فضل الحج: الحج فريضة من أعظم الفرائض وركن من أركان الإسلام التي فرضها الله تعالى على المسلم، ولا شك أن الحج المبرور له ثواب كبير عند الله تعالى كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه: “والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة” – رواه البخاري.
والحج كغيره من العبادات التي يجب فيها التحلي بالضوابط والشروط اللازمة حتى يكون الحج مبروراً ومكفراً للذنوب ومقبولاً عند الله تعالى.
ومن هذه الشروط: إخلاص النية لله تعالى، فلا يقبل العمل ولا يكون صالحاً إلا إذا أريد به وجه الله تعالى، وكان منزهاً عن الرياء والسمعة.
قال تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ}[البقرة: 196]، وقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم ذلك حيث حج على رحل رث، وقطيفة لا تساوي أربعة دراهم ثم قال: ” اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة”، ومن هنا نتعلم أيضاً عدم المبالغة والسرف في الحج.
ومنها أيضاً: التوبة النصوح والتحلي بآداب وأخلاق الإسلام والنفقة الحلال، فلا يقبل الحج إذا كان من مال حرام، والتحلل من حقوق العباد، والإكثار من الطاعة.
إذا حججت بمال أصله سحت *** فما حججت ولكن حجت العير
لا يقبل الله إلا كل صــالـحة *** ما كـل من حــج الله مــبرور
كيف أعرف أن حجي مقبول عند الله تعالى؟
عيد الحاج قبول حجته عند الله تعالى، وقبل أن نتعرف على علامات قبول الحج عند الله تعالى نضع بعين الاعتبار أن الحج كغيره من العبادات التي يؤديها المسلم ولا يجب عليه سوى تعلم مناسكها جيداً، وتأديتها على أكمل وجه، والالتزام بالضوابط والشروط اللازمة لقبولها، فإذا ما أداها بما يتناسب يسأل الله القبول ويكون على يقين بأن الله تعالى قد غفر له وقبل حجته.
ومن علامات الحج: أن يوفق العبد للطاعة بعد الحج، ويستقيم في العبادة والطاعة، وهذه العلامة ذكرها الإمام النووي فقال: “أن يكون الحاج بعد رجوعه خيرًا مما كان”، وهذه العلامة تتحقق بالحرص على الطاعة المواظبة على العبادات التي كان يقصر فيها الحاج قبل حجه.
ومن العلامات أيضاً: حفظ الصحيفة من الذنوب، فالحاج الذي أدى حجه على الوجه الذي يرضي الله تعالى يعود من حجه كمن لا ذنب له، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: “من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه”. متفق عليه.
وختاماً أيها القارئ تذكر قول ابن القيم رحمه الله عن الحج أن الله تعالى كما أمر الحجيج بأن يتزودوا بزاد الدنيا لسفرهم، نبههم على زاد يفر الآخرة، وهي التقوى، فكما أن المسافر لا يصل إلى مقصده إلا بزاد الدنيا، فكذلك المسافر إلى الله تعالى وإلى الدار الآخرة لا يصل إلا بزاد من التقوى، فجمع تعالى بين الزادين فقال: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ}[البقرة: 197].