د. جمال فاروق: عرّفوا أولادكم سيرة الصادقين ليتخذوهم قدوة
د. المأمون جبر: الاقتصاد الإسلامي نموذج عملي لتحقيق التنمية والتكافل
أدار الندوة: جمال سالم
متابعة: محمد الساعاتى
تصوير: أحمد ناجح
أكد العلماء المشاركون في ندوة “الصدق في الأقوال والأعمال” التي نظمتها “عقيدتي”، بالتعاون مع وزارة الأوقاف برعاية د. مختار جمعة، وزير الأوقاف، بمسجد يوسف الصحابي بالقاهرة، ضرورة تربية الأجيال على أهمية الصدق في الأقوال والأفعال حتى تستعيد الأمَّة عزَّتها وكرامتها التي ضاعت بسبب تفشّي الكذب وعدم إتقان العمل في حين تقدّم الاخرون بسبب الصدق والجدّيّة.
أوضحوا أن الصدق هو عنوان صدق الإيمان، وفي حالة تناقض الأقوال والأفعال وتفشّي الكذب فإن الايمان يضيع ليحلّ محلّه النفاق، وتوعّد الله المنافقين بالدرك الأسفل في النار.
طالبوا بضرورة تدريس سيرة الصادقين من الرسل والأنبياء والصالحين عبر التاريخ في مناهجنا الدراسية، ونشرها عبر وسائل الإعلام والثقافة ليكونوا قدوة للأجيال الجديدة.
حضر الندوة لفيف من علماء الأوقاف منهم د. محمود عبدالعاطى، مدير أوقاف النزهة، د. حمادة القناوى والشيخ إسلام رضوان، إماما وخطيبا مسجد يوسف الصحابى، وجمهور كبير من رواد المسجد.
أوضح الزميل جمال سالم- مدير تحرير عقيدتي- أن الإسلام شريعة الصدق بكل ما تعني الكلمة من معان، حتى أنه وردت كلمة الصدق في القرآن 153 مرة، فالصدق عبادة يثاب فاعلها في الآخرة كما يضمن الله لصاحبها العز والكرامة في الدنيا، فالصدق والإيمان وجهان لعملة واحدة، ولهذا جاء الأمر الإلهي: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ” ويتصف كل الرسل والأنبياء والصالحين في كل العصور بالصدق.
الصدق الحقيقي
واشار د. جمال فاروق- العميد الأسبق لكلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر- إلى أننا إذا نظرنا إلى الواقع صُدمنا من كثرة الكذب، النفاق، إدعاء الصدق، فقد غاب معنى الصدق فى حياتنا اليومية، وشئوننا الداخلية والخارجية، مع أن الله حذرنا من الكذب والنفاق في كثير من الآيات القرآنية، ويروى أن أحد عباد الله الصالحين عندما سمع قول الله: “لِّيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ ۚ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا” فقال: إذا كان الله سيسأل الصادقين عن صدقهم، فما سيفعل بالكاذبين والمنافقين؟! فالله وصف أهل الكذب وصفا شديدا قاسيا يخرجهم من حقيقة الإيمان، فقال تعالى: “إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ“.
أوضح د. فاروق أن الإسلام كله مبنى على الصدق الذي هو عنوان الإيمان، فإن الكذب عنوان النفاق والدليل على ذلك قوله تعالى: “إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ”، وأوضح النبي فى حديثه المشهور صفات وجزاء الصادقين والكاذبين فقال: “عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّابًا”. وعن عبدالله بن عمرو، أنه قيل لرسول الله: أيُّ الناس أفضل؟ فقال: “كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ، صَدُوقِ اللِّسَانِ. قالوا: صدوق اللسان، نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ، لَا إِثْمَ فِيهِ، وَلَا بَغْيَ، وَلَا غِلَّ، وَلَا حَسَدَ”، ولهذا فالأمر جد خطير، لأن الإنسان قد يجرى الكذب على لسانه وهو لا يشعر، فينقل الشائعات والأخبار الكاذبة وهو لا يدرى، وعندما يستمع إلى مقولة أو كلمة لا يتأكد من صحتها، مع أن الله حذرنا فقال: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ” وفى قراءة للإمام النسائى والإمام حمزة: “فتثبتوا” التثبت، أي التبين، حتى لا نقع فى أعراض الناس، وحتى لا يخوض بعضنا في الأعراض، لنتعلم الأخلاق الحميدة، فالشعار الأكبر لهذه الدعوة الإسلامية لخَّصه النبى فى قوله “إنما بُعثت لأتمّم مكارم الأخلاق”.
ضرب د. فاروق مثالا من المنهج النبوى، لكى يبيّن النبي حجته للعالم عندما أرسله الله بالهدى ودين الحق، ماذا كان دليل النبى على صدق رسالته؟ عندما أمر مناديا أن ينادى: يا بنى فلان، يا بنى فلان، فجمعت القبائل، صعد النبى فوق جبل أبى قبيس (بجوار الكعبة) وجمع العشائر والقبائل ليريهم أمرا عجيبا، فلم يُظهر لهم معجزة، ولم يقم بفعل خارق من الخوارق حتى يطمئنوا إلى دعوته، وصدق دينه ورسالته، قال لهم: “أرأيتم بأن خيلا من وراء هذا الوادى، تغير عليكم”، أي جيش سيأتى إلى مكة من أجل الإغارة عليها ونهب ثرواتها أو قتل أهلها أو احتلال أرضها، وسألهم: “أرأيتهم لو أخبرتكم بهذا أكنتم مصدِّقى؟” كان الجواب المنطقى الطبيعى أن يقولوا: لا، ولكنهم قالوا: نعم، لماذا؟ لأن دلائل صدق سيدنا رسول الله عرفوها منذ نشأته، وكان يلقّب فى قومه بـ”الصادق الأمين” وما هو الدليل على أنه هو الصادق الأمين؟ قالوا: ما جربنا عليك كذبا قط، لم يجربوا عليه ولو كذبة واحدة ولو على سبيل المزاح.
واشار إلى أن من عظمة القرآن أنه جعل أربعة أمور عجيبة جدا تنقلب على صاحبها، الضرر أو الأذى لا يعود إلى الناس، وإنما يعود إليك أولا، وأولها “المكر” فقال تعالى: “وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِه”، الأمر الثانى: “الخداع” فقال تعالى: “يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ”، الأمر الثالث “البغى”، فقال تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَىٰ أَنْفُسِكُمْ ۖ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ”، الأمر الرابع “الغدر” فقال تعالى: “فَمَنْ نَكَثَ فإنَّمَا يَنْكُثُ على نَفْسِهِ”.
وختم د. فاروق بالتفرقة بين “الصدق” و”الحق”، فالحق يقابله الباطل، والصدق يقابله الكذب، الحق يكون فى الأقوال والأفعال والاعتقادات، (قوله حق) و(الرسول حق) -هذه عقيدة- (الجنة حق) و(النار حق) و(الموت حق)، فالحق يكون فى القول، ويكون فى الفعل. أما الصدق فهو فى ذاكرة الأقوال، والصدق له صورة واحدة، إما أن يكون الكلام الذى تنطق به مطابقا للواقع، كما جاء عند أهل السنة والجماعة: (مطابقة الخبر للواقع). أما الكذب، فهو عدم مطابقة الخبر للواقع، ولكن إذا كان الإنسان متعمِّدا، فهنا يكون فسقا ومن الكبائر، أما إذا كان ساهيا أو ناسيا أو ناقلا، فإن الله من رحمته أنه قال: “وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَٰكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا”.
التنشئة على الصدق
وأكد د. المأمون على جبر –أستاذ القانون العام والتشريعات الإقتصادية بجامعة الأزهر- أنه بالدين والعلم والأخلاق بلغت أمّة الإسلام ما بلغت من المجد ما طلبت، وتخبرنا الشريعة أن الصدق من أعظم صفات الأنبياء والمرسلين على وجه العموم، وقدم الله لنا نماذج لنا منهم ليكونوا قدوة لنا في الحياة الدنيا، فقال تعالى: “وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا” وقال: “وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا” كما قال: “وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا”، ومن الصفات العظمي لنبي الله يوسف الصدق: “يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ” ويظل الصدق ملازما لحياة البشر حتى قيام الساعة: “وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ. قَالُوا يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ”، والصدق من أهم صفات المؤمنين: “مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا“.
أضاف: قضية الصدق تعرضت لها فى حياتى العملية، وحينما سافرت إلى بلاد كثيرة ومنها للأسف بلاد لا توجد فيها نسبة عالية من المسلمين، ومع هذا تجدهم صادقين، فدولة سنغافورة على سبيل المثال بها حوالى 10% فقط يدينون بالإسلام، 90% من أهل الكتاب وديانات وضعية، ورغم ذلك وجدتهم صادقين مع أنفسهم ومع غيرهم حتى أنهم اختاروا مسلمة محجبة رئيسة للدولة، ويعيشون في سلام اجتماعي وتسامح وصدق وإتقان للعمل وطلب العلم حتى أن دخل الفرد فيها من أعلى مصادر الدخل في العالم رغم أنها لا تمتلك أي ثروات طبيعية سوى ميناء تجاري فقط.
وحذر د. مأمون من أننا فى أزمة بسبب الكذب، والأزمة الإقتصادية الحالية بكل أسف أفرزت أسوأ ما فينا، نرى احتكار السلع والخدمات وهذا محرم شرعا، وبيّن لنا سيدنا رسول الله فى أكثر من موضع: “المحتكر ملعون والجالب مرزوق”، وتكون هذه هى العقوبة التى خصص لها عقوبة الاحتكار، فقال صلى الله عليه وسلم: “ومن احتكر على المسلمين طعامهم ضربه الله بالجُذام والإفلاس”، فى الدنيا يصيبه الله بشيئين لا ثالث لهما بالجذام والإفلاس، الإفلاس لكونه تاجر. ولذلك نقول دائما فى علم الاقتصاد وعلم الجريمة بأن الطماع قاتل، لأنه كاذب، والكاذب منافق، والمنافق فاجر، والفاجر قاتل، يبدأ الموضوع بالطمع، فيكذب، والطماع لابد أن يكون كذابا، وينتهى بالقتل، ومن هنا راهن علينا المستشرقون لإفساد أخلاقنا، ولاحظنا فى العولمة الثقافية أنهم يروّجون للأكاذيب ويزّينون الحرام ويسخرون من الأخلاق الفاضلة لتحقيق مآربهم الخبيثة في السيطرة على العالم.
وأشار إلى أنه إذا كانت الأنظمة الأقتصادية الوضعية سواء الرأسمالية أو الإشتراكية تهمّش الدين والأخلاق فإن مبادئ الإقتصاد الإسلامي تنطلق من تعاليم اقتصادية جاءت في القرآن والسنة، وتقدّم حلولا تطبيقية للمعاملات المالية تصلح لكل زمان ومكان، والنظامان يقصدان تحقيق الربح والإشباع المادي، والدافع فيهما الغريزة والشهوة واللذة المادية عن طريق الاحتكار والاستغلال، والربا وارتفاع الأسعار، أما الاقتصاد الإسلامي يمنح حرية التملك وفق الضوابط الشرعية، وعدم إلحاق الضرر بالآخرين، والدولة لا تتدخل إلا للحفاظ على المصالح الاقتصادية، وهو ينهض إلى تحقيق المقاصد الشرعية الاقتصادية، تحقيق العدل الاجتماعي، توفير الشغل وحفظ حقوق العمال، حفظ المال من التبذير والإسراف، تحقيق ضروريات العيش وكرامة الإنسان، تحقيق الأمن الاقتصادي، كما يعتمد على البواعث الإيمانية، مثل الصدقة الجارية، الأخوة الإسلامية، الرقابة الإيمانية، البركة، استحضار ذكر الله في العمل والمعاملات المالية، محاربة الفقر والبطالة، ولهذا لن تنهض المجتمعات العربية والإسلامية من كبوتها إلا بترسيخ البواعث الإيمانية في قلوب ونفوس أبنائها، باستحضار القيم الإيمانية في سلوكهم ومعاملاتهم المالية، وعلى مؤسسات الأعمال التطوعية الخيرية أن تعتمد برنامجا للتوعية بأهمية العمل التطوعي في سدّ فراغات برامج الدولة الاقتصادي، وأن يتسلّح الجميع بالصدق في الأقوال والأعمال.
وطالب د. المأمون الأسر المسلمة بأن تربّي أبناءها على الصدق في الأفعال والأفعال حتى لا يكونوا ممن ذمَّهم الله في قوله: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ. كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ”، ولا تكون التنشئة الدينية صحيحة إلا بامتثال الأوامر والابتعاد عن النواهي، بالتزام الحلال والابتعاد عن الحرام ظاهرًا وباطنًا، فالإسلام جوهر قبل المظهر قال صلى الله عليه وسلم: “إنَّ الله لا ينظر إلى صوركم، ولا إلى أموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم“.
وأوضح لنا رسول الله مقومات الصلاح والفلاح في الدنيا والآخرة فقال: “إِنَّ اللهَ فَرَضَ فَرَائِضَ، فَلَا تُضَيِّعُوهَا، وَحَّدَ حُدُودًا، فَلَا تَعْتَدُوهَا، وَنَهَى عَنْ أَشْيَاءَ، فَلَا تَنْتَهِكُوهَا، وَسَكَتَ عَنْ أَشْيَاءَ رُخْصَةً لَكُمْ، لَيْسَ بِنِسْيَانٍ، فَلَا تَبْحَثُوا عَنْهَا”، وأين نحن الآن من هذه الأحاديث النبوية: “التَّاجِرُ الصَّدُوقُ الأَمِينُ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ”، “البيّعان بالخيار ما لم يتفرّقا فإن صدقا وبيّنا بورك لهما في بيعهما وإن كذبا وكتما مُحقت بركة بيعهما” أو كما قال الإمام ابن القيم: “استواء الأفعال على الأمر والمتابعة، كاستواء الرّأس على الجسد“.