لا يخفى على أحد أهمية العلم في حياة المسلم والمسلمة، وكد جاءت شريعتنا بتأكيد فرضية العلم، فقال تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ} [محمد:19] ا
فبدأ بالعلم قبل القول والعمل، ليبيّن قيمة العلم.
وجاء أيضًا في السنة المطهرة بيان وجوبه، فقال عليه الصلاة والسلام: (طلب العلم فريضة على كل مسلم)
وقد دل الحديث على أن الفرضية تشمل الرجال والنساء على حد سواء، قال صلى الله عليه وسلم: «إنما النساء شقائق الرجال»
وقد كان الرجال يلازمون النبي صلى الله عليه وسلم فيحيطون به للتعلم، فلا يستطيع النساء مزاحمتهم عليه، وكن يجلسن في آخر صفوف المسجد، فإذا تحدث النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالعلم بعد الصلاة لا يتمكنَّ من كمال السماع، وكانت لهن رغبة في العلم مثل الرجال؛ إذ كلهن يعلمن أنهن مكلفات بأحكام الشريعة مثلهم؛ لذا سألن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعيّن لهن يومًا باختياره هو يخصصهن به، فأجابهن إلى ما طلبن، ووعدهن يومًا بعينه، ووفى لهن بوعده، فلقيهن في ذلك اليوم وحدثهن، فوعظهن وأمرهن بأشياء مما عليهن من أمر الدين.
وعلينا إن نعلم أن المرأة نصف المجتمع فهى قادرة على القيام بأدوارها التى منها تعلم العلم ونشره وهناك نماذج كثيرة من دور المرأة فى نشر العلم فخير مثال له،
السيدة عائشة رضي الله عنها فقد ظلت رضي الله عنها بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم أربعين سنة تفتى وتعلم الناس، يقول أبو موسى الأشعريي رضي الله عنه، مبينا فضلها في تعليم الصحابة:
“ما أشكل علينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط، فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علما”. ولم تكن أم المؤمنين فقيهة فحسب، بل كانت عالمة بالشعر والتاريخ والطب.”
فمن حق المرأة أن تتعلم العلم وتعلمه إذا رغبت فيه وكانت لـها القـدرة عليه، ولا يستطيع أحد أن يمنعها منه طالما في حدود ماشرعه الله فقد قال تعالى: ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر )
فقد بينت الآية أن المؤمنين والمؤمنات يأمرون المعروف، وينهون عن المنكر،.
ولا يكون ذلك إلا عن علم وثقافة .
فيمكن للمرأة أن تجمع بين العلم والعمل والعبادة، مثلها في ذلك مثل الرجل،
ولها أن تستقل بشخصيتها المتميزة، وتتعلم ماينفعها ، وتنفع غيرها بهذا العلم.
فالنساء شقائق الرجال فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ) رواه أبو داود.
فقد كانت المرأة تحضر دروس العلم ومجالسه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتسأله، وتناقشه، وتتفهم وتعي كل ما يقال لها ويدرّس لها .
والنماذج على النساء اللواتي تعلمن العلم، وانتفع بعلمهمن المسلمين كثيرة.
منهم: فاطمة بنت السمرقندي كانت عالمة بالفقه والحديث، أخذت العلم عن جملة من الفقهاء، وأخذ عنها كثيرون، وكان لها حلقة للتدريس، وألفت مؤلفات عديدة في الفقه والحديث.
وكذلك زوجة الحافظ الهيثمي كانت تساعد زوجها في مراجعة كتب الحديث.
وكذلك فاطمة بنت عباس البغدادية كانت تصعد المنبر، وتعظ النساء، وكانت عالمة موفورة العلم في الفقه والأصول.
فأين نحن من هؤلاء.
وطلب العلم للمرأة ضرورة ، لعظم المسئولية المناطة بها، كزوجة لقوله عليه الصلاة والسلام: «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، والأمير راع، والرجل راع على أهل بيته، والمرأة راعية في بيت زوجها وولده، فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته»
فهي تشغل دور أساسي في بناء أسرتها ورعايتها لها، من خلال ما يقع على عاتقها من مسؤوليات ، وما تتحمله كزوجة من أمر إدارة الأسرة.
فالإحصاءات تشير إلى أن تعليم المرأة وتمكينها من العمل انعكس ايجابًا على الأسرة، سواءً في الأمور التربوية أو الاقتصادية أو الصحية.
والتعليم يدفع المرأة للمشاركة الفعالة في في النهوض بالمجتمع في مختلف المجالات، كما أن التعليم يعزز من مكانة المرأة وثقتها في نفسها .
لذلك لا بدَّ للمرأة، أن تسلك طرق العلم مبتدأة بالسهل اليسير قبل الدخول في الأمور الصعبة ، ولا بدَّ من الاعتدال في طلب العلم فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها.