًا، فبدلاً من قضائهم مرحلة الطفولة في اللهو والإستمتاع مع غيرهم من الأطفال، وفي دفء الأسرة والتواصل بشكل نفسي صحي مع الآخرين، فإنّهم يمضون الكثير من الوقت في العمل المضنى، وهذا بدوره يؤدّي إلى تدمير قدراتهم على التواصل مع بالأسرة والمجتمع من حولهم، إلى جانب ضعف كبير في بناء شخصيتهم وكيانهم سلوكياتهم الإنسانية، وبالطبع انعدام ثقتهم بأنفسهم، ويواجه الكثير من الأطفال العاملين مشاكل نفسية تتمثّل بالاكتئاب، فالأطفال والمراهقون الذين يعملون أكثر من 20 ساعة في الأسبوع معرّضون للاكتئاب واكتساب سلوكيات سيئة وعادات خطيرة مثل إدمان المخدّرات، إضافة إلى وجود السلوك العدوانيّ في سلوكهم بشكل مفجع ، وكذلك يتأثر النمو العقلي والجسدي للطفل العامل بشكل جلي، حيث يتأثر من ناحية التناسق العضوي والقوة والبصر والسمع، وذلك نتيجة الجروح والكدمات الجسدية، أو نتيجة الوقوع من أماكن مرتفعة، وبعض الأطفال يتعرضون للاختناق نتيجة التعرض للغازات السامة وصعوبة التنفس أو النزيف.
ونبه الدكتور عبد العزيز إلى تأثر التطور المعرفي والعقلي للطفل الذي يترك المدرسة ويتوجه للعمل، فقدراته وتطوره العلمي يتأثران ويؤديان إلى انخفاض في قدراته على القراءة والكتابة والحساب، إضافة إلى أن إبداعه يقل بالطبع، كذلك يتأثر التطور العاطفي عند الطفل العامل فيفقد احترامه لذاته وارتباطه الأسري وتقبله للآخرين، وذلك جراء بعده عن الأسرة ونومه في مكان العمل وتعرضه للعنف من قبل صاحب العمل أو من زملائه. وتنعدم لديه القدرة على التمييز بين الخطأ والصواب، ويتطور التأثر تدريجيًا للأسوأ إلى أن يصبح الطفل مثله مثل العبد لدى صاحب العمل، ويؤكد علماء الطب النفسي أن هناك أنواعا معينة من العمل تسبب مشاكل نفسية واجتماعية خطيرة للأطفال، وبالنسبة للفتيات العاملات، تشير الدراسات إلى أن الفتيات اللائي يعملن في ظروف قاسية، ويعشن بعيدا عن المنزل العائلي لهن، وممنوع تقريبا إجراء أي اتصال مع عائلاتهن وأصدقائهن، وهن ضحايا الاعتداء الجسدي والنفسي، وكل هذا يهدد توازنهن النفسي والاجتماعي على حد سواء.
وأشار إلى أنه تم مؤخرا طرح هذا الموضوع من خلال منظمة العمل الدولية بهدف تحريك الرأي العام العالمي ليعير اهتمامه الدائم وبقوم بواجباته نحو هذا الوضع المفجع،وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أصدرت في عام 1989م اتفاقية حقوق الطفل، والتي عرفت الطفل بأنه كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره، والتي أكدت على ضرورة السعي لحماية الطفل من الاستغلال الاقتصادي، وفرضت تلك الاتفاقية على الدول الأطراف فيها اتخاذ التدابير التشريعية والإدارية والاجتماعية والتربوية التي تكفل هذه الحماية، وبشكل خاص وضع حد أدنى لسن الالتحاق بالعمل ونظام ملائم لساعات العمل وظروفه، مع فرض عقوبات رادعة لضمان فعالية تطبيق هذه النصوص ولابد نشر التوعية بخطورة عمل الطفل من خلال كل وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة لأن الوعي الكافي بمخاطر عمل الأطفال سوف يحد من تعطيل دراسة الأطفال وإرسالهم للعمل، ويقصد بهذا الوعي وعي الوالدين؛ فعدم فهمهما لهذا الأمر سيؤدي إلى استغلال أصحاب العمل للأطفال، وتجار البشر فيسهل عليهم استغلال الأطفال، فيتم الاتجار بهم تحت مُسمى عمالة الأطفال، لكن عند خلق مجتمعات واعية سيتم استيعاب مشاكل الأطفال فيها والاستجابة لها بفاعلية أكبر. وهذه التوعية يجب أن تشمل الأطفال ذاتهم بتوضيح الآثار السيئة على الطفل عند حدوث هذه الظاهرة.
وأنهى الدكتور عبد العزيز كلامه مؤكدا على ضرورة وضع قوانين رادعة تحرم عمل الطفل دون سن الثامنة عشر ويجب وضع آليات تضمن تطبيق هذه القوانين بشكل فاعل من خلال الرقابة المستدامة التي تقوم بها مؤسسات الدولة، وكذلك التأكيد على فرض عقوبات على الأسرة حال تسرب الأطفال من سنين التعليم الأساسية، وكذا وضع برامج نفسية وتربوية لمعالجة صعوبات التعلم لدى الأطفال، والتأكد من أن احتياجات الطفل الأساسية الخاصة به متاحة ، ويجب أن يكون هناك دور للعديد من المنظمات التي تكافح وتمنع عمالة الأطفال، مثل منظمة حفظ الطفل والمبادرة الدولية لإنهاء عمالة الأطفال، تلك المنظمات يجب أن تقوم بعمل حملات توعوية للأسر والمجتمع من خلال المنتديات والمؤتمرات المختلفة وكذلك يجب أن تضع خطط واضحة تساعد بها مؤسسات الدولة للحد من هذه المشكلة المتفاقمة والقضاء عليها
حماية شرعية
يؤكد دكتور عمرو الكمار دكتوراه فى الحديث أن الإسلامُ اهتمَ بالطفل اهتمامًا بالغًا ومن الأسس لضمان تنشئة سوية للأطفال:التربية والتوجيه على أسس شرعية، وأمر القرآن الكريم الآباء والأمهات بضرورة العمل على وقاية النفس والأهل من الوقوع في التهلكة، قال الله تعالى:{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}، وتربية الطفل وتأديبه على أسس شرعية مطلب شرعي، وحق من حقوق الولد على الوالد، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُمْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ عَلِمْنَا حَقَّ الْوَالِدِ عَلَى الْوَلَدِ، فَمَا حَقُّ الْوَلَدِ عَلَى الْوَالِدِ؟ قَالَ:أَنْ يُحْسِنَ اسْمَهُ، وَيُحْسِنَ أَدَبَهُ” وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أيضا:”مَا نَحَلَ وَالِدٌ وَلَدًا مِنْ نَحْلٍ أَفْضَلَ مِنْ أَدَبٍ حَسَنٍ” فمن أهمّ أسس التنشئة السوية عند الأطفال توجيههم وتربيتهم تربية فاضلة، وينبغي أن تكون التربية والتعليم باللُّطف، دون إحراج خاصة أمام الآخرين، وهذا ما كان يحرص عليه النبي صلى الله عليه وسلم في تربيته للأطفال، فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا ، فَقَالَ:يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ، احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ”.
وأشار إلى أنه من مظاهرِ الاهتمام حديثُ النبي صلى الله عليه وسلم عن الباءةِ ؛ وهي القدرةُ على تحمل أعباءِ الزواج وحقوق الأولاد، حينَ قالَ:يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ ، وعليهِ فإن الباءةَ تعني القدرةَ العامةَ على قيادةِ سفينةِ الحياةِ الزوجيةِ بما تقتضيهِ وتتطلبهُ من تبعاتٍ اقتصاديةٍ ومسئولياتٍ اجتماعيةٍ نظلمُ أبناءَنا وبناتِنا ظلمًا كبيرًا إن حمّلناهم إياهَا دونَ احتمالهم لهَا أو قدرتهم على هذا الاحتمالِ أو حتى مجردِ إدراكهِم لما يقتضيهِ واجبُ كلٌّ من الزوجينِ تجاهَ الآخرِ من حقوقٍ وواجباتٍ ومسئولياتٍ، كذلك من مظاهر عناية الإسلام بالطفل: اختيار أحسن الأسماء له، فقد ألزم الآباء باختيار الأسماء الحسنة لأولادهم التي ينادون بها بين الناس، فالاسم الحسن يبعث في النفس راحة وطمأنينة لا تتحقق مع الاسم السيئ، فعَنْ أَبِى الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:(إِنَّكُمْ تُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَسْمَائِكُمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِكُمْ ، فَأَحْسِنُوا أَسْمَاءَكُمْ).
و يضيف أن من مظاهر عناية الإسلام بالطفل:أن جعل رضاعته حقًّا معلوما له، قال الله تعالى:{وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}، ففي الآية الكريمة أمر للأمهات في صيغة خبر والمعنى:يا أيتها الوالدات أرضعن أولادكن حولين كاملين ، فالطفل في هذا السن يحتاج إلى نوعية معينة من الغذاء تساعد على بناء جسده، ولا يكون أفضل من لبن أمه الذي هيأه ربنا لهذه المهمة وصدق الله حين قال:{أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} أما إن كانت الأم لديها علة طبية مشروعة تمنع من الرضاعة، أو امتنع الطفل من الرضاعة من الأم، أو توفيت الأم فشريعة الإسلام أوجبت على والده إحضار مرضعة لهذا الطفل بأجرٍ سلامة له.
ويشير إلى أن من أسس التنشئة السوية للأطفال:الإحسان إليهم وعدم الغلظة والشدّة معهم، فمن المقرر شرعا أن الرفق لا يأتي دائما إلا بكل خير، فعن أم المؤمنين عَائِشَةَ أن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:يَا عَائِشَةُ إِنَّ اللهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ، وَمَا لَا يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ” ، فالقسوة والغلظة في التربية وتقويم سلوكيات الطفل تؤدّيان في أغلب الأحوال إلى نفوره من المربّي، وكرهه، وعدم الانصياع لكلامه، وقد ورد في الأحاديث الشريفة أنه صلى الله عليه وسلم كان يحمل الحسن والحسين على كتفيه ويلاعبهما، وكان مبدأه صلى الله عليه وسلم في التربية هو اللين والرفق وعد التفرقة بينهم فقال (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلاَدِكُمْ” فالعدل بين الأولاد له فوائد عظيمة ، فهو من أعظم أسباب الإعانة على البر، ويساعد على تقديم جيل صالح سوي للمجتمع، ويساعد على زرع الأخوة بمعناها ومبناها بين الإخوة، وعلى النقيض نجد التفريق بين الأولاد من أعظم أسباب العقوق والهجر والكراهية، ويكون سببا ً في زرع الضغينة بين الأبناء .
وينهي الدكتور كلامه مؤكدا انه ينبغي على المربي أن يكون قدوة لأولاده، فيتحلى بمكارم الأخلاق قبل أن يأمرهم بها، فإن الأبناء يقلدون الآباء، فالإسلام يحمل الوالدين مسئولية حفظ الأبناء، فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” إِنَّ اللَّهَ سَائِلٌ كُلَّ رَاعٍ عَمَّا اسْتَرْعَاهُ، أَحَفَظَ أَمْ ضَيَّعَ،حَتَّى يَسْأَلَ الرَّجُلَ عَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ” ، وعندما نظر إلى الطفل اعتبره إنسانا له كامل الحقوق الجسدية والنفسية والمالية والتعليمية والتربوية،وأمر بالمحافظة عليها، يسعى بذلك لتحقيق حياة كريمة للأطفال، حتى يكون المجتمع متحضرا، تسوده روح الألفة والمودة والمحبة والرحمة