المحافظةِ على البيئةِ توجيه نبوي .. وإعمارَ الكونِ عبادةٌ وغايةٌ ساميةٌ في هذا الكونِ
المؤسساتِ الدينيةِ عليها دور في إعادة بناءَ الوعيِ البشريِّ تجاهَ قضايا البيئةِ
الميثاق الإفتائي لمواجهة التغيرات المناخية يمنع الضرر اللاحق بالبيئة ويسهم في رفع الضرر
حوار – إيهاب نافع :
أكد فضيلة المفتي الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم الإسلامي، أن المنظورُ الشاملُ الَّذي ينطلقُ منه المسلمُ وهو يتعاملُ مع البيئةِ هو مفهومُ أنَّ إعمارَ الكونِ عبادةٌ للهِ تعالى وغايةٌ ساميةٌ مِن غاياتِ وجودِه في هذا الكونِ، وأن من بين المهام الأصيلة للمؤتمر العمل على تحديد المفهوم الشرعي لـ«التنمية المستدامة» وتأصيله في القرآن الكريم والسنة النبوي، وترسيخ قيم التنمية المستدامة في الدولة المسلمة الحديثة، بالإضافة إلى تقديم مخرجات إفتائية علمية رصينة تُسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وكذلك تحليل التجارب العالمية والدولية في التنمية المستدامة، وتحديد ماهية وأبعاد «التنمية المستدامة» وإبراز أهدافها ومبادئها وعناصرها، مع رصد التطور التاريخي لمفهوم التنمية، فضلا عن تحقيق شواهد التنمية المستدامة من القرآن والسنة، وبيان علاقة الفتوى الشرعية بالتنمية المستدامة.
أضاف فضيلته في حواره لـــــــعقيدتي أن المحافظةِ على البيئةِ توجيه نبوي ، وأن الفتوى هي تجلي الحضور الشرعي في الواقع الإنساني، لتهذيبه ودفعه لتحقيق العمران، والذي هو أحد مقاصد الشريعة العليا، وبالتالي فإن الاشتباك ليس غريبا من حيث وحدة الهدف الذي يسعى إليه الداعون إلى التنمية المستدامة، وأهل الفتوى التي تمثل دافعا ومحفزا نحو حركة العمران، وأنه على المؤسساتِ الدينيةِ أن إعادة بناءَ الوعيِ البشريِّ تجاهَ قضايا البيئةِ على النحوِ الصحيحِ الَّذي اتَّفقتْ عليه الكتبُ السماويةُ والقيمُ الإنسانيةُ الساميةُ، من أجلِ تحقيقِ السلامِ والأمانِ لِبَنِي البشرِ جميعا.
فضيلة المفتي.. اتخاذ إجراءات عاجلة لمكافحة تغير المناخ وآثاره من خلال تنظيم الانبعاثات وتعزيز التطورات في مجال الطاقة المتجددة وهو موضوع مؤتمركم المرتقب، كيف حث الإسلام على الحفاظ على البيئة التي يحيا فيها الإنسان؟
الإسلام دين شامل لأمورِ الدنيا والآخرةِ، وقدْ جاءتْ تعاليمُ الإسلامِ وأوامرُه بالإحسانِ إلى كلِّ شيءٍ لِيشملَ ذلكَ الإحسانُ الإنسانَ وما يحيطُ بِه مِن بيئةٍ خلقَها اللهُ تعالى مسخرةً لمنافعِ الإنسانِ ومُيَسَّرةً لتحقيقِ غايةِ وجودِه فيها مِن عبادةِ اللهِ تعالى وتزكيةِ النفسِ وإعمارِ الأرضِ. وخلقَ اللهُ هذه البيئةَ على أحسنِ ما يكونُ من النظامِ، وعلى أتمِّ ما يكونُ من الإتقانِ؛ لكي تكونَ صالحةً لاستيعابِ الجنسِ البشريِّ، والبيئة بما فيها مِن ثرواتٍ وخيراتٍ مِنحةً إلهيةً وَهِبةً ربانيةً، يشتركُ فيها جميعُ الناسِ؛ فقدْ أمرَنا اللهُ تعالى بالمحافظةِ عليها والاعتناءِ بها وعدمِ الاعتداءِ عليها بأيِّ تصرُّفٍ مِنْ شأنِه أنْ يُعطِّلَ منفعتَها أو يُذهِبَ وظيفتَها للأجيالِ الحاليةِ وللأجيالِ القادمةِ، فمِن حقِّ الأجيالِ القادمةِ علينا أنْ نتعاملَ مع البيئةِ باعتبارِها أمانةً وإِرثًا مُشتركًا، نعملُ جميعًا مِن أجلِ تنميتِه والحفاظِ عليه، ولا يكون تعاملُنا معه بمفهومِ الانتفاعِ والاستهلاكِ من أجلِ المصلحةِ الشخصيةِ فقط، فالمنظورُ الشاملُ الَّذي ينطلقُ منه المسلمُ وهو يتعاملُ مع البيئةِ هو مفهومُ أنَّ إعمارَ الكونِ عبادةٌ للهِ تعالى وغايةٌ ساميةٌ مِن غاياتِ وجودِه في هذا الكونِ، قالَ اللهُ تعالى: (هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ).
تصحيح المفاهيم
تصحيح المفاهيم الشرعية المتعلقة بقضية المناخ وأثارها على المجتمعات والشعوب، كيف ستعالجون هذا الأمر من خلال فعاليات المؤتمر؟
سنعمل خلال فعاليات المؤتمر على تحديد المفهوم الشرعي لـ«التنمية المستدامة» وتأصيله في القرآن الكريم والسنة النبوي، وترسيخ قيم التنمية المستدامة في الدولة المسلمة الحديثة، بالإضافة إلى تقديم مخرجات إفتائية علمية رصينة تُسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وكذلك تحليل التجارب العالمية والدولية في التنمية المستدامة، وتحديد ماهية وأبعاد «التنمية المستدامة» وإبراز أهدافها ومبادئها وعناصرها، مع رصد التطور التاريخي لمفهوم التنمية، فضلا عن تحقيق شواهد التنمية المستدامة من القرآن والسنة، وبيان علاقة الفتوى الشرعية بالتنمية المستدامة.
لا شك أن شمول الشريعة الإسلامية لكافة قضايا الحياة حقيقة ثابتة في الدين الإسلامي، فكيف عالجت مقاصد الشريعة قضية التنمية المستدامة وماذا عن علاقتها بالفتوي؟
الفتوى هي تجلي الحضور الشرعي في الواقع الإنساني، لتهذيبه ودفعه لتحقيق العمران، والذي هو أحد مقاصد الشريعة العليا، وبالتالي فإن الاشتباك ليس غريبا من حيث وحدة الهدف الذي يسعى إليه الداعون إلى التنمية المستدامة، وأهل الفتوى التي تمثل دافعا ومحفزا نحو حركة العمران لا تلك التي تمثل قيدا عليها، كما ان هناك علاقة وطيدة بينهما بلا شك لأن التنمية المستدامة في أدق معانيها هي مصطلح مستحدث للدلالة على حسن وتطوير إدارة الموارد الإنسانية اجتماعية كانت أو اقتصادية، لتنمية البيئة وحمايتها، كما أن أهداف التنمية المستدامة تأتي متَّسقة مع المحافظة على الضروريات الخمس: الدين، والنفس، والنسل، والمال، والعقل، وقد اتَّفق علماء الشريعة على هذا الأمر، حيث تتحقق من خلال استغلال موارد الوطن، وتنميتها، وهو ما يتقابل مع مفاهيم التنمية الحديثة المعروفة باسم “التنمية المستدامة”.
وكما لا يخفى على أحد فإن دار الإفتاء المصرية من خلال الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم دائمًا حريصة على أن تقوم بواجب الوقت في إعادة بناء الوعيِ البشريِّ تجاهَ قضايا البيئةِ على النحوِ الصحيحِ الَّذي اتَّفقتْ عليه الكتبُ السماويةُ والقيمُ الإنسانيةُ الساميةُ، من أجلِ تحقيقِ السلامِ والأمانِ لِبَنِي البشرِ جميعًا، لما لذلك من دَور كبير في عملية التنمية.
تعزيز الوعي
إذا تطرقنا لدور المؤسسات الدينية في تعزيز الوعي البيئي لدى المواطنين، كيف يكون؟
على المؤسساتِ الدينيةِ أن إعادة بناءَ الوعيِ البشريِّ تجاهَ قضايا البيئةِ على النحوِ الصحيحِ الَّذي اتَّفقتْ عليه الكتبُ السماويةُ والقيمُ الإنسانيةُ الساميةُ، من أجلِ تحقيقِ السلامِ والأمانِ لِبَنِي البشرِ جميعا، والمؤسسات الدِّينية المصريَّة الرسميَّة لم تَأْلُ جَهْدًا في تقديم كافَّة أشكال التوعية، ذلك لأن بناء الوعي له دور كبير في عملية التنمية وتأتي أهمية صناعة الوعي في مواجهة أي أخطار تستنزف قدرات وطاقات المجتمع، ومن ثم علينا جميع تعزيز الوعي المجتمعي بخطورة القضية ومواجهتها بكل الطرق الممكنة.
هل يمكننا وصف سوء استعمال مكونات البيئة بمثابة خروج عن هذا النهجِ الإلهيِّ في التعاملِ معها؟
تفاعل البشرِ مع مفرداتِ البيئة بطريقةٍ سلبية مع تزايد الأنشطة البشريةِ المؤثَّرةِ على البيئةِ يؤثِّر تأثيرًا سلبيًّا سيئًا قد ساهمَ بشكلٍ كبيرٍ في تَغيُّرِ المناخِ بشكلٍ مُنذرٍ بالخطرِ، وإنْ كانت هناك أيضًا أسبابٌ طبيعيةٌ قد ساهمتْ في هذا التغيُّرِ وما نتجَ عنه من أخطارٍ تضرُّ بالبيئةِ، لكنْ يظلُّ النشاطُ البشريُّ هو صاحبَ النصيبِ الأَوفرِ مِنْ أسبابِ تَغيُّر المناخِ على مستوى العالمِ، ومِن ثمَّ فإنَّ العالمَ كلَّه يُواجِهُ هذه التحدياتِ الكبيرةَ التي تُهدِّدُ مستقبلَ الشعوبِ وتُرْبِكُ الخططَ التنمويةَ والاقتصاديةَ للحكوماتِ والدولِ، وهذه التحدياتِ الخطيرةَ تَستلزمُ منَّا أنْ نتعاونَ مِن أجلِ الحدِّ مِن الأضرارِ البالغةِ التي تُهدِّدنا جميعًا.
عمارة الأرض
حث الإسلام على ضرورة عمارة الأرض والاستفادة من مواردها، فكيف تأتي الموائمة بين ما حث إليه الإسلام وما يجب تطبيقه على أرض الواقع وحث العامة عليه؟
الشريعة الإسلامية جاءت مواكبه إلى كل ينفع الناس في الأرض، ومن ثم حثت على الاستفادة من مواردها على نحوٍ أمثل يضمن بقاء تلك الموارد وعدم نضوبها؛ فقال الله تعالى: ﴿هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ﴾ [هود: 61]، وقال نبينا الكريم ﷺ: «إن قامت على أحدكم القيامةُ وفي يده فَسِيلة، فليغرسْها».
والتنمية المستدامة أحد أهم متطلبات عمارة الأرض؛ وذلك لأن من مبادئها الحرص على الموارد الطبيعية والحفاظ على البيئة؛ فالتنمية المستدامة هي «التنمية التي تُلبي احتياجات الحاضر، دون أن تُعرض للخطر قدرة الأجيال التالية على إشباع احتياجاتها، ولقد تقرر لدى كل عاقل أن التنمية هي غاية كل المجتمعات الحديثة؛ من أجل تحقيق الاكتفاء لشعوبها، وسعيًا إلى مستوى حياتي يُتيح العيش بكرامة لكل فرد من أفراد المجتمع، دون اللجوء إلى ذل الحاجة والطلب من ناحية، أو الهجرة الاختيارية أو الإجبارية من ناحية أخرى.
فضيلة المفتي.. كيف ترى تشجيع إقامة مجتمعات سلمية عادله تستوعب الجميع من أجل تحقيق التنمية المستدامة؟
الإسلام أول من أرسى القواعد والأحكام والمبادئ التي تنظِّم العلاقاتِ بين الفرد والمجتمع، وكان من أهمها مبادئ العدالة الاجتماعية التي اقترن ميلادها بميلاد شريعة سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، بما تحمله من معانٍ وقيم سامية للجميع، مسلمين كانوا أم غير مسلمين، حتى ينعم المجتمع كله بالعدل والسلام والمحبة والإخاء، والعدالة الاجتماعية بمثابة مؤشر عالمي يوضِّح مدى التعايش السلمي داخل الدول حيث يتحقق في ظله الازدهار والتنمية، وقد حرصت مصر على تحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية وحددت مسارًا تنمويًّا لها وفق سياسة حكيمة، في الوقت الذي تحارب فيه الدولة الإرهاب نيابةً عن العالم فكريًّا وعسكريًّا.
توجيه نبوي
وماذا عن نهج الرسول صلى الله عليه وسلم في الحفاظ على البيئة؟
المحافظةِ على البيئةِ توجيه نبوي وهناك من الأدلة الكثير من بينها ما جاء في الحديثِ المتَّفقِ عليه عن أبي هُريرةَ، عنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: (لا يَبولنَّ أحدُكم في الماءِ الدائمِ ثمَّ يَغتسلُ منه). فإنَّ أيَّ باحثٍ منصفٍ عَالمٍ بمقاصدِ الشريعةِ وأسرارِها وعِلَلِها، يجدُ أنَّ الحديثَ الشريفَ وإِنْ كان واردًا في جزئيةٍ خاصةٍ، وهي النهيُّ عن تلويثِ الماءِ وتفويتِ منفعتِه على نفسِه وعلى غيرِه، فإنَّه يَصلحُ أنْ يُستنبَطَ منه أيضًا نفسُ المعنى في النهيِ عن تلويثِ أيِّ مكوَّنٍ من مكوناتِ البيئةِ التي ينتفعُ بها الإنسانُ، مثل الهواءِ والأرضِ والثروةِ الحيوانيةِ أو السمكيةِ أو غيرِ ذلكَ مِنَ المواردِ البيئيةِ، التي تمثِّلُ قِوامَ الثرواتِ الطبيعيةِ والاقتصاديةِ لشعوبِ المعمورةِ، على تَفاوتٍ وتَباينٍ وتَنوُّعٍ أرادَه اللهُ تعالى لحكمةٍ بالغةٍ؛ وهيَ تعدُّدُ أوجهِ التبادلِ والتعاونِ بينَ الدولِ والشعوبِ. وقدْ أَوصى الخليفةُ الراشدُ أبوبكرٍ الصدِّيقُ رضيَ اللهُ عنه المجاهدينَ بضرورةِ الحفاظِ على البيئةِ حتى في مَقامِ الجهادِ في سبيلِ اللهِ، فرسالةُ إعمارِ الأرضِ ينبغي أن تكونَ حاضرةً في وجدانِ المسلمِ حتى في مقامِ الجهادِ في سبيلِ اللهِ تعالى. رَوى البيهقيُّ في السننِ عن أبي بكرٍ رضيَ الله عنه في وصيته: (ولا تُخربوا عُمرانًا، ولا تَقطعوا شجرةً إلا لنفعِ، ولا تَعقرنَّ بهيمةً إلا لنفعٍ، ولا تحرقنَّ نخلًا، ولا تُغرقَنَّه) هكذا يتعاملُ المسلمُ مع البيئةِ بشكلٍ حضاريٍّ حتى في تلكَ الظروفِ العصيبةِ.
وهل سيتضمن المؤتمر أي من النقاشات المهمة أو ورش العمل؟
يتضمن المؤتمر العديد من النقاشات المهمة وَفق ثلاثة محاور رئيسية؛ الأول: يأتي تحت عنوان “دَور الفتوى في تحقيق أهداف التنمية المستدامة”، فيما يأتي المحور الثاني تحت عنوان “دَور الفتوى في مواجهة معوِّقات التنمية”، ويعرض لآليات الإفتاء في مواجهة معوقات التنمية المستدامة، ودَور مؤسسات الفتوى والقادة الدينيين في مواجهة معوقات التنمية، أما المحور الثالث فسيكون حول “الفتوى ودعم الاقتصاد الوطني”، وكذلك دَور الفتوى في تشجيع الاقتصاد وازدهاره ونموه.
كما ستُعقد ضمن فعاليات المؤتمر ثلاث ورش عمل يشارك فيها طائفة من كبار العلماء والمفتين والمعنيين بقضايا التنمية المستدامة، وستكون الورشة الأولى حول “تأهيل القادة الدينيين لتعزيز أهداف التنمية المستدامة”، والورشة الثانية حول: “التكامل بين العلوم الشرعية والعلوم الاجتماعية والطبيعية في تحقيق أهداف التنمية”، بينما سيكون موضوع الورشة الثالثة حول “استخدام الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي في تعزيز أهداف التنمية المستدامة”
الميثاق الإفتائي
أعلنتم عن توقيع ميثاقا إفتائي لمواجهة أزمة المناخ، بموجب هذا الميثاق ماذا يجب على المكلفين فعله لمواجهة التغيرات المناخية؟ وهل ثمة اقتراحات من جانبكم شملها الميثاق؟
راعينا في صياغة الميثاق الإفتائي لمواجهة التغيرات المناخية وضع مجموعة من الارشادات التوعية التي يجب على المكلفين الالتزام بها وتتسق مع تعاليم ديننا الحنيف يأتي في مقدمتها التدخل لمنع الضرر اللاحق بالبيئة، والمساهمة في رفع الأضرار التي حدثت وفقا للشروط والإجراءات التي تحددها القوانين، واتخاذ الاحتياطات اللازمة لعدم وقوع أي إضرار بالبيئة، وكذلك اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لإنتاج أو تداول المواد الخطرة بإذن الجهات المختصة، احتفاظ أصحاب المنشئات التي ينتج عن شاطها مخلفات خطرة بسجل لهذه المخلفات، المبادرة إلى تطهير المنشئات والتربة التي كانت محلا لهذه المخلفات إذا تم نقلها أو وقف نشاطها، الالتزام بالتخلص الآمن من نواتج حفر الآبار البترولية، وفقا للأحكام المقررة قانونا، وكذلك على السفن، اتخاذ جميع الاحتياطات الكافية لمنع آثار التلوث في جميع الأحوال، ويتحمل المسئولية الشرعية والقانونية كل من تسببت مخالفته لشيء من المنهيات أو عدم فعل شيء من المأمور به بما ينتج عنه جناية أو ضرر باعتباره متسببا ينزل منزلة المباشر.